أحمد ماجد يكتب: الحرية في المنظومة المجتمعية الجديدة

الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وانتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض. يرتبط مفهوم حرية التفكير بمفاهيم حرية الدين، وحرية الكلام، وحرية التعبير على الرغم من الاختلاف فيما بين تلك المفاهيم، ويعتبر أحد الحريات الرئيسية التي نص عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18 تحت نص “لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء كان ذلك سراً أم مع الجماعة.” بالإضافة إلى أن دساتير معظم ديمقراطيات العالم الغربي تحترم هذا الحق لمواطنيها.
الحرية الفكرية للمجتمع وأثرها علي المجتمع المصري وتأثره بها وتأثيره فيها ، يفتقد المجتمع المصري في هذه المرحله شكلا من أشكال حريته الفكرية التي لا ترتبط بنظام حكم قائم أو ما يدور من أجواء سياسية أثرت فيه بل هذا الافتقاد للحرية يرتبط بأفكار رجعية ومعتقدات خاطئة عن بعض ما يدور في حياة كل فرد ومدي تأثير هذا الفرد في المجتمع المحيط يظهر هذا الافتقاد في بعض المواقف التي يحكم كل فرد عليها بمطلق حريته ومفهومه لها … عندما يعلن شخص عن مدي تقبل المجتمع للحديث عن الأديان ومناقشته للإلحاد اذا كان تحت قاعدة فكرية مثلا ..نظرة بعض المسلمين العنصريه الي المسيحيين أو الي أي ديانة أخري والعكس .. عن الأسرة وما تواجهها من مشاكل نتيجة لبعض اضطرابات نفسية ناتجه عن ما يدور من معتقدات المجتمع الخاطئة ، سؤال عن الماضي وما دار فيه من دروس مستفادة حتي ولو كانت تمثل خزيا و عارا لهذا الماضي ولكنها دروس مستفادة من الماضي وما فيه .. الحرية الفكرية لكل انسان وما يدور بعقله الباطن لابد من وجود لهذا العقل الباطن في الظاهر (الواقع) حتي لا يمرض المجتمع بالكبت الفكري مما يؤدي الي ظهور أعراض الرجعية والتخلف علي هذا المجتمع وما يحمله من أفكار وبسبب هذا الكبت المجتمعي وفقدان نوعا ما من الحرية المجتمعية تنتشر المشاكل التي تواجه هذا المجتمع وبعد ذلك يعاني منها وهو صانعها ، فمثلا مشكلة العنوسة ترتبط ارتباطا كاملا بنظرة المجتمع الخاطئة الي الزواج وما يتتبع هذا الزواج من متطلبات اقتصادية أو شروط أو ما شابه ، نظرة المجتمع الي الطلاق والمطلقة … مشكلة البطالة ترتبط بنظرة المجتمع الي بعض الأعمال وارتباط هذه الأعمال بالعار تحت قاعدة فكرية خاطئة (رجعية) … التربية الخاطئة للأطفال ونتيجة هذه التربية في توارث للعادات والتقاليد الفكرية الخاطئة التي تتوارثها الأجيال عن جهل ومدي سلبيتها علي جيل خلف جيل وترسيخ لتلك الرجعيه في المجتمع وعدم التمسك بالقيم الاجتماعية التي يرتضيها الانسان نفسه والتمسك بالقيم التي يرتضيها الماضي بما يحمل من فساد فكري ومجتمعي ، تقدم المجتمع وتنويره ليس مسئولية من يجلس علي كرسي الحكم أو مسئولية نظام سياسي قائم فقط بل المجتمع نفسه له المسئولية الكبري عن ذلك التنوير وترسيخ التقدم الفكري والثقافي بداخله ، الشعب هو صاحب الحضارة وليست السلطة فاذا كانت طموح السلطة توجيه حضارة الشعب للدولة تصبح زعيمه لتلك الحضارة التي من صنع المجتمع وليست من صنع السلطة نستطيع أن نحكم أن هناك مشاكل مجتمعية علاجها في يد المجتمع ذاته علاجها في تفهم معني تقدم المجتمع وانتهاجه للأساليب الحضارية في مناقشة مشكلاته وطرق وسبل علاجها أيا كانت هذه المشكلات ، نستطيع أن نقدم أكثر من دليل علي وجود فيروسات مجتمعية وهذه الفيروسات تحارب التقدم .. تحارب الحرية .. تحارب العدالة … تحارب الأمن .. تحارب الأقتصاد .. تحارب الدولة بشكل كامل نحن من سنحدد كيف ستكون مرحلتنا القادمة بالضغط علي أي نظام قائم بوعينا الثقافي وبتوحيد صفوفنا نحو الحياة وما تحملها من معاني سامية للحرية ، للعادلة ، للأمل ، للحب ، للطموح ، للجمال لن تغير سلطه في معتقدات فكرية خاطئة للمجتمع الا اذا كانت سلطة ثائرة علي تلك المعتقدات ولكن الشعب الآن هو الثائر هو المغير هو المحرك الأساسي لأي تغيير اجتماعي وثقافي وسياسي التغيير يأتي من القاعده الشعبيه للمجتمع الذي يطالب الآن بالتغيير ولا تتبني سلطة لهذه المطالب في التغيير ولكن التغيير سيأتي سيأتي لانه قادم من الشعب ، وعلي الدولة أن تستغل طموح الشعب في الحرية وتدعمه وتتبناه وتعمل علي استعادة مكانة ودور مصر في شتي المجالات ، وتخطي أزمة فساد فكري عاشه الشعب المصري تحت تأثير فساد السلطة وتعاملها معه بالمسكنات وانصاف الحلول