إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: صكوك الوطنية

الوطنية مسألة ضميرية ذاتية وليست منحة أو وساما يمكن لآخرين أن يخلعوه عليك أو يخلعوه عنك كلما شاءوا، فمعظم الناس وطنيون إذا عرفنا الوطنية بأنها التعلق العاطفي بالوطن ودعم استقراره والسعي لتحقيق ما يصب في مصلحته. وعندما تبحث في الكتب والمعاجم عن مفهوم الوطنية ستجد أنه لا يوجد تطابق بين رؤى السياسيين والمثقفين والعامة بخصوص هذا المفهوم، ومع هذا فلن تجد تعريفا واحدا يخلو من العاطفة. فارتباط الإنسان بوطنه يحفز مشاعره بشكل عاطفي يدفعه أحيانا إلى التضحية براحته وبممتلكاته وبفرديته وربما بحياته أيضا من أجل هذا الوطن. فأوطاننا هي خلفية كل ذكريات حياتنا.. ضحكنا، لعبنا، شجارنا، تطلعاتنا، مشاعرنا، أفكارنا، تعلقاتنا، معتقداتنا، خبراتنا، وكل ما يخص العلاقة بين المساحة امحدودة الموجودة داخلنا والمساحة الشاسعة التي يحويها العالم من حولنا، ولهذا فإن فقدان الوطن بالنسبة للبعض قد يعني الضياع وفقدان الهوية. من هذا المنطلق العاطفي نجد انه لو سئل الناس عن الوطن لاتفقوا في معناه وقيمته بالنسبة لهم، ولاختلفوا في تقديرهم لما ينفعه وما يصب في مصلحته. لا يخامرني شك في أن معظم المصريين وطنيون، فيما عدا قلة قليلة تختلط لديهم الأمور فيعتقدون أنه من المشروع تدمير الوطن في ظل أعذار شخصية انتهازية أو ذرائع قبلية وانتماءات دينية مشوهة. هؤلاء يستخدمون الشعارات الوطنية كرخصة تتيح لهم تحقيق مصالحهم الذاتية وكوسيلة لترجيح كفة فئة على أخرى في صراع مراكز القوى داخل النظام. أما فيما عدا هؤلاء فوطنيون يتفقون على حب الوطن ولكن يختلفون في التوافق على وسائل وسياسات وتوجهات لترجمة هذا الحب على أرض الواقع. المجتمعات التي تعاني من الجهل كحال مجتمعنا، تتعامل مع الأمور بنظرة أحادية وتحصر أحكامها عادة في خيارين لا ثالث لهما إما أبيض أو أسود، إما وطني أو عميل، إما اخوان أو مع النظام، إما مسيحي أو مسلم، إما أهلاوي أو زملكاوي إلخ.. مع إن هذه الاوضاع السياسية والاجتماعية الشائكة لا يجب أن تقاس بهذا المنطق ولا يصح أن تخضع لقاعدة أنه إما كل شئ صحيح أو لا شئ صحيح. فإن الكرة الأرضية بأسرها وبمن عليها وما عليها تخضع للنسبية وتدور في منطقة رمادية كل شئ فيها يعتمد بالضرورة علي وجهات النظر والاحكام الفردية. لكننا شعب لا يعرف الوسطية ولا الاعتدال ونميل إلى التطرف والمغالاة في كل شئ فكلمة واحدة مجتزأة كافية لتصنيفك وتحديد انتماءاتك ووضعك في أحد القطبين المتناحرين لتكون إما وطني مخلص أو عميل خائن ومتآمر. وبالتالي تجد من يسارع بالهجوم عليك بشكل مستفز من قبل أن تعرض حججك ومنطقك باعتباره يعرف مسبقا مكونات طرح القطب الذي تمثله. هذا الوضع الشديد الخطورة هو مؤشر غير صحي على وجود انقسام مرير وخطير بين أطراف الشعب الواحد، وهو دليل على نزوع الأغلبية إلى التنميط والقولبة وتفسير تصرفات الآخرين في ضوء هذا التصنيف متجاهلين التقييم الموضوعي لكلامهم وسلوكياتهم من خلال ظروفها وسياقاتها. هذه الحدة في التطرف هي مؤشر لانفجار وشيك الحدوث وهناك حاجة ماسة إلى مراجعة مبدأ الولاء للوطن لكي نخرج من حالة التنافر السياسي الحادة الموجودة في مصر الآن بين فريقين يدعي كلا منهما امتلاكه لصكوك الوطنية ويشكك في وطنية الآخر.