الأعلام الحمراء ترفرف في سماء كندا بعد فوز الليبراليين بالأغلبية المريحة

الناخبون بين السعادة والإحباط .. واختلاف حول قضايا الماريجوانا والنقاب والحرب على داعش
الكنديون يتفقون على احترام هاربر ولكنهم رغبوا في تغييره .. وجاستان لن يكون أحسن حالاً من أبيه!

من مونتريال – عبد المسيح يوسف

ملايين الناخبين الكنديين في الميادين العامة في المدن الكبرى أمضوا مساء ليلة 19 أكتوبر الجاري، ما بين السعادة بسبب فوز الليبراليين في الإنتخابات الفيدرالية وألوان أعلامهم ذات اللون الأحمر، حيث حصلوا على 184 مقعدا، أو الاحباط بسبب خسارة حزب المحافظين ولونه “الأزرق” الشهير وحصوله على 102 مقعدا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تراجع فيه اليساريون المنتمين للحزب الديمقراطي الجديد، ذو اللون البرتقالي، وحصولهم علي 41 مقعدا. أما الكتلة الكيبيكية، صاحبة اللون الأزرق السماوي، فعلي الرغم من فشل زعيمها في الانتخابات جيل ديسيب، إلا أن الكتلة حققت مقاعد أفضل من الماضي، وصل عددها إلى 10 مقاعد. في حين حصل الخضر، ذووي اللون الأخصر، على مقعد واحد على المستوى الفيدرالي.
“الشعب لا يخطأ أبدا”
من النتائج المعلنة، سيشكل الليبراليون حكومة أغلبية مريحة في البرلمان، بعد 3 دورات من الحكم لرئيس وزراء كندا –المحترم- المحافظ ستيفان هاربر، الذي في خطاب يُدرس في أكاديميات الدراسات السياسية، وهو يعلن اعترافه بفوز الليبراليين وتهنئتهم بالفوز بقوله، “الشعب لا يخطأ أبدا”، في إشارة صريحة وواضحة منه إلى احترامه باختيار الناخب الكندي، لتغيير دفة الحكومة من المحافظين لليبراليين.
الملايين، التي احتفلت بفوز الليبراليين، وعبرت عن سعادتها بالتغيير في كندا، بعد حكم المحافظين لكندا على مدار 12 عاما. ويبدو أن هناك قوى عديدة اجتمعت أهدافها في إحداث التغيير، وتحويل دفة الحكم من المحافظيين لليبراليين أو حتى الديمقراطيين الجدد.
ولا يختلف إثنان في كندا، على أن رئيس الوزراء المنتهية فترة نيابته ورئاسته للحكومة ستيفان هاربر، يتمتع بدرجة عالية من الاحترام والتقدير، ولكن فئات عديدة داخل المجتمع الكندي سعت لإحداث التغيير، والتحويل من دفة المحافظين لمزيد من الليبرالية والانفتاح.

10 أمور يختلف حولها الكنديون
ومن الأمور التي يمكن أن تتغير وتحدث تحولا مهما في المجتمع الكندي بين الناخبين الكنديين: منح تدخين الماريجوانا الوضع القانوني، السماح بارتداء النقاب في كندا بصورة رسمية، إلغاء المرور على جسر شامبلين، توصيل البريد إلى المنازل وليس إلى صناديق في ميادين عامة، التحقيق حول اختفاء العديد من نساء الأوتوكتون “السكان الأصليين”، استفادة الكنديين من الرعاية الاجتماعية “الدعم المالي للأطفال” دون أن يخضع للضرائب، عمل الحكومة الجديدة وفق خطة على مدى 3 سنوات لتحقيق توازن الميزانية بحلول عام 2019، احتمال إلغاء شراء صفقة طائرات إف 15، احتمال أن توقف كندا ضرباتها المشاركة ضد الدول الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا، ربما يستفيد الطلبة من دعم مالي تحت مظلة القروض والمنح في حدود 900 مليون دولار سنويا.

الكيبيك ليست سعيدة
على الرغم من التصويت الكبير لليبراليين في الكيبيك، إلا أن هناك حالة من الإحباط وسط الناخب الكيبيكي، ذوي الأصول الكيبيكية، الذي يري أن خبرات جوستان لا تؤهله لإدارة كندا من ناحية، أو تمثيل الكيبيك من ناحية ثانية، ورغبتهم في تغيير الحكومة المحافظة من جهة ثالثة. وبعض الناخبين الكيبيكيين يرون أن موجات الهجرة الكثيرة من الدول الإسلامية والعربية وأميركا اللاتينية ذات التوجهات اليسارية، هي التي ساعدت على فوز الليبراليين هذه المرة في الإنتخابات، رغبة في تغيير حكم المحافظين بعد 12 عاما في السلطة، وأن فترة حكم الإبن جوستان لن تكون أسعد حالا من أبيه بيير إليوت ترودو، الذي يوجهون له هو الآخر العديد من الإنتقادات.
ويذكر أنه في الكيبيك حصل الليبراليون علي 45 مقعدا، والمحافظون حصلوا علي 11 مقعدا، والحزب الديمقراطي الجديد 12 مقعدا. في حين حصلت الكتلة الكيبيكية ذات النزعة الاستقلالية علي 10 مقاعد، في نتيجة أفضل من انتخابات عام 2011، على الرغم من عدم توفيق رئيس الكتلة ديسيب للفوز بمقعد في هذه الانتخابات.