هاني أسكندر يكتب: لو دامت لابن رشد لما وصلت لنا Reviewed by Momizat on . إذا أردت ان تتناول تجربة اسلام البحيري بالتقييم لابد ان تتذكر اولا ان من هم وراء الحكم عليه بخمس سنوات هم أنفسهم الذين قالوا ان داعش اهل قبله و انهم لقومٍ مؤمنو إذا أردت ان تتناول تجربة اسلام البحيري بالتقييم لابد ان تتذكر اولا ان من هم وراء الحكم عليه بخمس سنوات هم أنفسهم الذين قالوا ان داعش اهل قبله و انهم لقومٍ مؤمنو Rating:
انت هنا : الرئيسية » مقالات » هاني أسكندر يكتب: لو دامت لابن رشد لما وصلت لنا

هاني أسكندر يكتب: لو دامت لابن رشد لما وصلت لنا

هاني أسكندر يكتب: لو دامت لابن رشد لما وصلت لنا

إذا أردت ان تتناول تجربة اسلام البحيري بالتقييم لابد ان تتذكر اولا ان من هم وراء الحكم عليه بخمس سنوات هم أنفسهم الذين قالوا ان داعش اهل قبله و انهم لقومٍ مؤمنون !! و ان الرئيس المؤمن الذي أبهر الاعلام في العالم بكلامه عن التطرف الديني و تطوير الخطاب الديني و اعلان الحرب علي الاصوليه الاسلاميه امام مرأي و مسمع من العالم كله حتي أن الغرب سال لعابه امام حكمة الرجل، ! ثم عاد الرئيس و تراجع في كلامه و قال أن كلامه عن تحديث الخطاب الديني قد فُهم خطأ ، و أن ما يفعله اسلام البحيري لم يكن ما يقصده الرئيس الذي عين احد رجالات شباب الأزهر مستشارا دينيا له و قد كان هذا الشيخ المستشار هو نفسه الذي دخل في مناظره علي الهواء مع البحيري كشفت عن مدي تطرفه و اصوليته الأزهرية الوهابيه التي قد تسببت في خراب عقول المصريين علي مدي قرن من الزمان تقريبا ، انه الشيخ اسامه الأزهري المقرب من سيادة الرئيس لدرجه اثارت تساؤل الكثيرين !! ،،،
لا عزاء لديكم في مدنية مصر المحروسه التي يعتبر الأزهر فيها هو واحد من اجنحة منظومة الحكم بل هو اخطرها علي الاطلاق ، نعم هو الأزهر بكل اصوليته و وهابيته التي تسببت في تخلف منطقة الشرق الأوسط و اذا استمر الحال علي ماهو عليه سوف يكون سبب خروج المنطقه من التاريخ و قريبا جدا من الجغرافيا ايضا ،

فلا تنسي ان الازهر هو فاتيكان السُنه في العالم ، فهو وحده الذي يستطيع ان يعقد محاكم التفتيش في العقول و الضمائر و هو الذي بيده ايضا صكوك الغفران الازمه لدخول الجنه و ما اداراك ماذا تُعني الجنه و نعيمها في ثقافة هذه المنطقه من العالم !!
و بناء عليه يجب ان يعلم المصريون ان المؤسسات الدينيه في مصر و المتمثله في الأزهر لها من النفوذ ما لا قد يتخيله احد ، فهي بالفعل الوحيده التي تستطيع ان تعزل حاكم اذا تطلب الامر أو علي الاقل سوف تجعل حياته جحيم ان ارادوا أو ان تبارك وجود حاكم علي عرشه .
و لا يجب ان ننسي انه حتي نابليون بونابرت عند قدومه الي مصر لم يقدر ان يتجاهل الأزهر و رجاله بل كان دائماً يحاول ان يتودد و يتقرب لهم هو و جنرالاته ، و حتي محمد علي باشا بكل جبروته كان يعمل للازهر الف حساب و كذالك احفاده من بعده ،، و سقطت الخلافه في عام ١٩٢٤ و مر بعدها ٣٠ عاما ثم تحولت مصر الي النظام الجمهوري و قامت ثلاث ثورات في خلال نصف قرن و نيف و كانت اخر واحده منهم منذ سنتين و قد قامت أساسا علي الاصوليه الوهابيه السياسيه المتمثله في جماعة الاخوان، و رغم كل ذالك فمازال الازهر كما هو يمثل حجر العثره الاكبر في طريق علمانية الدوله الحقيقيه و من ثم فهو يُعيق تقدمها تجاه الحداثه ، اما ما قد حدث مع اسلام البحيري فقد كان شئ متوقع في بلد الأزهر ذو الثقافه و النفوذ الوهابي ، فالجميع بما فيهم البحيري نفسه يعلمون ان القضيه الحقيقيه هي ليست قضية إصلاح الخطاب الديني و لكنها اكبر بكثير من ذالك و هذا هو ما يخشاه الأزهر تحديدا لانه لا يريد ان يفتح الباب لما يسمي اصلاح الخطاب حتي لا يتطور الموضوع بعد فتره الي اتجاه عام للإصلاح الديني و هنا قد يتكرر سيناريو ما حدث للكنيسه الكاثوليكية منذ خمسمائة عام و يظهر لأول مره ما يعرف بالمصلحين الإسلاميين ! فقد كانت هذه الفكره هي أشد ما يقلق الخلفاء من بعد وفاة رسول الاسلام و لنا في شخصيات أصلاحيه عبر التاريخ مثل ابن رشد او حتي الشيخ علي عبد الرازق ابن الأزهر الذي قام الأزهر بتكفيره حرفياً نظراً لانه تجرأ و كتب رائعته الاسلام و أصول الحكم الذي حدد فيه مفهوم الدوله في الاسلام ثم حاول بعده فرج فوده ثم نصر حامد ابو زيد و الاستاذ سيد القمني و اخيراً اخر العنقود اسلام البحيري . و هكذا نري ان جميعهم اما تم نفيه او محاكمته او قتله او تكفيره و هذا هو اضعف الإيمان و العامل المشترك في إفشال كل هذه المحاولات كان هو الأزهر الشريف

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى