المستشار أحمد عبده ماهر لـ “جود نيوز”: حادث القس سمعان إمتداد لما سبق وما سيأتي لعدم وقف فقه الكراهية والدماء

الدولة تُقيم توازنات سياسية مع المتطرفين أمثال برهامي
الوعي العام المصري “داعشي” منذ زمن بعيد
المناهج الدراسية تُكرس للفكر الدموي
تعظيم العمائم واللحي لا يُعطي أمل في الإصلاح
هو شخصية تنتهج التجديد في الفكر الديني، يعتمد علي إعمال العقل ليواكب الفكر مستجدات الحياة في المجالات كافة، ويجد الحلول للمشاكل والقضايا الدينية الغريبة ، لقت افكار الكثير منها الهجوم بسب جرأتها وقوة طرحها
يؤمن بأن الأسلام دعي إلي إعمال العقل والبحث عن الحكمة والمحبة والسلام ، وأن هناك تيارات جذبت الفكر الديني ناحية أخري غير التي شرعها الله ، وأن هذه التيارات متمسكه بموقها وفكرها لما حققته من مكاسب دنيوية.
“جود نيوز” تجري معه حواراً في توقيت هو الأصعب لاسيما، بعد جريمة الذبح البشعه التي قام بها احد المصريين المسلمين غير المنتمين الي أحد تيارات الاسلام السياسي المعروفة، ضد أحد القساوسة، وهو القس “سمعان شحاته” راعي كنيسة يوليوس الأقفهصي” بمركز الفشن – محافظة بني سويف، جريمة تمت علي غرار ما يفعله أتباع تنظيم داعش الأرهابي وهو ما يعد ظاهرة غريبة تُنذر بتحولات غريبة في تكوينات الشعب المصري العقائدية والفكرية والدينية والأجتماعية ، ليفتح ماهر قلبه ويكشف أسباب تدهور الفكر المسلم المعتدل والسلوك العدوني الهمجي البربري ……. وإلي نص الحوار
حوار : جرجس ابراهيم
كيف تري حادث مقتل القس سمعان شحاته منذ أيام؟
أري أن هذا الحادث هو إمتداد ، لما سبق و ما سيأتي من أحداث ، لعدم قيام الأجهزة المعنية بأي دور موضوعي ، ومنهجي لو قف نزيف الكرهية ، و فقه الدماء الذي الذي بات ينتشر في كافة ربوع مصر ، بل والأدهي هو حماية هذا الفكر المتطرف.
وعلي الدولة أن تُأخر ما تقوم به من التوزانات السياسية قليلاً حتي يستقر أمن الدولة ، فهناك بعض الدعاة من اصحاب الفكر الارهابي مثل “ياسر برهامي” وكثيرين يكفرون الأخر جهاراً نهاراً ، وتتركهم للتوزانات السياسية ، كما أن مؤسسة الازهر لم تُجهر ولم تفضح ، ولم تغرد بالتنصل من الفكر القائل بان المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصاري ، وذلك هو عين الكراهية للاخر.
القاتل يبدو مصري غير محسوب علي تيار….. إلا يعد هذا هو الفكر السائد علي رجل الشارع بسبب عدم ردع خطابات التطرف؟
لابد أن يقتنع الجميع أن الوعي العام داعشياً منذ زمن بعيد ، وأصبح يفخر ويتفاخر بأبطال الدماء أمثال “بن لادن” ، و”ايمن الظواهري” وباتو أبطال في أعين الغالبية ، كما أن كافة الكتب التراثية و الشعبية و العامة مازلو ينظرون نظرة الأبطال لقادة الفتوحات الإسلامية ، بل وهذه الغزوات و الفتوحات تُدرس في مناهج وزارة التربية والتعليم و وبكل فخر، فلا تنتظر ممن تم حشو عقولهم وقلبوهم وأشبعتهم سيرة هذا الفقه الدموي غير مثل هذه التصرفات المعتوهه ، التي يصحبها صيحات الأستنكار في كل حادث وكأننا دولة غبية تقف في الخطا كل يوم ، ولابد من إصلاح كل هذا بمشرط جراح ماهر يستأصل كل هذه الأخطار ، حتي نعيش في دولة ديمقراطيه مدنية ترعي الانسانية والحضارة.
هل بستطيع مشهد القاتل الذي يجري خلف كاهن بأداة القتل في الشارع أن يُرجع مؤسسة الأزهر علي حذف كل ما هو متشدد من الكتب، ومنع وزارة الأوقاف من تجديد تصاريح الخطابة لشيوخ التطرف بالمساجد التابعة لها؟
اصبحنا نحتاج علماء في التربية وعلم النفس الإدركي ليساعد مؤسسة الازهر في وضع مناهج جديدة تهدف للتعريف بالأسلام الحقيقي ، ويجب أن لا يُطلق لقب “عالم” علي كل من يرعي الفقه القديم ، ولابد من قراءة جديدة للإسلام في ظل الحضارة التي نعيشها، طالما نحن نؤمن بأن الدين الأسلامي و القران الكريم صالحان لكل زمان ومكان، فيبجب ان نبتعد كل البعد عن فقه “التداوي ببول الابل” ، وان”المراة ناقصة عقل ودين” ، وأن”المسيحيي كافر” ، وأن” المرتد يُقتل” ، والأستيلاء علي أهله وماله ، ولابد أن يأمن غير المسلمين علي أنفسهم وأن يكون الوطن هو المنارة الأعلي وليست العنصرية الدينية.
هل تعتقد في ظل المادة الثانية أن يتم الحكم علي قاتل القس “سمعان شحاته” بالإعدام؟
كنت أتصور لو كانت الدولة جادة وطالما أن تقرير الصفة التشريحية صدر ، وتم القبض علي الارهابي “القاتل” أن تكون محاكمته اليوم ، وغداً تنفيذ الحكم في ميدان عام ، وعلي مرائ ومسمع من الجميع لكونها من الجرائم الكبري، لاننا أهدرنا الكثير من الدماء من قبل ، أهدرنا دماء من ماتوا بالكنائس، ولابد للمجتمع أن يرأي القاتل وهو يُنفذ فيه حكم الاعدام كما رأينا المقتول وهو يُنفذ فيه حكم الهمجية والبربرية و الوحشية ، حتي تكون عقوبته ردع عام كي لا تتكرر مثل هذا الحوادث.
ما تري فرص مدنية الدولة منذ سقوط حكم الاخوان وحتي الأن؟
لابد أن يتراجع دور المشايخ في السيطرة علي المجتمع و الفكر و حركة الحياة، فلا يصح ولايجوز أن اجد المؤسسة الدينية ، تُطالب بوقف عرض فيلم سينمائي ، وأن تُطالب بمحاكمة شخص تحدث خارج خطوطها العريضة ، كل ذلك يمثل السيطرة الدينية علي الحكم وعلي الشارع، ويجب أن يُخفض صوت” العمامة وللحية”، لأنهم ورثوا لنا الضياع و الجهل والتخلف الفكري ، والضياع الحضاري ، وجعلونا ننظر للخلف ونترك الأمام وهم يجروننا إلي ذيل الأمم ، وأصبحنا نُعظم القديم ونحتقر المستقبل.
في ظل الإصلاحات الدينية في الاردن والمغرب وتونس بل والسعودية، في نظرك ما هي العوائق لوجود إصلاحات مماثلة في مصر؟
طالما يتم تعظيم هذه العمائم و اللحي” الفاسدة” فلا أمل في الأصلاح، وطالما أن أجهزة الأعلام في مصر تُقدم علماء يرفعون حناجرهم في فقه “إرضاع الكبير”، و”وطئ البهائم” و “مضاجعة الوداع”، فلن تقوم قائمه لهذه البلاد ، ولابد الأخد بيد من حديد علي قيادات الازهر و مناهجه حتي تكون كلمة الاسلام هي” السلام ، والمودة ، والمحبة، والانسانية ، والتعاون ، والواطنية”، ولا تكون كراهية الاخر ودموية و شهوانية جنسية وعنصرية كما تُقدم.