هبة مأمون تكتب: مش قايلة “السلام عليكم”

“صباح الخير يا حلوين”.. بهذه الكلمات استقبلت أحد أقاربي وزوجته اللذين نهضا للتو من نومهم، لنبدأ واحدة من أغرب المحاضرات في التاريخ:
هو: يا هبة لقد أُبدلنا بأفضل منها.
أنا: بأفضل من إيه؟
هو: من صباح الخير ومساء الخير، بدلنا بالسلام عليكم، تحية الإسلام.
أنا: أنا بحب أقول صباح الخير ومساء الخير وبحس إن فيهم طاقه إيجابية كبيرة بتطلع مع تمني يوم كله خير للناس.
هو: هو جدل وخلاص؟ المسلم ليه تحية الإسلام وملوش أنه يقول غيرها.
أنا: خلاص يا عم صلي على النبي وقولي تحبوا تفطروا إيه.
أنهيت الحوار لأنه كان ضيفي ولا يليق أن يحتد بيننا النقاش في بيتي، ولكني لم أتوقف عن التفكير والبحث، فلا أعتقد أن كيفية إلقاء التحية وتكوين حروفها يُعدُّ مشكلة، ولكننا بالفعل تربينا على أن للإسلام تحية وخيرٌ من أي تحية.
ولكن هل تمعنتم في معناها من قبل؟
التحية من شقين شقها الأول هو “السلام” وتعني الأمان، أمان على العرض، المال، الدار والتجارة، الشق الثاني “عليكم” يخاطب المتحدث إليه. بناء عليه فهي بمثابة إعطاء الأمان وإشارة بعدم الهجوم أو الفتك بمن تحدثه، وهنا يجب علينا أن نسأل، هل هي تحية الإسلام في العموم أم تحية الفاتحين؟
هي في الأصل تحية الفاتحين فلم يكن قائد جيش المسلمين يبدأ بالهجوم، بل كان يرسل رسولا للملك أو القائد فيُقرؤه السلام ويُعطيه الأمان، ويضع بين يديه خطاب الرسول الذي كان يبدأ “بالسلام”.
إذًا “السلام عليكم” تعني الدعوة للشخص بالأمان على العرض والمال..إلخ، ولا ينقص من تديننا عدم التلفظ بها، فليس من المعقول أن أقرأ السلام على أمي وأخي وزملاء العمل الذين لا يفترض أن يروا مني أي تصرف عدائي.
فهل يتوقع زميلك في العمل أن تدخل عليه شاهرا سلاحك؟
هل تنتظر منك أمك إذا مررت بها أن تهدم البيت عليها؟
هل يجول في ذهن أخوك إذ رآك بأنك قد تكرر معه فعلة هابيل مع قابيل؟
الأصل في الأمر السلام إلا إذا كنت جنديا في أرض المعركة فوقتها تكون “السلام عليكم” في موضعها الحقيقي.
خلاصة القول، قولوا صباح الخير أو السلام عليكم أو حتى “تشاو” لا يهم، فقط أحبوا الآخر تقبلوا الاختلاف ولا تجعلوا من صغائر الأمور كبارها، أما عني “فمش قايلة السلام عليكم” من أجلكم، بل سأقولها لأنها أصبحت عرف المجتمع وأرجوكم كفاكم مزايدة على إيمان من حولكم فصدقوني لستم ملائكة.