ميلاد حليم يكتب “قصة قصيرة” : جنازة حمار

لم يملك هذا الباشا الفقير سوي ذلك الحمار…فقد افلس الرجل وخسر كل تجارتة ومالة ولم يصبح لة اي اصدقاء يقومون بالسؤال علية كما كان من قبل..فقد ضاع منة الحجر المغناطيسي الذي هو المال الذي كان يجذب الكل و يجعلة محور انتباة.عاش الرجل وحيدا مع حمارة الذي كان يعيش في حظيزة حديقة المنزل..وكان اللقاء كل يوم مساءا عندما يحمل الرجل وجبة الفول المعتبرة وينزل بها للحمار. وينتهز الرجل فترة الخلوة الحمورية ويحكي لحمارة هموم الدنيا وما وصل الية حال العباد..وجد الباشا في الحمار صدرا حنينا استمر هذا اللقاء لسنوات.كل ما يؤنس حياة الباشا هذا الحمار الطيب واسع الصدر قليل الرفس.ولسوء القدر ‘انة في احدي الايام وجد الباشا حمارة ملقيا علي الارض دون حركة.هل السبب ان الحمار طفح بة الكيل من حديث الباشا الكئيب فارتفع ضغط دم الحمار فمات.لا احد يعلم الاجابة…سوي ان الحمار مات! بكي الباشا علي صديقة المفضل..ولانة باشا ابن باشا ويحفظ العشرة جيدا فقد قرر ان يبني قبرا في حديقة منزلة للحمار و كتب علية”هنا يرقد اعز الاصدقاء”. سئم الرجل كثيرا بعدما فقد كل شي اصبحت الحياة بلا مال…بلا جاة…بلا معارف او علاقات…بلا حمار..اعتبر ان الحياة لا تستحق الحياة فما قيمة الحياة بدون هؤلاء؟ لا قيمة لها و لا معني..لذلك كان الانتحار قرارا نهائيا للباشا المستحمر..كان شيئا داخلة يدفعه للحياة وان الحياة يمكن ان يعيشها الانسان بدون هذة النظرية الحمورية…لكن صوت الموت عندة اقوي من الرغبة ف الحياة …..وكان حبل الانتحار هو الحل…انتحر الباشا. مرت ايام و اشتم الجيران رائحة العفن تفوح من حديقة الباشا ..طلبوا البوليس الذي عندما وصل البيت وجد في حديقة المنزل القبر المكتوب علية “هنا يرقد اعز الاصدقاء” اعتقد البوليس ان بالقبر جثة لشخص مقتول…امر بالنبش فؤجئ بانها جثة لحمار…لم يكمل البوليس رحلتة داخل المنزل لانة تؤهم انة وجد سبب الرائحة وهنا طمئن الجيران:”اطمئنوا لا يوجد شي يستحق القلق فسبب العفن في هذ البيت هو ذلك الحمار الميت”!هنا تهكم الحاضرين:”اذن يا افندم الامر لا يحتاج جنازة لحمار”.