ايليا مقار يكتب: كيف تسبب الإخوان في وصول السيسي لرئاسة مصر؟ Reviewed by Momizat on . قد تتعجب من العنوان، فكيف يقوم الإخوان – اشد أعداء "المشير" السيسي - بفتح الطريق للرجل لأن يحكم مصر؟. بالمناسبة، وقبل أن أستكمل كلامي، أليس من المفارقة أن يحتل قد تتعجب من العنوان، فكيف يقوم الإخوان – اشد أعداء "المشير" السيسي - بفتح الطريق للرجل لأن يحكم مصر؟. بالمناسبة، وقبل أن أستكمل كلامي، أليس من المفارقة أن يحتل Rating:
انت هنا : الرئيسية » مقالات » ايليا مقار يكتب: كيف تسبب الإخوان في وصول السيسي لرئاسة مصر؟

ايليا مقار يكتب: كيف تسبب الإخوان في وصول السيسي لرئاسة مصر؟

ايليا مقار يكتب: كيف تسبب الإخوان في وصول السيسي لرئاسة مصر؟

قد تتعجب من العنوان، فكيف يقوم الإخوان – اشد أعداء “المشير” السيسي – بفتح الطريق للرجل لأن يحكم مصر؟. بالمناسبة، وقبل أن أستكمل كلامي، أليس من المفارقة أن يحتل السيسي صدارة قائمة الكراهية لدى الإخوان بدلاً وزير الداخلية محمد إبراهيم الذي تولى وقواته فض إعتصام رابعة وما تبعها من “دم”. كراهية الإخوان تتوجه ناحية السيسي لأنه من أزاحهم عن الحكم، فعند للإخوان، الكرسي أهم من دماء مريديهم!

أعود للسؤال، ليس لدي أدني أمل في أن يراجع الإخوان أنفسهم ليقروا بأن إنتهازيتهم الفجة ونهمهم لل”تمكين” هما السبب فيما نحن –وهم- فيه الأن. فالجماعة ترسخ في نفوس أعضاءها -فيم ترسخ- إحساس “الضحية” ولم يستطيعوا التخلص من هذا الإحساس حتي وهم في السلطة، فأدروا مصر من مقاعد المعارضة، وأخرجوا المظاهرات تأييداً للشرعية وهم “الشرعية”، وحفلت خطب الرئيس مرسي المملة بهواجس القلة المندسة في الحارة المزنوقة التي تريد إفشاله. وبدلاً من أن يعترف بجريمته وجريمه جماعته التي كانت تحكمه وتحكمنا في إزاحة كل القوى الوطنية، صار يوجه أصابعه المكتضة في وجوهنا كلما طل علينا عبر شاشات التليفزيون في أعراض هستيرية محاولاً تخويفنا.

هذه الجماعة هي السبب فيما نحن فيه الإن، بعد أن وضعوا أصابعهم في ثورة 25 يناير –التي لم يدعوا اليها ولم يبدأوها- فأفشلوها بتحالفهم مع المجلس العسكري، وضعوا أياديهم علي الدستور فحولوا مصر الي مسخ يشبه رجل يرتدي جاكت بدلة مدنية وتحتها جلباب افغاني، وتزين وجهه لحية مهذبة (لاحظ الفرق بين لحية الإخواني ولحية السلفي لتعرف الفرق بين الدولة المدنية بمرجعية دينية والدولة الدينيةالخالصة.

وضعو مقاعدهم (جمع مقعدة) علي مقاعد السلطة فأرسلوا رسائل التخوين والتخويف للجميع، وكرًهوا المصريين في ثورة 25 يناير التي أنجبت لنا هذا الكابوس، وبعد أن حصل طلاب الجامعات لأول مرة علي قرارات تحصن وترسي مبادئ إستقلال الجامعات وتبعد عنها شبح تدخل الأمن داخل إسوارها، حول طلاب الإخوان هذا المكسب الي كابوس بسبب عنفهم وإرهابهم داخل أسوار الجامعة واصبح الجميع يهاجم الداخلية ل”تقاعسها” عن إقتحام الجامعات، إنقاذاً لأبناءهم من عنف طلاب الإخوان. أسكتوا بعنفهم المجنون وهياجهم كل الأصوات التي كانت تطالب بحق التظاهر السلمي وحقوق المتظاهرين، أخفضوا بفشلهم وتجربة ثلاث سنوات من المؤامرات والصفقات كل حلم في أن يحكم مصر رئيس مدني توافقي يعيد بناء مصر علي مبادئ ثورة 25 يناير، فأصبح حلم الأمن أهم من حلم الديمقراطية، وحلم التخلص من إرهاب الجماعة أهم من حلم التخلص من ظلم السلطة. وحلم أن يحكمنا “زعيم” يشكهم “ويشكمنا” اهم من أن تحكمنا مؤسسة إدارة.

إرهاب الإخوان وخوفنا علي مصر من خطة الفوضى التي يحاولون فرضها علينا، تمنعنا من أن نسأل إسئلة مشروعة عن قدرات الرجل وعن مدى قدراته على إدارة الملفات السياسية والإقتصادية وفن إدارة دولة مدنية لا تعترف بالضرورة بإطاعة الأوامر. إرهاب الإخوان يمنعنا من أن ترتفع نمتماتنا عن دور السيسي في المجلس العسكري السابق ومدى علمه “أو ربما تورطه” في أحداث ماسبيروا ومحمد محمود والعباسية وغيرها. إرهاب الإخوان يجعل المستقبل أهم من الماضي، ويمنعنا من أن نتذكر الماضي ودماء الشهداء وقدرة الرجل وأيضا “رغبته” في فتح ملفات دهس المتظاهرين وقتلهم ومحاكمة كل من تلوثت أياديهم بالدم لنبدأ صفحة جديدة من دولة العدل. إرهاب الإخوان وخوفنا علي مصر، يجعلنا نتجاهل مدى قبوله عالميا كرئيس لمصر وبالتالي نظرة العالم لمصر كدولة ثائرة منتصرة علي العالم إحترامها.

السيسي رجل المرحلة التي وضعنا فيها الإخوان، هم من غيروا بوصلة أحلامنا وليس إعلام الفلول ولا الدولة العميقة، حتي وأن كانوا مستفيدين مما نحن فيه. علينا أن نكون شاكرين للجميل، فبدون مساندة الجيش وقائده للشارع لما أزحنا الإخوان عن الحكم ولو في 1000 عام، فمن يتخيل أن قوة الشارع كافية لتغيير الأنظمة بدون قوة تساندها، لم يقرأ التاريخ، قبولنا للسيسي ليس “قبول المضطر” بل فهم واقعي لطبيعة المرحة وتحدياتها وإختياراً لما يبدوا كأفضل الحلول للتخلص من كأبة المرحلة. علينا أيضاً أن نعترف “ونقبل” أن السيسي لن يكون رئيساً لكل المصريين، فهناك جزء من الشعب المصري، بينه وبين السيسي دم وهناك قطاع من المصريين، باع لهم الإخوان حلم دولة الخلافة ودولة الشريعة، وهؤلاء لا يمكن أن نصفهم بالإرهاب فقط لإختلافهم معنا علي شكل “مصر” هل بجلابية أم ببدلة، هذه هي الحقيقة.. هذا هو الواقع، السيسي رئيساً بأصواتنا… وبفشلهم

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى