إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دكتوره ماريانا يوسف تكتب : مبارك... من كان منكم بلا خطية فليرجمه بحجر أولا

فور انتشار خبر وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك انقسم المصريون الى قسمين، أحدهما شامتا في موته معددا عيوبه ومفصلا أوجه فساده موكدا ان يوم وفاته من هو الا يوم انتصار لثورة يناير وشهدائها او ما اطلق عليهم الاعلام وقتها بـــ "الورد الذى فتح في جناين مصر". اما القسم الاخر من المصريين فكانوا حزانى للغاية منعيين إياه مطالبين بجنازة عسكرية تليق بقائد وعسكري ورئيس سابق. محمد حسنى مبارك ما هو الا انسان وكما دافع عنه مؤيده يوم وفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقوله "له ما له... وعليهما عليه"، كما كان هناك فئة ثالثة لا هي حزينة ولا هي فرحة او شامته بموته ودوما عند أي وفاة لشخصية حولها لغط كثير ترفع شعار "عند الله تجتمع الخصوم". ومن المؤكد أن أي انسان خلقه الله على وجه الأرض له مزايا وله عيوب، له مؤيدين وله معارضين، وبأي حال من الأحوال نادرا او قد يكون مستحيلا ان تجتمع البشرية على رأى اوحد لشخص ما سواء بالخير او بالشر، فهناك دوما متغيرات ومصالح وتوقعات نفسية قد تتحكم في الامر او توجهه، كما قد يتدخل النظام او المعارضة في نشر وجهة نظر محددة الهدف لتوجيه الراي العام لأمر بعينه، فقد تكون مؤيدا لشخص بعينه وبعد قراءات غير دقيقة او توجهات نفسية معينة قد تصبح معارضا او العكس. هذا ليس دفاعا عن شخص مبارك او غيره ولكن دعونا نضع تصورا تخيليا، ماذا لو لم ينجح في الطلعة الجوية في حرب أكتوبر، ومن المعروف ان الضربة الجوية كان لها الأثر الأكبر في نجاح حرب 1973؟!، لكان مازال إسرائيل تحتل سيناءنا الحبيبة، ولم يستطع أي مصري التوجه اليها صيفا والتمتع بشواطئها ذات الرمل الذهبي او مياهها الفيروزية الرائعة. ماذا لو لم يستطع مبارك النجاح في استعادة طابا؟! ماذا لو اختار مبارك الهروب مثل الرئيس التونسي بن على الى خارج مصر بعد تنحيه عن الحكم؟!، وقتها كان سيستغل الاخوان هذا الفعل في ضرب الجيش، حيث كانوا سيشيعون كذبا ان الجيش هو من هربه واخرجه خروجا امنا، ماذا لو لم يتنحى عن الحكم من أساسه وبقي فيه مثل الرئيس السوري بشار الأسد او الرئيس اليمنى؟! الم تكن وقتها مصر كانت ستصير مثل سوريا، كانت ستقام حربا أهلية، وبالطبع كان سيكون اول ضحايا الالاف من الاقباط، كونهم اقلية، وعلى تلك الفرضية كانتستتدخل دولا أخرى كانت تتمنى دخول مصر عسكريا بحجة حماية الاقباط مثل تركيا أو غيرها من الدول الكارهة او الطامعة في مصر و خيراتها، وقد تُبنى قواعد عسكرية للولايات المتحدة على أراضينا، وقد يهجر الاقباط من كامل مصر للدول المجاورة او قد تتبرع بعض الدول باستقبالنا على حدودها وتبنى لنا المخيمات، كل تلك التخيلات كان من الممكن ان تصبح واقعا ان فعل الرئيس الأسبق مبارك بخلاف ما فعله. ومن منا في منصبه ايما كان يقبل طوعا القبض عليه والمحاكمة، فما بالك لو كان رئيسا للجمهورية وامامه خيارات أخرى قد تنقذه او تنقذ حياته، هنا يكون القرار الحتمي الا يضحى بالشعب مقابل أرواح قليلة، وأيا ما كان من وراء هذا القرار سواء الجيش المصري او المخابرات المصرية - كما اشيع وقتها- او كان قراراه بالكامل وبمخض ارادته، ولكنه هو ما حدث، فله منا افضل آياتالشكر على الحفاظ على مصر. وليست كلماتي محاولة لتبرئته من قضايا الفساد العديدة، والتي قد أكون انا وغيرى ضحاياها سواء بشكل مباشر او بشكل غير مباشر، فمن منا لم تظهر في اسرته حالة إصابة بالسرطان نتيجة للخضروات والفاكهة المسرطنة التي دخلت البلاد ايبان حكمه، من ترك العشوائيات تسرى في كافة المحافظات، من ترى البلطجة والتوكتوك ستشرى في الشوارع، من ترك المخدرات تدخل لتكون بديلا من الشكوى او المعارضة السياسية، من خنق على الأحزاب وألغى دورهم، من كان يحضر ابنه ليورث حكمه كما لو كانت مصر عزبة صغيرة مستندا الى امكانية تكرار السيناريو السوريحيث جلس الرئيس بشار بعد والده الرئيس السابق حافظ الأسد. كم تمنى مبارك ان يحدث ذلك وكان يعد جمال لذلك بجذب الشباب عبر جمعية "جيل المستقبل". ونقطة أخرى لا نريد اغفالها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة وفاة الرئيس مبارك بوفاة الخائن محمد مرسي، فمبارك في الأول والاخر هو قائد عسكري وطني يعرف معنى الوطن والحفاظ على أراضيه بغض النظر عن الـــ 15 سنة الأخيرة من حكمه والتي استشرى فيها الفساد في كافة النواحي، بينما محمد مرسي ما هو الا إخواني لم يكن يوما رئيسا للمصريين فكان كل همه هو تقديم الطاعة والولاء لجماعته لتحقيق مشروع الخلافة والطمع في الحكم فشتان بين الاثنين والمقارنة هنا غير عادلة او منصفة. وكما قال السيد المسيح "من منكم بلا خطية فليرجمها –الزانية- بحجر أولا"، فمن منكم بلا خطية فليحاكم مبارك بعد موته، وبدلا من البكاء على اللبن المسكوب – فساد عصر مبارك- عليها الانتباه لمستقبلنا الحالي والذى يرسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي لعله ينجح في كبح أوجه الفساد القديمة والتقدم نحو مستقبل افضل لكل المصريين، وسيظل أي منا عند وفاته "له ما له... وعليه ما عليه" فنحن لسنا آلهة.. نحن بشر نخطئ ونُصيب.