إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: الدور الرابع

عرفت عنه الحكمة والحصافة وحسن تدبير الأمور. كلما اعترضه موقف عصيب أجده وقد اتخذ أنسب الحلول وأفضل القرارات التي تعجل بحل الأزمة. سألته مرة عن سر هدوئه وإتزانه حيال الأزمات وعن قدرته علي إتخاذ القرارالمناسب بدون انفعالات وبكل موضوعية.. فقال لي: "في مصر كنت أقطن في عمارة مكونة من سبعة أدوار وكان مالك العمارة وزوجته شيخين طاعنين بالعمر.. وقد اختارا لإقامتهما شقة بالدور الرابع تطل علي الشارع من ناحية المدخل. وكنت كثيرا ما ألمحهما جالسين في الشرفة -عند مغادرتي وأوبتي للعمارة- يتسليان بمشاهدة الرائح والغادي. وكان السؤال الذي يحيرني ويلح علي كثيرا هو لم اختارا الدور الرابع بالذات ليقيما فيه ولم يسكنا في الدور الأول مثلاً حيث يتجنبا متاعب صعود وهبوط السلالم كما يفعل معظم كبار السن..وإذا كانت السلالم لا تشكل عائقاً بالنسبة لهما فلماذا لم يختارا الدورالأخير مثلاً حيث المنظر أجمل والجلبة والضوضاء أقل. وفي أحد الأيام وكان أول الشهر مرض الرجل ولم يستطع المرور علي المستأجرين لتحصيل الإيجار. فإتصلت بي زوجته وأخبرتني بمرضه وطلبت مني أن أذهب أنا إليهما لدفع الإيجار. فكان أن هبطت إلي الدور الرابع وطرقت بابهما.. فتحت لي المرأة وبعد التحية والسلام ناولتها النقود، وذهبت لتأتيني بالإيصال. وبينما أنا في انتظار خطر لي أن أسألها ذلك السؤال الذي طالما ألح عليّ ولكني لم أعرف كيف أبدأ.. قالت وهي تقبل نحوي مبتسمة وتناولني الإيصال: "مع الأسف لم يستطع زوجي المجئ بنفسه فهو يعاني من ألم شديد بالركبة لا يمكّنه من الحركة". هنا وجدت الفرصة سانحة للسؤال فبادرتها قائلاً: "أليس من الأنسب أن تنتقلا للإقامة بالدور الأول حتي تسهل عليكما الحركة؟".. فأجابتني قائلة: "أنت تعلم أنه نظراً لسننا المتقدم يتعذر علينا الدخول والخروج ..لذا فإن تسليتنا الوحيدة هي الجلوس في الشرفة ومشاهدة مايجري في الشارع.. وعندما انتقلنا للعمارة اخترنا أن نسكن في منتصفها بالضبط، فمن أعلي العمارة لا تستطيع أن تشاهد الأمور بوضوح وبالرغم من جمال المنظر إلا أنه يعكس لك صورة باهتة للحدث ..لا ملامح فيها ولا تفاصيل، وعلي العكس من ذلك فإن الجلوس في شرفة الدور الأول يجعلك قريبا جدا من الناس والأحداث والضجيج والضوضاء فتتداخل معهم وكأنك جزء من المشهد مشتبك فيها وتجد بعض المارة يحادثونك ويطلبون منك طلبات ويلتمسون رأيك في الأمور وفجأة تجد نفسك وقد تحولت من مجرد مشاهد إلي مشترك في الأحداث متأثر بها وهذا شئ أردت تجنبه قدر الإمكان". صمت الصديق برهة قال لي بعدها: "لقد تعلمت من هذه المرأة أن أواجه الحياة من الدور الرابع وكلما صادفتني مشكلة أو ألمت بي ضائقة هرعت إلي غرفتي وأغلقت بابي وصعدت بذهني إلي الدور الرابع.. فلا أنا في الدور الأول مندمج مع المشكلة غارق في دائرتها ولا أنا في الدور الأخير منفصل عنها تتعذر علي رؤية تفاصيلها وأبعادها.. هكذا أستطيع أن أكون عنها صورة واضحة غير مشوشة وأحللها بحياد وموضوعية حتي أعثر علي الحل المناسب".