إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب:امنعوا الضحك

ربما يكون اللي بنى مصر حلواني لكنه بكل تأكيد كان حلوانيًا ظريفًا فَكِهًا خفيف الظل وصاحب نكتة. فلقد ترك إرثا غنيا من الضحك والفكاهة في التركيبة الثقافية للمصريين وخلّف وراءه شعبًا لا يستطيع العيش في عالم عَبوس متجهم ولا يقدر على الاستمتاع بحياة مجدبة لا ضحك فيها ولا مرح. ونحن وإن كنا لا نستطيع تحديد عمر النكتة على وجه الدقة، إلا اننا نستطيع أن نجزم أنها أداة قديمة‏ قدم الانسانية، مال إليها المصريون كنتيجة لقربها إلى طبيعتهم المرحة وحسهم الفكاهي الذي ينزع إلى تخطي الألم والسخرية من المحن بدلاً من الإغراق في الهموم والانخراط في الأحزان. لقد سخر المصري من كل شئ، حتى من نفسه، ومن بيئته، ومن أحوال مجتمعه وسلبياته.. بدءا بالحاكم وانتهاءً برغيف العيش. ورصدت النكتة كل هذا بحساسية شديدة، فعكست فكره ومشاعره وحالته المزاجية حيال ما يطرأ على حياته اليومية من تغيرات في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولذا نالت النكتة الشعبية اهتمام العديد من الباحثين في الشأن المصري، فقاموا بدراستها بصفتها مرآة صادقة عاكسة للثقافة المجتمعية وما تحمله من قيم ومعتقدات، وما يشهده الشارع المصري من اضطرابات وتجاذبات سياسية واجتماعية وفكرية. والنكتة ثورة.. فهي هجوم مقصود على أوضاع سائدة غير مرضي عنها بغية تغييرها. لذلك يذهلني أن أجد -في زمن ما بعد الثورة- أصواتا تنادي بقمع النكتة ومنع السخرية بدعوى أنها قلة أدب واجتراء على الثوابت. السخرية التي صاحبتنا على امتداد آلاف السنوات حتى تداخلت سيكلوجيتها في نسيج الشخصية المصرية وأصبح من الصعب الفصل بينهما.. السخرية التي استخدمناها كاستراتيجيات دفاع وهجوم لمواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.. السخرية التي اطلقناها عندما تعذرت علينا الرؤية وحاوطتنا الأوضاع المعقدة وتطاوحتنا منظومة القيم المتشابكة فإذا بها تبلغ بسلاسة ويسر إلى جوهر الأشياء وتساعدنا على تقييم ما يحدث لنا وحولنا بسهولة. البعض يقول نعم للنكتة لا للسخرية، وأنا أقول أن المسميات تختلف باختلاف القائل والمتلقي وبواعث كل منهما.. لكن دعونا نتفق أنه أيا ما كان الإسم.. نكتة.. مزحة.. دعابة.. فكاهة.. سخرية.. قلش، الحق أننا نحتاجها. نحتاجها سلاحًا لمقاومة بطش الحاكم، وأداة للتواصل مع المجتمع، وطريقة للجهر بالرأي بشكل لطيف مقبول، وأسلوب للتغلب على التوترات والصراعات، ووسيلة لتخطي الأزمات والمحن والمواقف المؤلمة، ومحفز على إعادة النظر في الامور والتمرد على التقاليد السائدة. النكتة طاقة جبارة قادرة على إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع، في الوقت الذي فيه تضفي لمسة لطيفة مرحة على الحياة وتصبغها بلون الفرح. دعونا نتعايش معها. دعونا نتقبل النقد الساخر بروح رياضية بغض النظر عما إذا كان موجهاً لنا أم لغيرنا. دعونا نضحك أبهجكم الله دون أن نضع للنكتة أجندات خاصة أو نجعلها مسرحاً لتصفية الحسابات.