ا.د ناجي إسكندر يكتب ل ”جود نيوز” عن : زيادة الوزن والسمنة
المشكلة الصحية الأولي التي تواجه الإنسان
وصف الغذاء قبل وصف الدواء
الجزء الأول
قدمت هذا الموضوع علي قناة مي سات القبطية في برنامج "مها والحياة" - عبر عدة حلقات حيث أقوم بإعداد المادة العلمية للبرنامج وأساهم مع د مها راداميس- أخصائية التغذية الأشهر بمصرنا العزيزة - في تقديم العديد من الحلقات وكان منها الحلقة رقم ١٧لمن يريد مشاهدتها علي يو تيوب ويناقش البرنامج كل مناحي الحياة التي تهم السواد الأكبر من المشاهدين
حتي أواخر القرن التاسع عشر كان العالم يعاني من ندرة الغذاء والمجاعات وكانت السمنة دليل علي الثراء والصحة والجمال ، ولكن مع تطور الهندسة الوراثية في بدايات القرن العشرين أصبح هناك وفرة من الغذاء وظهرت السمنة كمشكلة يعاني منها معظم دول العالم ما عدا دول أواسط أفريقيا - التي مازال بعضها يعاني من المجاعات - طبعا بالاضافة إلي مناطق الحروب والكوارث الطبيعية
وفي السنوات الأخيرة إعتبرت معظم المنظمات المختصة بصحة الإنسان السمنة هي المشكلة الصحية الأولي التي تواجه الإنسان -ولأول مرة وضعت في مرتبة أخطر من التدخين - وهذا حقيقي
وأبدا بتشخيص السمنة في الشخص البالغ
:يوجد طريقتان أساسيتان لتشخيص السمنة هما
١ دليل كتلة الجسم : ويحسب بقسمة وزن الجسم بالكيلو جرام علي مربع طول الإنسان بالمتر
مثال بسيط الوزن٨٠ كيلوجرام والطول للتبسيط ٢ متر أي مربع الطول ٢ في ٢ =٤ وعليه يكون دليل كتلة الجسم ٨٠ علي ٤ تساوي ٢٠ ويكون وزن الإنسان طبيعي طالما أقل من ٢٥
من ٢٥ إلي أقل من ٣٠ وزن زائد أو بدانة
٣٠ أو أكثر سمنة وتقسم إلي ثلاث درجات أسوأها الدرجة الثالثة أو المفرطة الدليل فوق ٤٠
هوامش : يوجد إختلافات في إعتبارات دليل كتلة الجسم أهمها الإعتبارات العرقية ( الأجناس ) لا داعي لمناقشتها للقارئ الغير متخصص
٢ الطريقة الثانية وهي الأهم محيط وسط الجسم ( للتبسيط مقاس البنطلون ) لوإنه
٤٠ بوصة أو اكثر للرجل أو٣٥ بوصة أو أكثر للمرأة
لماذا الطريقة الثانية هي الأهم ؟ الإجابة لأن يوجد نوعان أساسيان من السمنة :
النوع الأول : سمنة الأرداف (الفخذين ) كمثري الشكل
النوع الثاني : سمنة البطن ( الكرش) تفاحي الشكل وهو النوع الأخطر لأنه الأكثر تعلقا بأمراض القلب
وهنا أحب أن أنبه القارئ العزيز وأطلب منه أن يطبق ما أقوله علي نفسه وذلك لأنه وفي السنوات الأخيرة أمكن تقدير خطورة السمنة ضمن ما يعرف بمتلازمة خلل الميتابوليزم
(metabolic syndrome)
حيث تدق نواقيس الخطر عند توفر ثلاث أو أكثر من المكونات الخمسة الأساسية لهذا الخلل في الميتابوليزم والتى تنذر بحدوث كارثة صحية وشيكة الوقوع ولكن يمكن تقليل أو منع حدوثها
المكونات الخمسة الواجب توفر ثلاثة علي الأقل ( السمنة أهمهم) لدق ناقرس الخطر هم
١ سمنة البطن محيط الوسط في الرجل ٤٠ بوصة أو أكثر والنساء ٣٥ بوصة أو أكثر
٢ ضغط الدم ١٣٠/ ٨٥ أو أكثر أو تلقي علاج لضغط الدم المرتفع.
٣ السكر الصائم ٥.٦ ملليمول/ لتر ( ١٠٠ ملليجرام / ديسيلتر) أو أكثر أو تلقي علاج لإرتفاع السكر في الدم
٤ ثلاثي الجليسريد ١.٧ ملليمول/ لتر ( ( ١٥٠ ملليجرام / ديسيلتر) أو أكثر أو تلقي علاج لإرتفاعها
( ٥ الليبوبروتينات عالية الكثافة ( الكوليستيرول الجيد) أقل من ١ ملليمول / لتر في الرجل ( ٤٠ ملليجرام / ديسيلتر
أو أقل من ١.٣ ملليمول/ لتر في النساء( ٥٠ ملليجرام / ديسيلتر ) أو تلقي علاج لإنخفاضه عن هذا المعدل
الأخبار السيئة : إذا توافر ٣ أو أكثر فذلك يعني زيادة إحتمال الإصابة ( وبنسب عالية يمكن تقديرها ) بمرض السكر ( السكري) من النوع الثاني أو لأمراض شرايين القلب أو المخ أو غيرها مما يؤدي في الحالات القصوي من السمنة لنقص عمر الإنسان حوالي عشر سنوات
الأخبار الجيدة : يمكن تلافي تلك المضاعفات وبنسبة كبيرة بإحداث تغير جذري في نمط الحياة الغذائي والرياضي مع تلقي العقاقير سالمناسبة باستشارة الطبيب
هوامش ؛ لهذه الأسباب ولمضاعفات أخري أقل خطورة تم إعتبار السمنة الخطر الأول الذي يهدد حياة الإنسان ( يسبق التدخين ) وتم إعتبارها مرض مزمن يستوجب تغير جذري ودائم لنمط الحياة ورعاية طبية مستمرة لتقليل أو تلافي عواقب السمنة.
وفي المقالات القادمة بإذن الله سوف نستكمل شيوع هذا المرض ومضاعفاته وأسبابه والأهم علاجه
لمن يريد متابعة الحلقات التلفزيونية الخاصة بالسمنة لبرنامج " مها والحياة " علي يو تيوب وهي الحلقات من ١٤ إلي ١٧
أضع اللينك الخاص بالحلقة ١٧
https://youtu.be/J39-h4YNb3Q
أقول من صفحة الفيس بوك - Doctor nagi
أن تعامل الناس بأفضل مما تحب أن يعاملوك
هذا هو أفضل أنماط السلوك
الطريق للحق ما أضيقه وأصعبه
والطريق للباطل ما أوسعه وأسهله
أمراض الجسد النفس السوية تحتويها
أم النفس العليلة فلا يوجد من يداويها
مجادلة الأحمق توصمك بالحماقة
ومجادلة السفيه تعرضك للوقاحة