قليني نجيب يكتب: غادة و دورين وتحديات المصريين Reviewed by Momizat on . في الاحد قبل الماضي شرفنا بلقاء نجمتين ساطعتين في سماء المجتمع الكندي وفي الوسط القبطي، نتمنى ان يعلو شأنهما ويسطع ضيائهما اكثر واكثر في الفلك السياسي وفي المحي في الاحد قبل الماضي شرفنا بلقاء نجمتين ساطعتين في سماء المجتمع الكندي وفي الوسط القبطي، نتمنى ان يعلو شأنهما ويسطع ضيائهما اكثر واكثر في الفلك السياسي وفي المحي Rating:
انت هنا : الرئيسية » الأخبار » قليني نجيب يكتب: غادة و دورين وتحديات المصريين

قليني نجيب يكتب: غادة و دورين وتحديات المصريين

قليني نجيب يكتب: غادة و دورين وتحديات المصريين

في الاحد قبل الماضي شرفنا بلقاء نجمتين ساطعتين في سماء المجتمع الكندي وفي الوسط القبطي، نتمنى ان يعلو شأنهما ويسطع ضيائهما اكثر واكثر في الفلك السياسي وفي المحيط الاجتماعي نبراسا للاجيال الحاضرة وقدوة للاجيال المقبلة: السيدة دورين اسعد، المرشح لمنصب عمدة مدينة Brossard، والتي نتمنى لها الفوز والتوفيق والنجاح الدائم بمشية الله وعونه. والسيدة غادة ملك، التي تعمل في الحقل السياسي والحقوقي منذ زمن، تمرست خلاله على فنون ذلك الوسط الشائك، والمكتظ بالمعوقات والتحديات.
وكلتا الشخصيتين من ابناء الجيل الثاني قد جمعتا في سلة واحدة اصالة المصريين وحداثة الكنديين، وصهرتا في ذات البوتقة ثقافتيهما الشرقية والغربية، ولم تصرفهما ثقافة المجتمع الغربي عن ايمانهما ولا عن اصالتهما المصرية العريقة. وبدى ذلك واضحاً في اهتمام كل منهما بالشأن الكندي العام وبقضايا المصريين في الداخل والخارج.
والسيدة غادة ملك تعد من ابرز الشخصيات العاملة في المجال الحقوقي والسياسي؛ وبحكم خبرتها العميقة في هذا المجال وكونها متابع جيد لما يجرى في دهاليز المجتمع وخلف كواليس السياسة، فهي دائما على مقربة من الحدث.
والقت غادة محاضرة هامة عن التحديات التي تواجه المصريين في المجتمع الكندي والتي انبثقت عن الانتشار الممنهج للافكار التحرُرية وأحياناً المتطرفة، و التي انبثقت عن تنامي سقف الحرية الى درجة اللامعقول مما يمثل تحديا كبيرا ليس فقط امام الجالية المصرية الملتزمة والدَينةِّ بطبعها؛ بل وامام التيار المحافظ من الشعب الكندي والذي بات عاجزا عن مواجهة تلك التداعيات التي افقدت الحرية معناهاوافرغت الانسانية من فحواها؛ وجردت الفرد من ارادته، وجعلت منه كائناً هلامياً، تقوده غرائزة واهواؤه وتشكله باشكال مختلفة بحيث يصبح بلا معالم وبدون هوية. وهذا من شأنه ان يدمر لبنة المجتمع، ومن ثم البناء المجتمعي برمته فيصبح في النهاية لقمة سائغة بين فكي المنظمات الشيوعية والتنظيمات الراديكالية المتربصة به والتي تسعى الى اسقاطه.
ومما يزيد من خطورة الامر هو استجابة الحكومة الليبرالية لهذا التيار، وخضوعها ومساندتها له؛ وسن اللوائح والقوانين التي تقلب قوانين الطبيعة ونظام المجتمع رأساً على عقب. والسعي لفرض تلك الأفكار والاتجاهات على المجتمع بالوسائل السياسية والاعلامية والتعليمية التي تستهدف المراحل العمرية المختلفة.

وانتشار هذه الثقافة يشكل خطورة على ابنائنا وبناتنا من الجيل الثاني وما يليه. ولهذا تقوم المؤسسات الدينية والحقوقية والسياسية المحافظة على كشف تلك التوجهات والتوعية بتأثيراتها وبنتائجها على الكيان الفردي والاسري والمجتمعي.
ودعت غادة الاقباط الى ضرورة المشاركة في المجالات التطوعية والاجتماعية؛ والى ضرورة تكوين كوادر لدراسة تلك التحديات من كافة جوانبها والتنقيب في جذورها التاريخية والنفسية والايديولجية حتى يتمكنوا من مواجهتها بالطرق القانونية والانسانية.
وهنا يجب الاشادة بدور المؤسسة الدينية البارز في الاهتمام بالجانب الروحي والاجتماعي، من خلال ما تقدمه من اجتماعات روحية ورحلات ولقاءات وتوفير المكان الملائم لتعارف ابناء الجالية ببعضهم البعض. ولمزيد من التعارف وتبادل الخبرات اقترح احد الحضور ان تدعو المؤسسة ابناء الجالية الى ان يقدم كل فرد نفسه للاخرين من خلال احد اجتماعاتها، ويحدثهم في بضع دقائق عن خبرته المعرفية والعملية لكي ينتفع بخبرته الاخرون، مما يساعدهم على ايجاد عمل او الالتحاق بدراسة او غير ذلك، فضلا عن انها وسيلة فعالة لكي يرى ابناء الجالية بعضهم بعضا انطلاقا من قولة سقراط لمحدثه: ” تكلم حتى اراك “.
والجالية القبطية بصفة عامة تعد من الجاليات السلمية التي تعمل في صمت والتي لا تتبنى اية ايديولوجية نفعية، ولا تسعى الى فرض هويتها على المجتمع الذي احتواها والى البلد الذي فتح لها ذراعيه وآواها، فتكن له الاحترام والتقدير، ولا تذدري مقدساته بل وتشارك في تنمية مقدراته، ولا تطمع في تغيير هويته ولا تضمر له كرها ولا تكفيرا انطلاقا من ايديووجيا ” التمكين ثم السيطرة “، التي تتباها المنظمات النفعية والراديكالية. ولا يخرج منها متطرفون ولا ارهابيون يقتلون المسالمين ويبثون الرعب في نفوس الآمنين

ورغم ذلك فان اكبر تحدي يواجه الاقباط في الخارج هم الاقباط انفسهم – ولا اقصد الجميع – فمنهم من لا يملك المقومات التى تؤهله للنجاح في المجتمع الكندي على الرغم مما تقدمه الاجهزة الحكومية من دعم مادي ومعنوي للمهاجرين في ظل سيادة القانون والعدل والمساواة والحرية وعدم التمييز. على عكس ما هو موجود في الوطن الأم حيث حصرتهم الاجهزة المعنية في قطاع الخدمات؛ وحدت من تواجدهم في القطاعات الانتاجية والسيادية، وحرمتهم من المناصب العليا في كل القطاعات، حتى الاشتراك في الاندية الرياضية. ناهيك عن انتشار التعصب الذي يدفع بعض رجال المال والاعمال الى رفض تعيين المسيحيين في شركاتهم كما في سلسلة محلات (التوحيد و…) التي لا يعمل بها مسيحي واحد
واستطيع ان ارصد اهم السلبيات التي تصيب عددا لا بأس به من افراد الجالية بدءاً من الانعزالية والاحجام عن المشاركة ولو حتى بالادلاء بالصوت الانتخابي.وعدم الاشتراك في الاعمال التطوعية. ومروراً بالأناناية والإحجام عن إفادة الآخرين بالمعرفة والخبرات. كذلك فإن هناك قلة قليلة منتفعة تسعي الى اشتغال من تتمكن من اشتغاله تحت مسمى البزنس.
ومن وراء وسائل التواصل الاجتماعي، يغرد بعض الاخوة والاخوات خارج السرب، ويطرحون اراء لا تساير المعقول ولا توافق المنقول الينا من تعاليم السيد المسيح السامية؛ ولا تتوافق مع الايمان والتفكير الواعي. وقد ذكرت في مقال سابق تحت عنوان ” اقباط المهجر “، ان من يهتم بقضايا الاقباط ويسعى للدفاع عن حقوقهم المهضومة لابد الا تتجاوز اراؤه امرين هامين: الاول تعاليم الانجيل المقدس، والثاني هو مصلحة الوطن، وكلا الامرين يعدان الركيزتان الاساسيتان اللتان إستندت اليهما الكنيسة القبطية على مر الدهور والازمان. ويظهر ذلك وينجلي عند كل كارثة تحل بالاقباط، وعند كل محنة يمتحنون بها. فعلي سبيل المثال يستنكر اخوتنا على الكنيسة نفيها تعرض الاقباط للتمييز والاضطهاد امام المنظمات الحقوقية والسياسية الخارجية. ومع ما في ذلك من حكمة بالغة، وتصرف صائب لكنه لا يعجبهم. وربما يغيب عن بالهم ثلاثة اسباب تدفع الكنيسة الى ذلك النفي؛ الاول: هو ايمانها وثقتها الكاملة في الله، وأنه وحده القادر على رفع المحن؛ وان قضايا الاقباط اعقد من ان تُحل بالطرق السياسية لان اسبابها تراثية اصولية تدب بجذورها في عمق التاريخ. والثاني: ان قادة الكنيسة لا يجهلون مكر الساسة ممن يسعون لتقسيم الوطن وتحويله الى اشلاء. ولا يمكن للكنيسة ان تفرط في امن وطنها ولا ان تكون سببا في خرابه. واما السبب الثالث، ولا اظن انها تعبأ به، وهو ان الاجهزة الامنية والاعلامية ترصد عدد ذبذبات الاحبال الصوتية لكل كلمة تصدر عن الكنيسة خفية او علناً، ولو انها وقعت في حبائل الخارج، فان هذه الاجهزة لقادرة على تحويل حياة الاقباط الى جحيم لا يطفأ. ويكفيها ان تطلق عليهم الجماعات الراديكالية- كفانا الله شرها وشر من صنعها ومن يساندها..

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى