أحمد ماجد يكتب: حكم العسكر

تبنت الثورة المصرية شعار يسقط حكم العسكر في فترة حكم المجلس العسكري لطنطاوي في فترة ما بعد تنحي مبارك ، وتلك الفترة كانت تختزن للكثير من محاولات الالتفاف حول الثورة والانتهازية ولذلك كنا أمام مشهد غير صريح وغير مخلص للثورة وكانت أغلب التنظيمات السياسية تبحث عن مصلحتها كتكوين ، كل من له مصلحة تختفي خلف شعار أو هتاف راح يهتف به وكأنها مسرحية وسيصفق الجمهور للبطل الذي أدي الدور بحرفية ومهنية وأستطاع أن يحمسهم لشعاراته وهتافاته وأحيانا تظهر الاذواجية في الدور وأحيانا تظهر المصلحة وأحيانا أخري يتضح الكذب والخداع وكل بطل يوهم نفسه بأن هؤلاء هم الجمهور الأعمي والأبكم.
والآن يحاول البعض ونحن أمام مشارق فترة رئاسية قادمة في الأغلب سيفوز بها المرشح عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري سابقا بوضع جذور ذلك الشعار في أعماق الثورة المصرية وكأننا امام حكم عسكري له شرعيته العسكرية وقوانينه الخاصة وسياساته التي لا ترد وهذا غير حقيقي ، من الممكن أن نختلف حول تولي شخص لمنصب رئيس الجمهورية كانت حياته السابقة حياة عسكرية وبالتأكيد ذلك سينعكس علي طبيعة شخصيته لكن من الضروري أن نتفق أننا لسنا أمام حكم عسكري وأننا أمام شرعية للثورة المدنية المصرية ولارادة المصريين يحكمنا الدستور المدني الذي وضتعه أغلب القوي السياسية والتيارات المدنية في مصر ويحكمنا قضاء مدني مستقل. الحكم العسكري انتهي في مصر ولكن الذي لم ينتهي هو الهذيان السياسي وعدم القدرة علي طرح بديل قوي قادر علي تحمل المسئولية السياسية ، لابد أن نتفق علي أن الرئيس القادم لمصر هو رئيس لكل المصريين ويجب التكاتف حوله وعدم الاصغاء لمثل هذا من الهذيان السياسي الذي يؤخر المطالب الاجتماعية والسياسية التي نطلبها ويؤخر المشهد الثوري بشكل عام ولا يفيد الثورة من قريب أو بعيد.
نحن أمام مشهد انتخابي للرئاسة هو في الأغلب أكثر صراحة ووضوحا من مشهد انتخابات رئاسة 2012 ، ومن المؤكد أن ارادة المصريين هي المحرك الرئيسي للعملية السياسية في مصر وأنها ستكون المحرك الرئيسي أيضا للتقدم والتنمية اللذان من المفترض أن نقبل عليهم في المستقبل القريب باذن الله وأنها ستكون أيضا العقبة التي ستواجه أي مستبد يحاول تغيير مسار العملية الديمقراطية وهي المكسب الحقيقي للثورة