إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: تصوراتنا عن الجنس

توجد نصوص صريحة في كل الكتب المقدسة تخطئ وتنهي عن الممارسات الجنسية بين المتماثلين في الجنس. ولأن هذه الممارسات تتعارض مع الفهم الكلاسيكي للميول الجنسية الطبيعية بين البشر وكذلك مع الأنثربولوجيا الكتابية وفكرة الأسرة التقليدية التي تتمثل في قصة الخلق وعلاقة آدم بحواء فقد تم نبذها واعتبارها انحرافا سلوكيا وشذوذا عن العرف الشائع. 

وقد ساهمت النظرة الدينية والأخلاقية إلى الجنس مع كثرة المحظورات والممنوعات والتحريمات في تكوين صورة مبهمة عنه في الذهنية العربية ربطت بينه وبين الخطيئة، وبالتالي أصبح يوصم بالعهر والفجور كل مطالب بالحرية الجنسية. ومع الوقت والكثير من الجهل حدث خلط بين التحريم والتجريم فأصبحت المثلية الجنسية جريمة جنائية وأصبح من حق أي شخص له صفة قانونية أن يلقي بشخص مثلي في السجن وأن يمثل به بل وأن ينتهك عرضه باسم الدفاع عن الفضيلة والشرف وحماية ثوابت المجتمع من الانهيار معتبرا أنه بمخالفته للدين فقد كل حقوقه الانسانية واصبح مستباحا.

فبالاضافة إلى ما يعانيه عامة الناس في بلادنا من قهر وفقر واستبداد وقمع للحريات، نجد ثقافة عفنة مشوهة وليدة موروثات بالية عقيمة وأذهان بليدة عاجزة عن الخروج خارج صناديقها تسيطر علي المجتمع. مناخ مشوش يتسم بالغوغائية تصدر فيه الاحكام عشوائيا على الأفراد بناء على هذه الثقافة التي هي عبارة عن مزيج مرعب بين الدين والعادات والتقاليد والحلال والحرام والحقوق والواجبات والمرفوض والمفروض لا بناء على أحكام القانون وسننه. المشكلة الكبرى هنا هي أن هذا الخلط موجود لدى أجهزة الدولة المنوط بها حفظ القانون وحماية المواطنين. من هنا -أعتقد- تعقدت مشكلة المثليين في بلادنا إذ لم يعد الأمر قاصرا على أن ينظر اليهم باحتقار واستهجان باعتبارهم فئة منحلة شذت عن العرف والدين، بل يصل الأمر إلى حد استخدام العنف الجسدي معهم ومحاولة إجبارهم غصبا على تغيير سلوكهم الجنسي ليتماشى مع سلوك الأغلبية.

إن أولى الخطوات في الطريق الصحيح هي الادراك الواعي لقصور نظرتنا إلى الأخلاق. فنحن نميل إلى المبالغة في تأثير العامل الأخلاقي ولكننا لا نفهمه إلا من جانب واحد وهو الجنس. وهذه القسوة التي نتعامل بها مع قضايا متعلقة في تصوراتنا بالجنس لها دلالات خطيرة فهي تدل على اهتمام مفرط بالجنس راجع إلى قسوة الحرمان وصرامة القيود التي تفرضها المجتمعات الشرقية المحافظة على افرادها حيث أن القسوة هي مظهر سلبي  للرغبة العارمة في ارتكاب الأشياء التي يتم تحريمها ومنعها. ومهما حاول المتخصصون أن يوضحوا للعامة أن الرغبات الجنسية ليست قضية أخلاق أو دين أو إرادة بل مسألة تطورات بيولوجية وتفاعل هرمونات طبيعي قد يؤدي منعه أو قمعه إلى اضرار نفسية وعضوية وبالتالي خلق سلوكيات عدوانية اساسها الكبت يظل هناك من يتهم المثليين بالانحراف ويشبههم بالحيوانات في عدم تمكنهم من السيطرة على غرائزهم والتحكم في ميولهم.  

هناك فرق كبير بين أن ترفض سلوكا معينا لأنه لا يناسبك وبين أن تستبيح لنفسك انتهاك الآخر وقهره والتنكيل بكرامته بسبب تبنيه لهذا السلوك. مفهوم المجتمع نفسه يلزمك بأن تقبل اختلاف الآخرين وأن تفسح لهم مكانا بجوارك للتعايش والاحترام و القبول. العدل لن يتحقق إلا عندما نساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات وعندما نساهم في محو تلك الرؤية المختلة للقيم والحريات ونعمل على إزالة الشوائب المعششة في عقلية العامة لنرسي أساسات مجتمع سوي وقوي يحمي أقلياته لأنه يعي أهمية دورهم في حمايته من الانهيار.