ابرام مقار يكتب: الأقباط بين “مديح” الخارج و “تجريح” الداخل! Reviewed by Momizat on . في قداس عيد القيامة الماضي، وقفت "هيزل ماكليون"، عمدة مدينة مسيساجا الكندية لأكثر من 36 عاماً، لتقول في حضور أهم القيادات السياسية لكندا، ما نصه، "أقول للحضور م في قداس عيد القيامة الماضي، وقفت "هيزل ماكليون"، عمدة مدينة مسيساجا الكندية لأكثر من 36 عاماً، لتقول في حضور أهم القيادات السياسية لكندا، ما نصه، "أقول للحضور م Rating:
انت هنا : الرئيسية » مقالات » ابرام مقار يكتب: الأقباط بين “مديح” الخارج و “تجريح” الداخل!

ابرام مقار يكتب: الأقباط بين “مديح” الخارج و “تجريح” الداخل!

ابرام مقار يكتب: الأقباط بين “مديح” الخارج و “تجريح” الداخل!

في قداس عيد القيامة الماضي، وقفت “هيزل ماكليون”، عمدة مدينة مسيساجا الكندية لأكثر من 36 عاماً، لتقول في حضور أهم القيادات السياسية لكندا، ما نصه، “أقول للحضور من قيادات الحكومة الفيدرالية وحكومة المقاطعة أنه لا يوجد جالية في مدينة مسيساجا أفضل من الجالية القبطية”. ومنذ أيام كُنت في حفل “Ontario Prayer Breakfast”، والذي شارك فيه “ديفيد أندرسون” الحاكم العام وممثل الملكة اليزابيث بكندا، بالإضافة إلي عمدة أونتاريو و زعيم المعارضة ببرلمان المقاطعة ، والعديد والعديد من أهم السياسيين بأونتاريو، ووقفت مقدمة الحفل لتشكر الأقباط الذين شاركوا به، وأشارت إلي الأقباط هؤلاء الذين تم قتلهم بسبب إيمانهم في عيد أحد الشعانين وفي كنيستين قبطيتين مختلفتين، وطالبت الحضور بالترحيب بهم، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق الحاد للحضور من الأقباط. هذان فقط مثالان من عشرات بل مئات الأمثلة من تكريم أقباط الخارج في قارات العالم الست. هذا علي الصعيد الخارجي وبينما للأسف وعلي النقيض تماماً نري خطاب مختلف تجاه تلك الأقلية في وطنهم الأم. فعلي سبيل المثال لا الحصر، ليس ببعيد ما قاله المستشار الديني للرئيس السيسي، “الشيخ “سالم عبد الجليل”، بحق الأقباط وإتهامات بفساد عقيدتهم مروراً بتكفيرهم وهجوماً بمن ينادي بالتعايش معهم وانتهاءً بالهجوم علي أياً من ينادي بالتعايش معهم عبر إنكار ضلالهم بحسب زعمه، في قناة تلفزيونية لا يمكن وصفها إلا بتبعيتها للنظام المصري الحاكم.
وربما يري البعض أن موقف “عبد الجليل” هو موقف شخصي ولا يعبر عن الدولة المصرية برمتها ، ولكن في الحقيقة فأن كل أفعال مسئولي الدولة المصرية لا تنم إلا عن أن جميعهم لهم نفس رؤية وموقف وعقيدة “سالم عبد الجليل” تجاه الأقباط، ولهذا لم أتعجب علي الأطلاق من عدم وجود موقف محترم من مسئولي الدولة تجاه ما فعله “عبد الجليل” من تحريض والذي يستوجب المحاكمة وليس فقط الأعتذار للأسباب التالية:
ما الذي يجعل رئيس الدولة لا يعين قبطياً واحداً في أية جهة سيادية أو في أي قيادة عسكرية أو أمنية، سوي إيمانه بما قاله “عبد الجليل” تجاه الأقباط
ما الذي يجعل رئيس الوزراء من بين 34 وزيراً في حكومته، لا يعين سوي وزيرة قبطية واحدة لوزارة بلا حقيبة، أي بنسبة ضئيلة جداً ولا تزيد عن ثلاثة بالمائة فقط، سوي إيمانه بما قاله “سالم عبد الجليل”
ما الذي يمنع القائمين علي وزارة الخارجية المصرية من وضع عدد محترم من الأقباط كسفراء و قناصل وبدول محترمة سوي إيمانهم بما قاله هذا الشيخ
لماذا يندر جداً وجود رؤساء جامعات أو عمداء كليات أو معيدين من الأقباط، سوي إيمان القائمين علي تلك الجامعات بما قاله “عبد الجليل”
لماذا تخلو الأندية المصرية من لاعب قبطي سوي أن ثقافة “عبد الجليل” هي السائدة
حتي الإعلام في مجمله أختلف مع عبد الجليل في توقيت هذا الخطاب وليس ما تضمنه وطالبوا بإعتذاره وليس بمحاكمته
كل من يدافع عن الأقباط بدعوي أنهم “أهل ذمة” أو لسبب “الأحسان لهم”، وغيرها من تلك العبارات المهينة عوضاً عن كونهم مواطنين كاملي المواطنة، هو شخص لا يختلف علي الإطلاق عن “سالم عبد الجليل”.
لا مجال للعجب، فالتعليم والثقافة والإعلام والخطاب الديني، لا يُخرج لنا إلا سالم عبد الجليل … وهو فقط قالها!

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى