إيليا مقار يكتب قصة: المكالمة! Reviewed by Momizat on .   رن الهاتف في يد الإبن الأصغر داخل القفص، نظر للرقم فعلت وجهه إبتسامة وأعطى الهاتف لوالده العجوز المتمدد على سرير داخل القفص: "الراجل بتاعنا يا كبير". جاء   رن الهاتف في يد الإبن الأصغر داخل القفص، نظر للرقم فعلت وجهه إبتسامة وأعطى الهاتف لوالده العجوز المتمدد على سرير داخل القفص: "الراجل بتاعنا يا كبير". جاء Rating:
انت هنا : الرئيسية » مقالات » إيليا مقار يكتب قصة: المكالمة!

إيليا مقار يكتب قصة: المكالمة!

إيليا مقار يكتب قصة: المكالمة!

 

رن الهاتف في يد الإبن الأصغر داخل القفص، نظر للرقم فعلت وجهه إبتسامة وأعطى الهاتف لوالده العجوز المتمدد على سرير داخل القفص: “الراجل بتاعنا يا كبير”.
جاء الصوت عبر الهاتف: وعدتك فأوفيت يا كبيرنا

الرجل العجوز: بس أتاخرتوا عليا

الصوت عبر الهاتف: الموجة كانت عالية يا كبير، انا متأكد أن سيادتك بتقول الكلام ده من ورا قلبك. افتكر سعادتك من 3 سنين كنا فين ودلوقتي بقينا فين. الشعب كله كان ضدك… وضدنا..

الرجل العجوز. أنا عملت اللي عليا، قبلت البهدلة دي كلها علشان أنقذ البلد وإنقذنا. إنت معملتش فيا معروف. إتوا كمان قبضتوا التمن، وشوف أنا بقيت فين. تاريخي ضاع، وعيلتى إتبهدلت.

الصوت عبر الهاتف. اسمحلي يا كبيرنا، فكر أبعد من مصلحتك شوية. فكر في البلد اللي كانت هتروح لشوية متطرفين أو لشوية وعيال اهلهم معرفوش يربوهم.

الرجل العجوز: انا لسة قلقان من الناس، خايف نكون كده بنضغط عليهم اكتر من اللازم، تصدق؟ انا كنت هقبل يتحكم عليا بسنة ولا اتنين. مش حاسس اننا كده بنطلع لسانا للشعب زيادة عن اللزوم؟

الصوت عبر الهاتف: شعب مين يا كبيرنا. انت هتخرج وهتشوف بنفسك حجم الإنجاز اللي عملناه. قوتنا مش في سلاحنا، الشعب اللي في يوم إتجرأ عليك، هو دلوقتي جاهز يفتك بأي حد يعارضنا. علشان نوصل لليوم ده يا كبيرنا، كان لازم نعرض الشعب ده لصدمات زي صدمات الكهربا في مستشفى المجانين.. “ثم تابع ضاحكاً” تخيل يا كبير 90 مليون بنى أدم، كل واحد فيهم متوصل بسلك كهربا واحنا اللي في ايدينا الفيشة. (ثم يدرك أن الوقت ليس وقت هزل). الشعب في صفنا دلوقتي علشان مرعوب من الصدمة الجاية. حتى لما الإسلاميين طمعوا في الفيشة وإديناها ليهم، كنا عارفين أنهم هيزودوا بغباءهم وغشمهم جرعة الكهربا وويجي الشعب يركع تحت رجلينا تاني، ويطلب مننا إحنا اللي نكهربه ونمسك إحنا الفيشة.

الرجل العجوز: دي حاجة أنا بتعجب ليها، إزاي الناس بتجري بينا وبين الإسلاميين، في الوقت اللي بيتهمونا فيه وبيتهموا الإسلاميين بافاشية والفساد. (يقهقه) شعب طيب بطبعه.

الصوت عبر الهاتف: لا يا كبير، ده شعب نمرود، الناس بتختار فسادنا لأنه من النوع اللي بيقبل إنضمام أعضاء جدد ليه، الناس بتساند فاشيتنا لإن فرصتهم في الإستفادة منه أكبر. الإسلاميين مقفولين علي نفسهم، شبكة مصالحهم مقفولة عليهم، ده غير إن فاشيتهم دموية زيادة عن اللزوم، لو خيرت حد بين أنك تقطع أيده أو تقطع رقبته، وبين إنك تعلقه في قسم شرطة، هيختار ايه؟

الرجل العجوز: هيبوس على إيدك تعلقه.

الصوت عبر الهاتف: متصدقش يا كبير إن الشعب عاوز حرية وديمقراطية، الشعب ده “سماوى” يا كبير، وعينه علي الكعكة اللي في إيدينا مش أكتر.

الرجل العجوز: برضوا خلوا بالكم، انا قعدت تلاثين سنة فاكر إني ماسك الشارع بميزان حساس، والدرس اللي اتعلمته، ان الناس ملهاش أمان، وخصوصاً الجيل الجديد. جيل نمرود معرفش ازاي مخدناش بالنا منه لحد ما اتحول لقنبلة إنفجرت في وشنا. شوية عيال، مش عارفين إن الإستقرار ليه تمن. وكل مجتمع لازم يكون فيه صفوة، بتتحمل عبء المسؤلية، وقصاد كده بتتمتع بمميزات أعلى شوية من الشخص العادي محدود الطموح والذكاء اللي كل هدفه ياكل تلات مرات في اليوم.

الصوت عبر الهاتف” الناس اتعلمت الدرس يا كبير، التلاث سنين اللي فاتوا كانوا كافيين يخلوا الشعب يبقى واقعي جداً في أحلامه.

الرجل العجوز: معلش، احنا برضوا نستحمل علشان الشعب زي ما إستحملنا قبل كده. ده قدر العظماء والقادة عبر التاريخ… أيه الصوت اللي عندك ده.

الصوت عبر الهاتف: ..م.. س …. أصوات غريبة

الرجل العجوز: ألو.. ألو….

الصوت عبر الهاتف: …… مفيش حاجة يا كبير.. متقلقش.. شوية عيال تحت القصر من بتوع عيش وحرية.. أسيبك علشان شكلها ميعاد جلسة الكهربا!

الرجل العجوز: ربنا معانا.

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى