إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: التباين الثقافي

لكل بيئة ثقافتها وتقاليدها المتعارف عليها والمقبولة في حدود مجتمعها. ومن الطبيعي جداً أن يتمسك المرء بثقافته وان يشعر بأن الأعراف والتقاليد التي نشأ وتربى عليها هي المُثلى بين الثقافات الأخرى وأنها أفضل من غيرها. هذا من وجهة النظر الشخصية، أما من الناحية العلمية فهناك نظرية في علم الإجتماع تعرف بالثقافة النسبية؛ مفادها أن أي تقليد، أو عرف، أو سلوك يتسم به مجتمع معين، ليس هو بالضرورة أفضل ولا أسوأ من التقاليد والأعراف والسلوكيات التي تتسم بها المجتمعات الأخرى. فكل الثقافات تتساوى في مجملها والتنوع الثقافي في الأمة الواحدة إنما يثريها ويساعد علي تقدمها. وبما أن كل شئ نسبي ولأنه لا توجد حقيقة مطلقة خاصةً في مجال الأخلاقيات، لذا لا يحق لأحد إحتكار الأخلاق والإدعاء بأن معتقده أصوب وأصح من معتقد غيره. فإذا أخذنا مثلاً ظاهرة حجاب المرأة، سنجد أنها تعد أمراً طبيعياً بل ومشروطاً في بعض المجتمعات العربية في حين تنظرإليها المجتمعات الغربية علي أنها أمرٌ غريب ومثير للإستنكار. هنا ينبغي ألا نصدرالأحكام عند تقييمنا لعادات المجتمعات المغايرة لمجتمعنا فلا يجوز للرجل الشرقي في هذه الحالة مثلاً أن يتهم المرأة الغربية بالإنحلال لمجرد أنها لا ترتدي الحجاب، وبالمثل لا يصح للرجل الغربي أن ينظر لامرأة شرقية نظرة دونية ويعتبرها إمرأة متخلفة لمجرد أنها ترتديه. وقِس علي هذا مظاهر وممارسات وعادات وطبائع عديدة يتحدد صوابها من عدمه بحسب المكان والزمان اللذين تمارس فيهما.

تفتحت عيناي علي هذا التباين الثقافي حين تعرفت علي زميلة من زميلات العمل تدعى إيڤا براون. وقد عهد إليّ بمهمة تدريب إيڤا علي بعض الأعمال الإدارية مما إقتضي أن نقضي معا وقتاً ليس بالقصيرأتاح لي أن المس ما في سلوكها من إلتزام وإنضباط.. وقد تجلى انضباطها في حرصها على مواعيد العمل وفي توخيها الدقة والأمانة فيما يوكل إليها من أعمال. أما ما أثار إعجابي بشدة فقد كان موقفها يوم عيد ميلاد زميلة عربية معنا في القسم. حيث احضرت هذه الزميلة تورتة كبيرة وقدمت لنا منها، لكن إيڤا اعتذرت فسألتها الزميلة عن سر امتناعها وعما إذا كانت تقوم بريجيم معين. فأجابت إيڤا أنها على ريجيم من نوع خاص.. حيث أن الأطباء قد حذروا والدها من السمنة ونصحوه بتوخي الحذر فيما يأكله وانها  وعدته أن تشاركه في الريجيم حتى تشجعه. هنا قالت لها الزميلة: ولكنه ليس هنا الآن فماذا يضيرك لو أخذت قطعة صغيرة دون أن يدري.. فنظرت لها إيڤا بتعجب وقالت ولكن أنا وعدته ولا استطيع أن أخلف وعدي سواء في وجوده أو في غيابه.

بعدها بعدة أيام كنت أجلس مع الصديقة العربية في حصة الغذاء فوجدتها تميل علي وتهمس ناصحة: ابتعدي عن إيڤا فهي فتاة منحلة وعديمة الأخلاق.. هل تعرفين أنها تعيش مع صديقها بدون زواج. ابتسمت رغماً عني .. وبقيت برهة صامتة لاأجد ما أقوله .. فصديقتي التي لم تجد غضاضة في الكذب والخداع طالما ظل الأمر في الخفاء، لا تعرف معنى آخر للشرف غير الذي علمنا إياه الشرق.