هبةالله أحمد تكتب: لدموع الفقد نفس اللغة

لدموع الفقد نفس اللغة ، ونفس درجة الملوحة ، نشيج الأنين يعزف على نفس النوتة ، تتوحد كل اللغات فى لحظات الحزن لتصبح ذات جنسية واحدة هى الانسانية .
وقد يكون الحزن واحساسك بحزن الآخرين هو الحقيقة المؤكدة أن مازال لك قلب ينبض
زلزال اليابان ، ليلة باريسية تقطر دما ، أجراس حزن لبنانية، سوريا العراق فلسطين اليمن مصر ، وجع منتشر فى كل بقاع الارض ، كما لو ان السماء غاضبة من ظلم أهل الارض .
126 قتيلا وحوالى 200 مصابا ” إلى الآن ” حصيلة التفجيرات الارهابية فى باريس أمس، لتتشح مدينة النور بالسواد فى الحادث يعد الاسوأ من نوعه فى اوروبا بعد حادث مدريد ، والذى نُفذ أمس فى استاد فرنسا الدولى
ليفزع العالم من حول ماحدث ، ويندد كل زعماء العالم بالحادث ويرفع وتيرة الصياح ضد الارهارب ، وتعلن دول متعددة حالة التاهب الامنى القصوى بعد هجمات باريس ، خوفا من ان يطالها شرر هجمات تتطاير إليها .
وراعنى حقيقة : بعض لهجات الشماته على صفحات التواصل الاجتماعى فى نذير بائس بتدنى الروح الانسانية ، ومقارنة غير متكافئة على الساحة العربية والدولية بالامن .
وغضوا الطرف عن الاجراءات الفورية التى اتخذتها الحكومة الفرنسية فى مطاردة الجناة ، أو الاعلان الفورى عن عدد المصابين والقتلى وطريقة اجلاء الناس من الاستاد والرعاية الطبية الفورية والنجدة اللحظية التى تمت فى مسرح الحادث .
واغلاق الحدود الفرنسية ، ونشر وحدات للجيش فى العاصمة الفرنسية ، وقلب باريس رأسا على عقب فى تعقب الجناة ، و صدور قرارات وتنفيذ اجراءات صارمة فى كل الدولة الفرنسية لمواجهة الارهاب وتعقب منفذى الحادث واعلان حالة الطوارئ “إلى الان لم يصرح أحد من الشعب او وسائل الاعلام ان الحكومة فاشية كما يحدث عندنا وهذا الفرق فى درجة الوعى”
وكذلك التضامن الفورى الدولى مع الحادث ، كالتصريحات الفورية لاغلب زعماء العالم ، واضاءة برج التجارة العالمى بألوان العلم الفرنسى ، والبث المباشر من الاعلام العالمى من موقع الحادث ، وإلغاء تأشيرة “شنغن ” والسماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس .
والتصريحات الاعلامية الفرنسية بناءاً على شهود عيان بأن منفذو الحادث صرخوا “الله اكبر”
فى اشارة أخرى للمسلمين ، والعرب بوجه خاص ما ان صح سيصبح وضع اللاجئين السوريين فى اوروبا حرج جدا ، او ستكون قضيتهم دوليا امام الرأى العام فى خبر كان !!!
كل ذلك وصفحات التواصل الاجتماعى ، ترتفع فيها نبرة الشماتة ، غافلون عن تداعيات الوضع فى اوروبا كلها ، وما ستجنيه جميع الجاليات العربية والاسلامية هناك ، والدارسون فى الجامعات الفرنسية من جميع انحاء الوطن العربى ، وصعوبة التأشيرات لاوروبا سواء للعمل او السياحة ، لمجرد ان العربى ينتمى لمنطقة موبوءه على سطح الكوكب تسمى ” الشرق الاوسط” او ينتمى لأعظم الاديان وأكثرها سماحة ودعوة للحب وتقبل الآخرين ، إلا ان جهل البعض من ابناءه ، حوله فى نظرة الغرب بمفرخة للعنف والقتل .
فلا يسعنا إلا ان نبتهل لله ” ربنا لاتؤاخذانا بما فعل السفهاء منا “
الحدث ليس مجرد حادث ارهابى فقط او مجال للمقارنة فى السياسات الدولية بين حادث باريس والطائرة الروسية فى شرم الشيخ ، انما للحدث تداعيات كبيرة جدا فى الشرق الاوسط كله ، ، لك أن تختلف مع السياسات الفرنسية او الداخلية ولكن التضامن مع ضحايا ابرياء يدفعون ثمن سياسات مهترئة وقذرة هو واجب انسانى ، الجريمة ستبقى جريمة والدماء ستظل لعنة تطارد الجميع ، وبكلمة صغيرة أذكركم ونفسى بها : اذا كان الغرب قطهم جمل ، فإحنا جملنا برص ، لان انفسنا هانت علينا وعلى حكامنا
من تهون عليه نفسه هان على أديم الأرض .
الشماتة نوع من الارهاب وان كان ارهابا لا يقطر دما وانما يقطر كراهية تؤدى الى الدم .
” ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ”