إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: لماذا نبغض النصارى

- يا عبد الله.. يا عبد الله.. لي زمن أناديك يا رجل ألا تسمعني؟ - بلى سمعتك ولكن اسمي ليس عبد الله. - وما العيب في هذا الاسم إنه اسم جميل.. هل يوجد من يكره أن يكون عبداً لله.. ألسنا كلنا عبيده سبحانه .. أم أنك ستكفر به عز وجل؟ - استغفر الله ما أنا بكافر.. لكن اسمي ليس عبد الله. من أين جئت بهذا الاسم؟ - أمي أخبرتني أن هذا هو اسمك.. هل تبغض أمي؟ هذا هو المنطق الذي يتبعه الذين يصرون على تلقيب المسيحيين بالنصارى محاولين بكل الطرائق تأويل اللفظ بشكل مقبول كي ينفوا عنه صفة السبة.. فما أصل اللقب ولماذا يبغضه المسيحيون؟ لو اجريت بحثاً عن كلمة نصارى على محرك البحث جوجل لهالك ما سوف تجده من مقالات وأبحاث ومنشورات تنضح بالكراهية والبغضة والعنصرية. مئات اللينكات التي تطعن في المسيحية وتحرض ضد المسيحيين وتحض على كراهيتهم والسلوك بعدوانية تجاههم. يشيع البعض أن الكلمة مشتقة من اسم المدينة الفلسطينية الناصرة التي تعد تقليدياً مهد السيد المسيح، بيد أن هذا التأويل ليس سليماً لان الاشتقاقات الصحيحة لغوياً في هذه الحالة تكون ناصري وناصريون لا نصراني ونصارى، كما أن هذا الزعم يطرح فرضية أن يسمى كل مسلمي المدينة الحاليون "نصارى" ما داموا يقيمون في الناصرة وينتسبون إليها. أو أن كل الوثنيين الذين كانوا في المدينة وقت ظهور المسيحية وانتشارها، هم أيضاً "نصارى" نسبة إلى المدينة مثلهم مثل المسيحيين. إن المسيحية ديانة وليست قومية ولهذا فإنه من غير المنطقي أن ترتبط بمكان معين وأن تقتصر على فئة بعينها من قاطني هذا المكان. في بداية حقبة الثمانينيات عندما أعلن الرئيس المؤمن أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة وذلك في تصريح ضمني لإطلاق يد جماعات الإسلام السياسي في الشارع المصري، كانت تلك بداية طغيان الفكر الديني وانحسار العلمانية، وقامت أحزاب اليمين المتطرف بتداول شعار الإسلام هو الحل، كإحدى وسائلهم لنشر المشروع الإسلامي وبث ثقافة التشدد والهوس الديني لدى رجل الشارع العادي، وذلك من أجل بسط نفوذهم عليه واستخدامه كأداة لتحقيق أغراضهم السياسية فيما بعد. ومنذ ما يزيد عن العام انطلقت حملات مشابهة لنشر ملصقات تحمل عبارة "هل صليت على النبي اليوم؟" ولم تكن سوى فكرة أخرى عنصرية ترمي إلى إشاعة الفكر الطائفي وفصل المسلم عن غيره من المواطنين وخلق الشقاق والانفصام ونشر العداوة والكراهية بين فصائل الشعب المصري. من ضمن هذه المساعي كذلك محاولة بعض الشيوخ والدعاة استبدال كلمة "مسيحي" و"مسيحيون" و"مسيحية"، بلفظ "نصراني" و"نصارى" و"نصرانية".. بحجة أن التسمية جاءت في القرآن و أن نسب المسيحيين إلى المسيح هو نسب غير صحيح فالمسيح بريء منهم لأنهم لو كانوا أتباعه حقاً لآمنوا بأنه عبد الله ورسوله ولما حرفوا رسالته. الفكرة محملة بأفكار عنصرية تكفيرية بغيضة وبرغم كل المحاولات التي ترمي إلى تأويل الكلمة بأفضل طريقة ممكنة٬ تبقى المشكلة الأساسية وهي أن هناك كلمات تبدو في ظاهرها بريئة وبسيطة لكنها تحمل في طياتها دلالات مسيئة٬ وأشيعت عن عمد لأسباب لا تخلو من سوء النية مما يجعل استخدامها غير مقبول لدى البعض وعلينا جميعاً احترام حق الآخر في اختيار اللقب الذي يريده لنفسه والذي يتوافق مع معتقده هو لا معتقد غيره.