القمص ميخائيل عزيز يتحدث لـ ”جود نيوز” في إحتفال الكنيسة القبطية بمونتريال باليوبيل الذهبي

القمص ميخائيل عزيز راعي كاتدرائية مار مرقس بمونتريال يتحدث لـ "جود نيوز" في يوبيل الكنيسة الذهبي
الكنيسة القبطية أعظم كنيسة في العالم .. قدمت وتقدم شهداء.. ونحن لا نحزن ولكننا نشعر بالألم .. والصلاة أهم سند لأخوتنا في مصر
____________________
أجرى الحوار من مونتريال – عبد المسيح يوسف
____________________
◊ مار مرقس .. أسد .. وكاروز عظيم .. أسس كنائس كثيرة .. وليس في حاجة ليتحدث أحد عنه
◊ أهم نصيحة أؤكد عليها للشعب القبطي في مونتريال " خليكوا مرتبطين بالكنيسة للمحافظة علي أنفسكم وعيالكم من الضياع"
◊ هجرة الأقباط لكندا بدأت في الستينيات .. أبونا مرقس مرقس أول كاهن جاء لأمريكا الشمالية .. وأبونا روفائيل يونان نخلة أسس كنيسة مار مرقس بمونتريال.. الصلاة كانت تتم في أماكن مستأجرة ..
◊ البرنامج الاحتفالي ممتد علي مدار 2017 .. الاحتفال الأكبر في نوفمبر القادم .. وسننظم حفل "جالا" في يونيه لعرض تاريخ الكنيسة القبطية في مونتريال
◊ انتقد البعض كبر الكاتدرائية وقلة عدد الشعب عند التأسيس.. أما الآن فالكاتدرائية أصبحت صغيرة والشعب ينمو بصورة متواصلة
---------------------
تاريخ الكنيسة القبطية في المهجر ملء بالتحديات والحكاية المثمرة، التي تكشف عن جهد عظيم، ورؤية ثاقبة للآباء الكهنة الأوائل، الذيي أخذوا علي عاتقهم مشاق تأسيس أول كنيسة قبطية في كندا، أحد أركان بلاد المهجر مع الولايات المتحدة واستراليا وأوروبا وغيرها. هؤلاء الآباء الكهنة بذلوا من وقتهم وجهدهم وصلواتهم ورعايتهم وصحتهم، الكثير من أجل تدشين أول كنيسة قبطية في كندا، وتحديدا في مدينة مونتريال لؤلؤة إقليم الكيبيك الناطق بالفرنسية، وإحدى أهم مدن كندا والعالم.
===
وبمناسبة مرور 50 عاما، اليوبيل الذهبي، علي تأسيس أول كنيسة قبطية في كندا، كاتدرائية مار مرقس الإنجيلي في مدينة مونتريال، أجرينا هذا الحوار مع جناب الأب ميخائيل عزيز، راعي كنيسة مار مرقس بمونتريال، لنتعرف مع قدسه علي مراحل تطور الكنيسة القبطية في مونتريال، ودورها في حياة الشعب القبطي، والذي يتجاوز تعداده مئات الآلاف هنا في كندا ومونتريال.
===
الموجة الأولي لهجرة الأقباط لكندا
هنا يقول أبونا ميخائيل عزيز: هجرة الأقباط لكندا بدأت في الستينيات من القرن الماضي، تقريبا عام 1961 أو 1962. وكان أول أب كاهن استقر في أمريكا الشمالية، هو أبونا مرقس مرقس، وجاء عام 1964، وأول قداس عمله كان في مدينة مونتريال، ثم استقر بعدها في مدينة تورنتو، ولهذا تحتفل مدينة تورنتو باليوبيل الذهبي قبل مونتريال بثلاث سنوات.
===
بالنسبة مونتريال، فتعتبر أبونا روفائيل يونان نخلة، هو الذي جاء عام 1967، وقد أرسله مثلث الرحمات، قداسة البابا كيرلس السادس، لتأسيس كنيسة مار مرقس في مونتريال. وقد كانت هناك جالية قبطية، ربما محدودة العدد قبل عام 1967.
ولكننا نعتبر مجئ أبونا روفائيل يونان نخلة بمثابة البداية لتأسيس الكنيسة القبطية هنا. في البداية، كانت كنيسة مار مرقس مثلها مثل كل الأماكن المخصصة للصلاة في بلاد المهجرة، حيث الصلاة في أماكن مؤجرة أو منازل يتم استئجارها لهذا الغرض، حتى تم شراء الكنيسة الحالية لمار مرقس عام 1975، وحيث دخلنا أول مرة للصلاة فيها، ثم أصبحت ملكا لنا عام 1976. ويعتبر المبني الحالي للكنيسة ملكا لها، منذ أكثر من 40 عاما.
===
انتقادات التأسيس: كاتدرائية كبيرة وشعب قليل
يضيف أبونا ميخائيل: وبالطبع كانت هناك تحديات في بداية تأسيس الكنيسة القبطية في مونتريال، ومن بين هذه التحديات، عندما اشترينا الكنيسة عام 1975، كان الشعب القبطي قليل العديد نسبيا، وقال بعض أفراد الشعب، لماذا يتم شراء كاتدرائية كبيرة جدا، ونحن عددنا قليل، وكان كافيا ربع مساحة هذا المبني، ليستوعب الشعب القبطي، حينذاك. لكن بعد نظر ورؤية أبونا روفائيل يونان نخلة، كانت ثاقبة، عند شراء هذا المبني الكبير، والذي أصبح اليوم بعد نمو الشعب القبطي، رغم ضخامة المبني الخاص بالكاتدرائية، لا يسع كل أبناء الشعب القبطي في بعض أحياء مدينة مونتريال وليس مدينة مونتريال لوحدها. ومن هنا ظهرت الحاجة لتدشين كنائس قبطية أخري في مناطقة متنوعة من مونتريال، بجانب المدن الكندية الأخرى، إذ أصبحت هذه الكاتدرائية الكبيرة، كنيسة صغيرة بالنسبة لأعداد الشعب القبطي.
وأصبح في كنيسة مونتريال نفسها، كنيستين، وفي مدينة لافال المجاورة كنيستين، وكنائس أخرى من مناطق آخري.
===
برنامج احتفالي ممتد علي مدار 2017
ويشير أبونا ميخائل عزيز إلي أن: العام الحالي 2017، هو الاحتفال باليوبيل الذهبي، لتدشين كنيسة مار مرقس، وهناك برنامج احتفالي ممتد علي مدار العام، إذ تقوم الكنيسة بعمل أنشطة روحية ودينية وثقافية وفنية، من كورال ومسرحيات وغيرها من الأنشطة، الممتدة علي مدار العام، وتنظم هذه الأنشطة مرة كل شهر، لمختلف الفئات العمرية، بدءا من مرحلة الطفولة، والشباب، والناضجين، وكل الأعمار، ليشارك الجميع فرحة الاحتفال باليوبيل الذهبي لمار مرقس كاروز الديار المصري وكندا.
وهذا البرنامج الاحتفالي، شاركت في إعداد كل الكنيسة من كهنة وشمامسة وشعب، حتى تكون لدينا رؤية متفق عليها حول صور الاحتفال باليوبيل الذهبي لمار مرقس.
والبرنامج التفصيلي للاحتفالية متاح علي الموقع الإلكتروني للكاتدرائية:
http://www.stmarkmontreal.ca/ (Jubilee 2017)
===
إحتفالان لليوبيل الذهبي
ويقول أبونا ميخائيل: وستقوم الكنيسة بعمل احتفالين لليوبيل الذهبي، الاحتفال الأول في عيد مار مرقس الأول هذا الأسبوع الثاني من شهر مايو، حيث يتواجد معنا نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، ليبارك شعب الكنيسة. كما يزور جناب الآب داوود لمعي الكنيسة لإلقاء عدد من الوعظات الروحية. أما الاحتفال الثاني فسيكون خلال شهر نوفمبر القادم من العام الحالي 2017، وسيكون هذا الاحتفال الأكبر والختامي، خاصة وأننا كل شهر نحاول الاحتفال بهذا اليوبيل، من خلال برنامج محدد الرؤية. كما سنقوم بتنظيم حفل "جالا" في شهر يونيه القادم في إحدى أكبر الحدائق العام في مدينة مونتريال، لعرض كل الشعب القبطي تاريخ كنيستنا وتأسيسها ومراحل تطورها.
===
التواصل بين الأجيال وتلبية الاحتياجات
يضيف أبونا ميخائيل: هنا مختلف الفئات العمرية والأجيال، تتقابل وتتعايش معا، في الكنيسة، إذ تجد الأطفال والشباب والسيدات والرجال وغيرها، فتواصل الأجيال أحد سمات الكنيسة هنا، فهناك أجيال مرتبطة بالكنيسة من 40 و45 عاما، وهناك أجيال جديدة هاجرت إلى كندا وقدمت إلى مونتريال الشهر الماضي، إذ أن أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع.
وتنوع الأنشطة الروحية والدينية، بجانب القداسات، لتجمع هذه الفئات، ما بين اجتماع قراءة الكتاب المقدس، واجتماع الشباب، والفئات العمرية المختلفة، والخريجين، والأسرة والعائلات، وغيرهم.
===
دعم المهاجرين الجدد في المجتمع الكندي
يوضح أبونا ميخائيل عزيز: بالفعل تقدم الكنيسة خدمة استقبال المهاجرين الجدد، القادمين إلى كندا، والراغبين في الاستقرار بمدنية مونتريال، تساعدهم بدءا من استقبالهم في المطار، وتسكينهم لبعض الوقت لحين استئجار سكن خاص بهم في مونتريال، فضلا عن تقديم النصيحة والإرشاد في استكمال استخراج أوراق الإقامة، وغيرها من الإجراءات اللازمة، التي لا يكون المهاجر الجديد علي دراية كاملة بها، لتسهيل حياته الجديدة في بداية مراحلها الأولي في مونتريال.
===
مار مرقس أسد وكاروز عظيم .. أسس كنائس كثيرة
وهنا يستكمل جناب الأب ميخائيل عزيز، راعي كنيسة مار مرقس حديثه، قائلا: مار مرقس كاروز عظيم، وليس في حاجة لأن يتحدث أحد عنه، فمار مرقس .. أسد .. أسد وبيمشي بصندل مقطوع –بسبب تواضعه الجم- لكنه أسس كنائس عظيمة لوحده.
فالكنيسة المصرية العظيمة، أسسها مار مرقس بمفرده .. هذه الكنيسة المصرية، من أعظم كنائس العالم ... بل هي بالفعل أعظم كنيسة في العالم. ولمار مرقس أعمال كثيرة .. لكن مار مرقس حقه مهضوم من الشعب بتاعه .. لأنك لو سألت كم واحد معلق صورة مار مرقس في منزله .. لن تكون الإجابة مساوية لمكانة وقيمة وقداسة ودور مار مرقس. فمن المطلوب طبعا أن الشعب القبطي يعلق صورا للقديسين في المنازل، للسيدة العذراء ولمار مينا ولمار جرجس ولغيرهم من القديسين، لكن تلاقي مار مرقس حقه مهضوم من الشعب، ولا يعطي مار مرقس حقه إلا الكنيسة فقط، لذا فإنني أتمني أن يعلق كل قبطي مصري صورة في منزله للقديس العظيم كاروز الديار المصرية، مار مرقس، فهو سبب بركة ونعمة عظيمة لكل من يفكر فيه أو يطلب منه الشفاعة في عمل. جربوه .. جربوا مار مرقس .. وستجدوه قوي ومستجيب لطلباتكم.
===
كنائس مونتريال القبطية: تعاون وحوار
يوضح الأب ميخائيل عزيز: توجد أكثر من كنيسة قبطية هنا في مونتريال ولافال، وذلك لأن ربنا يبارك في الشعب في نمو مستمر، والعلاقة بين الكنائس هنا، هي علاقة تعاون وتكاتف وحوار مستمر وتبادل مستمر للأنشطة الروحية والدينية والثقافية والفنية والرياضية. سواء كان هذا في توقيتات محددة مثل مهرجان الكرازة حيث تتبادل الكنائس تنظيم الأنشطة المختلفة الخاصة بمهرجان الكرازة بين سان مارك (مار مرقس)، وسان جورج وسان جورج (مار جرجس والقديس يوسف) في الوست أيلاند، وسانت ماري (السيدة العذراء) في بروسار، وغيرها من الكنائس. كما يشارك الآباء الكهنة في الصلوات في الكنائس المختلفة، وهناك اجتماعات للكهنة والشباب مشتركة بين هذه الكنائس.
===
"خليكوا مرتبطين بالكنيسة"
أهم نصيحة أقدمها للأسر والعائلات هنا: خليكوا مرتبطين بالكنيسة، فهي الحاجة الوحيدة التي ستحافظ علي عائلاتكم وأولادكم، لأنه إن لم يكن في ارتباط كامل بالكنيسة، فمن السهل أن يضيع الأولاد بسهولة، في مجتمع من السهل فيه فقدان الأبناء بسبب طبيعة المجتمع وسلوكيات البعض فيه من الجنسيات المتنوعة، التي ربما لا تناسب قيمنا وسلوكياتنا المسيحية.
===
انفتاح الكنيسة علي احتياجات الأبناء والبنات
يؤكد الأب ميخائيل عزيز: تحاول الكنيسة هنا أن تكون منفتحة علي احتياجات الأبناء والبنات، وتفهم والتجاوب مع احتياجاتهم وتحدياتهم، ومساعدة الشباب والأطفال علي النمو والنضح باتزان وثقة في النفس، وإيمان بالقيم والسلوكيات المسيحية. مع الاعتراف بأن التحديات التي تواجه الشباب هي تحديات كبيرة، ويجب أن تكون طريقتنا في مواجهة هذه التحديات نابعة مع أرضية صلبة تقوم علي الحوار والاقناع، بحيث يشعر الشباب المرتبط بالكنيسة أن هناك مكان يمكن أن يلجأ إليه وقت الحاجة في أوقات الضيق وفي كل الأوقات، وهو ما يمنح الاتزان والاستقرار المعنوي والنفسي لأبنائنا، اعتمادا علي استقرارهم الروحي.
فقد قام الشباب والأطفال بعمل أكثر من 30 مسرحية، علي مدار السنوات الماضية. كما أننا قمنا في إطار احتفالية اليوبيل الذهبي لمار مرقس الأسبوع الماضي بإعادة عرض مسرحية تم تنفيذها من 30 عاما، وشارك فيها نفس الشباب والشابات، الذي شاركوا في المسرحية من 30 عاما وتحديدا عام 1987، وكانت فكرة رائعة عبرت عن التواصل والتراكم الإيجابي لثمار عمل المحبة والرعاية من جانب الكنيسة.
===
الصلاة أهم سند لأخوتنا في مصر
وفي النهاية يشدد جناب الأب ميخائيل عزيز على أن: أهم سند لأخوتنا في مصر، هو الصلاة، فكما قال الكتاب المقدس "ملعون من اتكل علي ذراع بشر". فالصلاة هي الشيئ الوحيد الذي نستطيع الاعتماد عليه، وأن السيد المسيح هو الوحيد القادر علي المحافظة علي كنيسته ويحميها.
فنحن تعرضنا علي مر العصور، وسنظل نتعرض علي مر العصور القادمة حتى مجئ السيد المسيح لاضطهادات، ولذا يجب أن نكون قابلين لهذا الوضع، وشاكرين له.
فنحن نقدم شهداء كثير لمصر، ونحن نحب مصر، وستظل كنيستنا تحتل المركز الأول في العالم في تقديم شهداء، وهي الكنيسة الوحيدة في العالم، علي مدار أكثر من 2000 سنة، قدمت ولا تزال تقدم شهداء. ونحن نتألم كثيرا لما يحدث وللشهداء، لكن الألم شيئ والحزن شيئ مختلف. فنحن لا نحزن بسبب الاضطهادات والشهداء، ولكن لا شك أن هناك ألم.




