بسام توفيق عبد الملك يكتب: لعب عيال و قلب بجد

كان يا مكان ..كان في اربع عيال في ابتدائي من بلد اسمها الناصرية شرق النيل في مركز بنى مزار محافظة المنيا ..في يوم حر نار من ايام الصيف كل واحد فيهم قاعد في بيتة قدام التلفزيون بيضيعوا الوقت في مشاهدة قناة رتيبة اسمها القناة السابعة الحكومة بتعاقب شعب شمال الصعيد بيها ..بس اليوم دة كان مختلف علشان القناة الساقعة .. قصدى السابعة كانت بتعرض فيلم الناصر صلاح الدين….الاولاد اتفرجوا على الفيلم وانبهروا بشخصية صلاح الدين واخلاقة العالية و عجبهم دور صلاح ذوالفقار اللى هو عيسي العوام واستغربوا ان شخصية مهمة في جيش المسلمين نصرانى ومش بس كدة .لا دة كمان عامل زى الغواصيين في فيلم الطريق الى ايلات اللى بتعرضة القناة التانية في ٦ اكتوبر كل سنة .اما جيش الاعداء الوحشين طبعا عجبتهم فرجينيا جميلة الجميلات اللى مفيش بنت في المركز (مدينة بنى مزار ) كلة زيها اما ريتشارد قلب الاسد و القادة الهبل اللى معاة طبعا كان باين انهم هايتهزموا علشان وحشين لكن عجبهم الخيام الفاخرة و صوانى الفاكهة اللى تزغلل العين والمحمر و المشمر اللى يا ولداة مش بيشوفوة الا في العيد او لو عندهم ضيوف من بعيد….بعد ماخلص الفيلم قيلوا شويتين ماهو الجو حر وفي المغربية اتجمعوا فى مركز الشباب الوحيد فى شرق النيل وهو عبارة عن اوضتين وصالة وكل مظاهر الرياضة فية عبارة عن تربيزة بنج بونج ..وهتفات مشجعى الاهلى و الزمالك (البذيئة طبعا )على الحيطان و لما بيحبوا يلعبوا كورة قدم بينطوا من على سور المدرسة الابتدائية ويلعبوا هناك …في اليوم دة الفيلم و شخصياتة كانوا لسة في بالهم فقرروا يستغلوا غرفة النشاط الثقافي في مركز الشباب انهم يعملوا مسرحية ..ولان الفيلم طويل قرروا يعملوا مشهد ريتشارد مع القادة من غير فيرجينيا طبعا و عملوا حوار يبين ان ريتشارد ضحك على ناسة بموضوع القدس اللى كان عايز يحررها وان غرضة كان خبيث و بعيد عن الدين خالص .طيب يلبسوا اية ؟ مفيش لبس ! راح كل واحد اخد صباع طباشير ورسم صليب كبييير على جلابيتة وعلى راسة زى لبس الصليبيين بالظبط و لان الواد صالح ابوة في السعودية فهو الوحيد اللى معاة موبيل بكاميرتين راح سجل المسرحية و بالليل شيرها على الفيس بوك ماهو عندة كومبيوتر كمان مش بيقعد على السيبر زى باقي العيال .
وهوبا شاب من النصارى شاف الفيديو راحت قادت جواة النار ازاى العيال دى تعمل مسرحية و يستهذءوا بالصليب . تانى يوم راح الكنيسة و بعد القداس وقف في حوش الكنيسة يهيج في الناس و يقول ازاى العيال دى يعملوا كدة ازى يعملوا مسرحية و يسخروا من معتقدتنا ..ازاى مركز الشباب يتعمل فية كدة …احنا مش لازم نسكت ،احنا لازم نعلم العيال دى الادب ومش هما بس لا واهاليهم كمان .و القسيس الطيب اللى في الاعياد بيطلع يلف على جيرانة المسلمين اتحول بقدرة قادر لوحش و بدل ما يهدى الناس بدأ يشجعهم اكتر ..حاول بعض الناس الطيبين يمنعوا حدوث الفتنة خاصة وان تانى يوم كان وقفة عيد الاضحى وما لوش لازمة نكدر جو البلد الهادية لكن الكثرة تغلب الشجاعة . الناس طلعت من الكنيسة على بيوت اهالى العيال و بيت مشرف مركز الشباب وهاتك يا ضرب بالطوب وتكسير للشبابيك و حرق لعيدان ذرة قدام البيوت وراسهم والف سيف العائلات دى لازم تسيب البلد ازاى وهما اقلية يشتمونا و يهينونا . الشرطة خدت خبر وكالعادة وصلوا بعد الهنا بسنة كانت الدنيا خربت و بيوت اهالى الاطفال اتحرقت و باقى مسلمين البلد محبوسين في بيوتهم و بدل ما تقبض على الجناة قبضت على مين ؟؟؟ قبضت على الاربعة اطفال و مشرف مركز الشباب و اتحولوا للنيابة و التهمة جاهزة اذدراء الاديان ..حاول مشرف مركز الشباب يفلفص ويقول ماليش دعوة دة لعب عيال ماحدش سمعة ..حاول محامى الاطفال يوضح انهم لم يسخروا من الصليب ولا من المسيحيين بالعكس هما سخروا من المعتديين اللى شوهوا صورة الصليب بجبروتهم لكن هيهات ….وآخيرا حان اليوم الموعود واللى كل اهالى الاطفال منتظرينة وهما مطمنيين ان عيالهم هايخدوا براءة …ماهو دة كلام الريس ان الارهاب بالدين مش هايحصل في عهدة ..ونطق القاضى بالحكم …حبس مشرف مركز الشباب خمس سنوات و حبس الاطفال اربعة سنوات و ايداعهم الاصلاحية وسط ذهول اهاليهم و ذهول اى حد عندة مشروع عقل في رأسة حبس اطفال علشان عملوا مسرحية بتهمة ازدراء اديان.