بسام عبد الملك يكتب: لماذا قمنا بالثورة!؟

في مشهد تاريخى للزعيم عادل امام في المسرحية الاشهر “الزعيم ” قال لماذا قمنا بالثورة…. و في هذا المشهد الذى استمر حوالى دقيقتين لخص الزعيم الكثير مما نعيشه الان حين اختتم المشهد …ِانا لا اعلم لماذا قمنا بالثورة.
أظن أن البعض فهم ضمنا أننى سوف اتحدث عن ثورة 25 يناير عندما قام عشرات الالاف بالخروج في ثوره ضد داخلية و حكم مبارك .ِِِ…لا يا عزيزى لا اقصد هذه الثورة فأن ما وصلنا اليه الان إن اردنا ان نقارنه بحكم مبارك فسوف يعتبر حكم مبارك رفاهية لن نصل اليها .
أننى اقصد لماذا خرج الملايين في 30 يونيو ضد حكم الاخوان
قام الرئيس المعزول بتعيين اهل الثقه في كل المناصب الهامة,تم اصدار الاعلان الدستوري الذى جعل كل الخيوط بيده … تم في عهد السيسي أجراء التعديلات الدستورية التى مددت حكمه و اعطته هو و الجيش صلاحيات اكبر.
في عهد مرسي مورست ضغوط على القضاء و تم محاصرة المحكمة الدستورية .ِِ في عهد السيسي تم تغيير قواعد ترقية و تولى اعلى المناصب القضائية لتكون بالتعيين و ليس الأقدمية كما كانت العادة و بالتالى ازاى ابقي معينك و ترفع عينك فيا !
في عهد مرسي تم محاصرة مدينة الإنتاج الاعلامى و منع الاعلاميين من الدخول و اصبحت منابر القنوات الخاصة اداة تهييج و تحريض ..ِ. في عهد السيسي اى حد عنده وجهة نظر او رأى لبس البيجامه. و لم يتبقي لنا غير عمرو اديب و احمد موسي و تحولت بقدرة قادر غالبية القنوات الخاصه الى بوق للحكومة بعدما اشتراها رجال اعمال او شركات محسوبة على النظام حتى شركات الانتاج تم تحجيمها لتظهر و بقوة شركة انتاج وحيدة.
في عهد مرسي سمح للإرهابيين بالتواجد في سيناء واهتم بسلامة الخاطفين و المخطوفين …. في عهد السيسي الحرب على الارهاب مازالت قائمة غربا و شرقا و يسقط من ابناء القوات المسلحة شهداء كل بضعة اسابيع .
سد النهضة في عهد مرسي اقام المؤتمر السري لايف مباشر من الاتحادية ولم تفلح حكومته في صنع اى شئ في عهد السيسي قامت الخارجية بمجهود رائع و تحركات دبلوماسية مشرفة جدا لكن لم تحل الازمه و بدأت اثيوبيا في ملء السد .
في عهد مرسي كانت هناك أزمة في انابيب البوتجاز و انقطاع الكهرباء في عهد السيسى توفرت الانابيب و الكهرباء لكن المواطن مش قادر يشتريها بعدما وصل سعر الأنبوبة 70 جنية و صارت فاتورة الكهرباء كابوس يراه المواطن البسيط في المنام .
في عهد مرسي اتحد الجيش مع الشرطة ضد المواطن في احداث محم محمود و ماسبيروا …في عهد السيسى اتحد الجيش مع الشرطة في محاربة الارهاب. و في تطبيق قانون التصالح او هدم منازل المخالفين .
في عهد مرسي اصبح رجال الاعمال الاخوان او المواليين لهم يسيطرون على اقتصاد مصر في عهد السيسي اصبحت الهيئه الهندسية و الشركات الخاصة التابعه للأجهزة السيادية و شركات المعارف و الاصدقاء تسيطر على كل البزنس في البلد .
في عهد مرسي انتخبنا برلمان الاخوان و حزب النور و ضحكنا ضحك السنيين في عهد السيسى انتخبوا لينا برلمان عبد العال و حزب مسقبل مصر و عيون مصر .. و ضحكنا و بكينا و لما زهقنا جابولنا مجلس الشيوخ يرطب علينا شوية.
في عهد مرسي خرج علينا مرسي وسط عشيرته عند قصر الاتحادية بتهديد و وعيد ثم كان الخطاب الاخير حين فقد اخر فرصة له و هدد و توعد لكن ماكانش فيه جيش في ظهره يحميه ….في عهد السيسي و في اخر لقاء هدد أيضا بأنه سوف يضرب بيد من حديد لتنفيذ القانون و توعد المحافظين و مدراء الامن أن لو وصل الامر سوف يرسل الجيش لقرى مصر لتنفيذ اوامر الازالة.
هاتقولى في عهد السيسى شفنا مشاريع عملاقة و شبكات طرق و كباري لا مثيل لها, تحسن في شبكة السكة الحديد و ريادة إفريقية و علاقات دولية هامة و رئيس قوى و دبلوماسية نشيطة و علاقات عربية قوية …. اقولك عندك حق و كل هذه نقاط هامة افتقدناها في عهد مرسي و بعضا منها في عهد مبارك …. اقولك بس الشعب بيبكى من الحالة الاقتصادية و قانون التصالح و قانون المرور و التراخيص…لكن الحق يتقال في عهد مرسي كنا بنضحك في الاسبوع مرتين مرة لما كان يخطب و الثانية لما كان باسم يوسف يطلع يعلق على الخطاب.
نشرت البي بي سى مؤخرا وثائق حكومية بمناسبة مرور 30 عام على حدوثها قالت فيها أن محادثات قام بها مبارك مع وزير المالية البريطانى و رئيسة الوزراء كان فيها مبارك غاضبا على غير العاده فقد طالب الوزير البريطانى مبارك برفع الدعم و زيادة بعض الاسعار حتى يتثنى لهم تدعيم طلب مصر في الحصول على قرض من الاتحاد الاوروبي لكن مبارك قال لهم إنه لن يستطيع فعل ذلك وانه لن يضع على كاهل المواطن البسيط عبء آخر وان فعل ذلك سوف يخرج الشعب في ثوره جياع.
الى من يهمه الامر لقد قام الشعب بثوره لانه كان يبحث عمن يحنوا عليه … لكن مع مرور الايام وجدنا الرأى الواحد و الزعيم الواحد و الإعلام الواحد ….و اى حد يعترض يبقي خاين و عميل ِ.ِهل تسمعون صوتا لقنوات الشرق و مكملين و رصد و اخواتهم ….. هم ليسوا بحاجة أن يهيجوا الشعب ليسوا بحاجة أن يصورا تجمع في حارة على انها ثورة ..فقط ينقلون ما يتداوله الناس من سيدة عجوز تطرد من منزلها قبل هدمه … و اخري تشرد هى و اولادها قبل هدم الاربع حيطان التى تعيش داخلهم وحيدة بينما الزوج يعمل بالخليج منذ سنوات ليرسل لها تكلفة بنائهم او السائق البسيط الذي اصيب بالهلع عندما علم إن مصاريف تجديد رخصة سيارته النص نقل وصلت لعده الاف من الجنيهات.
لماذا قمنا بالثورة ِِِ…لكى نشعر بالامان !
و ماذا عن الان ؟ الان نشعر بالجوع !
تحيا مصر