أميرة الوصيف تكتب: أنا وأنت قصيدة ..

قبل أن يُقَبِل قلمي جبين صفحتى تلك , تساءلتُ فى همسِ يليق بعاشقة تكتب الشعر , وشددت على يد حنينى اليك فى حرارة وقلت : تُرى ماذا تفعل الآن ؟!
مولعة أنا بك بالفطرة , لا أعرف حقاً يوم استقبلتنى الدنيا كمولودة , وجهها مستدير , وعيناها متطفلتان على وجوه الغرباء من حولها بدءاً من رجل ذو شارب عريض ؛ يُخفي نصف وجهه تقريباً , ومروراً بتلك السيدة المُمتلئة التى وصلت ابتسامتها الى أذنيها فى مبالغة تعهدها السيدات فى بلادنا عند رؤية مولود !
وهذا الرجل الأخبل القصير الذى أخذ يُصدِر أصواتاُ تُشبه صخب آلات المصانع عندما وقعت عينه على مولودة مثلي من فرط المرح !
لا أعرف حقاً يومها هل كان اسمك محفوراً على ذراعي الصغير ؟
هل كان لقاءك مُقَدراً الى هذا الحد ؟
هل كانت عيناى تتسعان , وتلمعان لكي يمر الوقت وأُخَلِد صورتك فيهما ؟!
أم أن هذا كان من ضروريات المرحلة ؟
لازالت المسألة مُعقَدة بالنسبة الي , فأنا أتخبط حائرة لا أعرف هل حقاً يومها كان ميلادي عندما صرخت أمي , وأطلقت جسدي يسبح فى سماء الدنيا , أم أن ميلادي يوم التقيتك ؟
نعم أعترف بأن آلاف الشعراء , مؤلفي الأغان العاطفية قالوا أكثر من ذلك عن يوم التقاء الحبيب , أعرف أنهم أجازوا المستحيل , وأباحوا الخطأ , ودافعوا عن جرائم أُرتكبت بإسم الحب .
نعم .. أعلم أن ثنائيات الأدب تراسلوا حتى تَشَبعَت رسائلهم بالعشق , وأعرف أنه أكم من مجنون أصبح حكيماً رصيناً فقط عندما دق قلبه وبَلله الغرام .
لا أستطيع أن أُنكِر أى حب هز عرش الأرض قبلنا ؛ لأننا جميعاً مصابين بذات العدوى الحميدة المُبهِجة على مر العصور .
ولكننى أُنكِر أن يَتَلَبس الهوى أحداً كما تَلَبسني فى تلك اللحظة التى أجلستك فيها فى قلبي ؛ الذى بَرعت فى احكامه سالفاً , ليس زهداً فى أزمنة الرومانسية , ولكن تَرفعاً عن أزمنة الصفقات , وادعاءات البطولة .
والآن .. دعني أعود لسؤالي القصير : تُرى ماذا تفعل الآن ؟
هل تقرأ كلماتي فقط أم أنك تسافر معها الى حيث أنا ؟
هل يُداهمك الملل لإطالتي , واسترسالي أم أنك تبتسم الآن ؟ وترسم هذه البُشرى المُدهِشة على مُحياك البَهي ؟!
أول أمس .. استيقظت كمن أصدروا أمراً لحظياً بإعتقالها , كان وجهي عابساً , وشفتاى تُتَمتم بكلماتِ مُتَرددة , كنت فى الليلة السابقة أُقَلب فى صفحات “روميو وجوليت” لشكسبير
وخرج من صفحات الرواية التى أدمنتها لسنوات سهم كاد أن يكسر زجاج روحي , ويجعلنى أتأرجح من النقيض الى النقيض !
لمدة ثلاثة أعوام , وأنا ككل الحالمين الأبرياء أتَحسس دفء الهوى ليلاً فى حكاية من الأدب العالمي , وأُفَتش صباحاً عن أبطالها الماديين .
وحدث أن لَمع نجم الحب فى عين احداهن , وأفاقت بغتةَ تُفَتش عن روايتها المُفَضلة , وحدث أن أحضرت قلمها الأزرق , ودونت بصفحتها الأخيرة :
“ليت شكسبير حياً الى الآن عَله يجد فى قصتي معك , ما يجعله يشعر بتواضع حبه الملحمي الآخاذ فى رائعته “روميو وجوليت ” .
والآن دعنا من شكسبير , وحكايته مع روميو وجوليت , واترك قلبك بين يدى لدقيقة , أريد أن أطعمه قطعة من الحلوى , أريد أن أحتضنه وأُدَللة , أريد أن أرقص معه على مطلع قصيدة ؛ تغار منها الموسيقا .
أريد أن أقول له : أحبك