“جود نيوز” تزور معسكرات اللاجئين المسيحيين والأيزيديين في شمال العراق

جود نيوز الكندية: الكثير يتابع ويسمع ويري فيديوهات عن ما يحدث للمسيحيين والأيزيديين في شمال العراق علي يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”. وكان الامر يحتاج شاهد عيان ينقل ما يعانيه هؤلاء اللاجئين في معسكراتهم. وفي زيارة قام بها الزميل الكاتب “ايليا مقار”، والذي زار تلك المعسكرات بصحبة منظمات أغاثة، كتب ل “جود نيوز” التقرير التالي ..
اليوم كان ممطراً وكانت الأرض موحلة، حينما زرت واحداً من مخيمات اللاجئين العراقيين الأيزيديين والمسيحيين في شمال العراق، حذرني المرافقين من مصافحة الأطفال لأن “الجرب” منتشر بين البعض في المعسكر، تحذير تنساه بالطبع حينما يمد لك أول طفل يده لتصافحه، المجودين بمعسكرات اللاجئين يرون أن أي زائر يمكن أن يكون لديه رسالة أمل أو خبر أو تغيير. النصيحة الثانية أنه في يوم ممطر مثل هذا، فالافضل لممثلي منظمات الاغاثة تجنب الكلام مع اللاجئين في برامج توعية أو نظافة أو تعليم الخ.. لأن اللاجئين في تلك الظروف يكونون في قمة اليأس والغضب وأحياناً تحدث إعتداءات على الموظفين .
بالمقارنة بمعسكرات لاجئين أخري في جنوب السودان أو الصومال علي سبيل المثال – وهي معسكرات زرتها من قبل – فأن الموجودين بمخيمات كردستان، هم أناس كانت حياتهم جيدة جداً قبلاً، فمنهم من كان لديه عمارات أو فيللات ، ومنهم من كان لديه شركات أو أعمال خاصة ناجحة، إلا أنهم تركوا كل ممتلكاتها وهربوا بحياتهم وحياة أطفالها بعد إحتلال داعش” لأرضهم. وكالعادة في مخيمات اللاجئين، الكأبة والغضب يسيطرون على كل الموجودين بتلك المخيمات بإستثناء الأطفال، فالإبتسامة دائماً علي وجوههم.
تستطيع من خلال زيارة لأي مخيم لاجئين أن تعرف كمية القهر . الذي تعرض له أسر واطفال في الشرق الأوسط بسبب أيديولوجية العنف والإرهاب واللي انتشرت بسهولة في دول ديكتاتورية أو طائفية. اللاجئين ليسوا فقط في المعسكرات بل الكنائس والمدارس اصبحت مملوءة بعدد كبير من اللاجئين لدرجة أن العام الدراسي تم الغاءه في “أربيل” علي سبيل المثال لعدم وجود أماكن للدراسة
المشكلة الأكبر أن العالم تقريبا اصبح غير قادر على مواجهة احتياجات اللاجئين بسبب حجم المشكلة وطول مدتها. فمعظم المشروعات مدتها من 3 ل 6 شهور بسبب الموارد المالية المحدودة للهيئات المانحة والتي تأتي معظمها من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، مع وجود أكبر مشكلة لاجئين عرفها العالم الحديث. فهناك أكثر من 13 مليون لاجئ سوري في دول الجوار، سكان لبنان زادوا ثلث عدد السكان بسبب اللاجئين السوريين. دولة العراق والتي كانت تستقبل لاجئين وبخاصة في إقليم كردستان الهادئ نسبياً، تحول ليصبح وجهة للاجئين العراقيين بعد إحتلال “داعش” أجزاء من العراق. ثلث مساحة العراق تقريبا تحت سيطرة مباشرة أو غير مباشرة لداعش. رغم ضخ مليارات الدولارات شهرياً لمواجهة احتياجات الدول التي بها لاجئين إلا أنها لا تكفي. والأخطر أنه لا أحد يعلم متي ستنتهي تلك المشكلة بالاضافة لما سبق فأن منظمات الإغاثة تواجه خطر الإرهاب وخطر اعتداء اللاجئين عليهم احيانا وبعضهم يضطر لوقف المشروعات .
قبل مغادرتنا العراق أستطعنا تنفيذ أحد البرامج بتلك المخيمات وهو عبارة عن مدرسة بديلة للأطفال تملئ وقتهم بالالعاب ، والتعليم البديل وبتمويل من اليونيسيف.