أشرف حنا يكتب: من مذكرات مهاجر .. علي فهمك لا تعتمد.

هاجر مع اسرته الي كندا. ترك خلفه سكن في افخم احياء القاهره و وظيفة مرموقة في شركه من اكبر الشركات العالميه. وفرت له دورات تدريبه دوليه في اداره الأعمال و أهلته للحصول علي اعلي الشهادات في علوم الاداره. فور وصوله الي كندا حاول البحث عن عمل و لم يوفق رغم خبراته و شهاداته لعدم حصوله علي الخبره الكنديه. كان يقول لنفسه أن شهاداته و خبراته و انجازاته السابقه من المفترض ان تؤهله الي اعلي المناصب فما عسي ان تكون الخبره الكنديه امام خبرته الدوليه. بعد فتره وجيزة قرر الالتجاء للاستثمار. قام بالبحث عن فرص استثمار و هداه تفكيره الي البحث عن متجر لبيع الهدايا. بحث عن مكان مناسب و كان حلمه ان يكون هذا المتجر الاول في سلسله محلاته. و لما لا ؟ فأن الشركات الكبيره و المتاجر الضخمة التي اصبحت سلاسل متعددة موجودة في كل مكان. جميعها بدأت بمتجر صغير. بل و بدأها اناسُ اقل منه في الخبره و علوم الأداره فكل نجاح عظيم هو في الأصل حلم أعظم. اخيراً وجد متجراً معروضاً للبيع بمساحه مناسبة و في تجمع سكاني كبير يؤهله لخدمه الكثير من العملاء.أثناء مفاوضات شراء المتجر لاحظ قله عدد الزبائن. و لم يعنه هذا في شيء فأن المالك الحالي لا تتوفر لديه خبرته الادارية و التسويقية و النجاح هو السير عكس التيار. كان كل ما يعنيه ان ينهي صفقته بأسرع وقت. دفع نصف ما يملكه لشراء البزنس من المالك الاول. و تم تغيير عقد الايجار بأسمه و دفع مقدما ستة اشهر ايجار. وجد ان سيولته الماليه غير كافيه. قام ببيع ممتلكاته سريعا في مصر و قام بتمويل مشروعه. مرت الايام. و لكن لا يوجد زبائن. و هو مطالب بدفع الايجار الشهري الكبير و تغطيه مصاريف العماله. قام بالاستثمار بعمل اعلانات و دعاية لمتجره. زاره بعض الزبائن. و لكن ما زالت المبيعات لا تعوض ربع التزاماته الشهريه. اكتشف ان معظم الكنديين يفضلون الشراء من سلسله المحلات الكبيره. و التي تقدم عروض و تخفيضات بالأضافه الي تنوع المعروضات بها. قام بعمل اكثر من خطه تسويقية و عروض مختلفة و في النهاية و جد انه من المستحيل منافسه هذه المتاجر العملاقه و المنتشرة في كل مكان و هو مطالب بالتزامات شهريه كبيره. كان الدرس قاسي. و لكنه تعلم ان ما تعلمه و اختبره خارج كندا ليس بالضرورة يمكن تطبيقه في كندا. تستطيع ان تحلم و لكن في كندا الحلم لابد أن يكون مختلفا ومبتكرا وجريئا. لا تعتمد فقط علي خبرتك و علمك و فكرك. عليك دراسة أي خطوه تقوم بها. لا يوجد نجاح بالصدفة السهلة التي لا يبذل فيها الإنسان أي طاقة أو وقت أو جهد.
الخبره الكنديه كما هي مطلوبة في الوظائف مطلوبة بالأولي في المشاريع الخاصة. النجاح ليس صعباً او معجزة على الإطلاق، إنه محصلة فكرة مبتكرة جديدة وجهد مميز منظم وثقة مطلقة في الله وفي نفسك وفي النجاح. تري هل ستتحول قصته الي نجاح؟ هذا ما سنتابعه في العدد القادم