إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: مشهد كوميدي

كان محفل الأصدقاء يضم وجوهاً جديدة هذه المرة. لفت انتباهي أحدهم بسبب ضخامته وصوته العالي. كان يحادث امرأة تجلس مقابله في الطرف الآخر من الحجرة بصوت مرتفع دون مراعاة للحوارات الدائرة بين الحضور وكأنه أهم شخصية موجودة في المكان فاذا تكلم وجب على الآخرين السكوت والانصات. وبالفعل ساد الصمت الحجرة، وقطع البعض حديثهم للاستماع إليه. فقال وقد استأنف حديثه مع المرأة بنبرة ساخرة: "ومالك كنت تمسكين بمقود السيارة هكذا وكأنك كنت تخشين أن يفلت من يديك؟ كنت على وشك الالتصاق بعجلة القيادة ورافعة نسبة تركيزك إلى درجة خيالية، ورغم ذلك تتحركين بسرعة السلاحف. ثم أخذ يقهقه ضاحكاً مطرباً لخفة دمه، بينما عيناه جائلتان بين الحضور بحثاً عن التأييد الجماهيري الذي حظى به بالفعل نظرا لطرافة الصورة التي استدعاها ذلك المشهد الكوميدي للأذهان. وخاصةً لأنه لم يكتف بالتعليق وانما قام بتقليد المشهد بحركات تمثيلية ساخرة تعضد ما قال. وقد ضحكت المرأة أيضاً على النكتة وأخذت الأمر بروح رياضية جداً. ثم قالت وهي لا تزال تبتسم: طبعاً نحن نقترب من المقود لأنه لا توجد عوائق تحول بيننا وبينه. قالت هذا وهي تشير إلى "كرش" الرجل الهائل القابع أمامه والذي كان يهتز مع ضحكاته منذ قليل. كانت ملاحظة طريفة راقت لي لما عكسته من ذكاء وسرعة بديهة. فضحكت من قلبي غير أن ضحكاتي استوقفها وجه الرجل المحتقن الذي استقبل الأمر بحساسية مفرطة واعتبر تعليقها إهانة موجهة مباشرةً إلى شخصه الكريم. فتحولت نبرته إلى الجدية في الحال وقال لها موبخاً: مش كدة يامدام.. الهزار لا يكون بهذا الشكل أبداً! فجأة تكهرب الجو وراح الجميع يحاولون تهدئته وتبرير موقف المرأة التي سارعت لفورها بالإعتذار وهي تحاول أن تشرح له أنها كانت مجرد مزحة وإنها لم تقصد أبداً اهانته. غير أنه ظل يقاطعها في غضب مؤكداً أنها اشارت نحوه بالتحديد مما يدل على أنها كانت تقصده بصفته وشخصه وكرشه. والحقيقة انني راقبت مسلك هذا الرجل بكثير من التعجب. فمن كان يراه على هذا الحال، يشك في أنه هو نفس الشخص الذي كان يسخر منها منذ لحظات قلائل. فقد أظهر وجهه الظريف اللطيف طالما لم يمسه الامر من قريب أو بعيد لكن عندما جنح الهزار تجاهه وطاله من الحب جانب حدث عندئذ ما لا تحمد عقباه وانقلبت الليلة شر منقلب. بعض الناس يظنون في أنفسهم أنهم يمتلكون حسا كوميديا بحكم أنهم يحسنون إطلاق النكات وينجحون في اضحاك الناس عن طريق التريقة على عباد الله. ولكن الاستهزاء بالآخرين شئ، وامتلاك الروح المرحة شئ آخر. إن من يملك حساً كوميدياً وخفة ظل حقيقية يستطيع بكل بساطة أن يتقبل النقد الساخر ويتعامل معه باحتواء وتفكه، بل إنه يستطيع أن يسخر حتي من نفسه إذا أتي ما يستوجب السخرية. والشخص خفيف الظل بالإضافة إلى ذكائه وسرعة البديهة التي يتميز بها، تحرره روحه المرحة من التمركز حول الذات مما يجعله قادراً على استيعاب الفكاهة والاستمتاع بالنكتة حتى لو لم يكن هو قائلها أوحتى إذا كانت موجهة له شخصياً.