نسرين جمعة تكتب: يا مؤمن حال المرأة عندك إيه….؟

مش عارفة مين اللى اخترع بلاد الكفرة و أطلقها على أغلب الدول الغير عربية , على اعتبار إن بلاد المؤمنين هى البلاد العربية ؟؟

اطلاق المصطلحات و المسميات و التسويق لها خدعة تاريخية معروفة , يعنى لما نكدب كدبة و من كثرة الترويج لها نصدقها دون تفكير.
المرأة تكشف المستور و معيار أساسى للقياس , نلقى نظرة على حال المرأة فى المنطقة العربية تحديدا ” فى بلاد المؤمنين ” و فى الغرب ” فى بلاد الكفرة “

دعونى أخص بالتحديد وضع المرأة فى مصر , مش محتاجة أى احصائيات , كل شئ واضح عيانا بيانا , تبدأ السلطة القاهرة من ولى الأمر سواء أب , أم , اخوة ذكور , عم أو خال…حنلاحظ أن الأم تسير على نفس النهج القمعى القهرى خوفا من ملاحقاتها بالتقصير من مجتمعها الصغير حتى مجتمعها الكبير .
لنلقى نظرة على محاكم الأحوال الشخصية , القضايا التى لا تفصل إلا بعد سنوات ,سواء طلاق , نفقة …لا أحد ينتبه لتلك المرأة من أين تنفق هى و أولادها لتعيش حياة كريمة, فضلا عن المهانة و المذلة التى تتعرض لها , وثغرات القوانين عديدة يمكن التلاعب بها …أين المجتمع ….؟؟
العادات و التقاليد الغير إنسانية كالختان , توريث الذكور دون الإناث ….أفهم أن العادة أو التقليد فى أكلة , فى أسلوب احتفال ما , أما اعتداء على حقوق و نسبه للعادات و التقاليد و أحيانا تغليفه بالقدسية و نسبه للدين ظلما و جورا .
لن أتحدث عن التحرش هو فعلا موجود فى كل المجتمعات , لكن فى بلاد الذين يطلقون على أنفسهم مؤمنين , لا تستطيع البنت أو المرأة الجهر بهذا الأمر لأنها ستكون متهمة من مجتمعها الصغير حتى نصل لمجتمعها الكبير.
أما عن من يزاول الخدمة فى المنزل , طبعا عارفين مين , الإناث فقط …يا مجتمع يا مؤمن.

من تتقدم بها السن و لم تتزوج هى فى نظر المجتمع مكسورة و ناقصة شئ مهم جدا , لابد لها من رجل أيا كان حتى تكتمل كينونتها , عليها أن ترضى هذا المجتمع بالزواج أو تعيش فى عزلة .
عند القياس لابد أن نأخذ الشريحة الأكبر من الشعب الطبقة الفقيرة التى تعدت نصف الشعب المصرى و تليها الطبقة المتوسطة .

ماذا يحدث مع المرأة فى بلاد الغرب ” الكفرة ” المجتمع ينتصر لها بالقانون , مافيش طلاق غيابى , لو طلقها زوجها تأخذ نصف أملاكه , يحترم فكرها و ابداعها , تدعم من الدولة و من المجتمع , المشاركة بين أفراد الأسرة فى كل الأعمال المنزلية , لأنها ثقافة مجتمعية , إن تعرضت لأى اعتداء القانون موجود للفصل السريع دون تأخر أو تلاعب.
لا يوجد مجتمع يوصف بالإيمان أو الكفر , لكن يوجد مجتمع يوصف بالعادل أو الظالم , هناك قياسات عدة أرى من أهمها حال المرأة .

يا سادة هى ثقافة مجتمعية إنسانية , العدل لبنى آدم سواء رجل أو امرأة , فلنبنى مجتمع صالح و سوى باهتمامنا بعنصره البشرى , فالرجل و المرأة فى بلادنا يحتاج اعادة تأهيل , الثقافة هى الحل.

نسرين جمعة
[email protected]