إيليا مقار يكتب: صلوا من أجل كردستان Reviewed by Momizat on . بحكم عملي، زرت العراق أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية وخصوصاً مدن السليمانية وأربيل في الجزء الكردي في الشمال، بمجرد وصولك للمطار، تلاحظ التدقيق الأمني بحكم عملي، زرت العراق أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية وخصوصاً مدن السليمانية وأربيل في الجزء الكردي في الشمال، بمجرد وصولك للمطار، تلاحظ التدقيق الأمني Rating:
انت هنا : الرئيسية » مقالات » إيليا مقار يكتب: صلوا من أجل كردستان

إيليا مقار يكتب: صلوا من أجل كردستان

إيليا مقار يكتب: صلوا من أجل كردستان

بحكم عملي، زرت العراق أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية وخصوصاً مدن السليمانية وأربيل في الجزء الكردي في الشمال، بمجرد وصولك للمطار، تلاحظ التدقيق الأمني الشديد. أعتقد أنى مررت بعشرات المطارات خلال الأعوام القليلة الماضية، ويمكنني أن أجزم أن أشد إجراءات أمنية رأيتها في حياتي كانت في مطارات كردستان. عند سفرك عائداً من اي من مطارات كردستان، تتوقف قبل المطار بأميال وتمر بعملية تفتيش دقيقة وتمر بحقائبك من بوابات تكشف عن المفرقعات وتقوم الكلاب المدربة بالمرور علي حقائبك قبل أن يفتحها ضابط أمن ويفحص محتوياتها. ثم تركب الأتوبيس الى المطار حيث تبدأ إجراءات تفتيش دقيقة مرة أخرى.

الأمر الثانى الذي يلفت نظرك بمجرد وصولك الى إقليم كردستان، هو أنه بارغم من انك في إقليم تابع لدولة عربية، الا أنك وسط حضارة مختلفة وتاريخ مختلف ولغة مختلفة حتى وإن كانت تستخدم نفس الحروف. ويتجنب شعب كردستان الحديث بالعربية كوسيلة لإعلان الغضب جراء تاريخ طويل من ظلم العرب لهم تحت حكم صدام وحتى قبل ذلك.

وتلاحظ أيضاً أن الشعب الكردي يحب الحياة، وبالرغم إن معظم سكان كردستان من السنة، إلا أنهم يكرهون التطرف، وهناك مساحك كبيرة جدا للتسامح، ومعظم السيدات والفتيات من متوسطى العمر غير محجبات، وقد فتحت أربيل والسليمانية أذرعهم للأقلية المسيحية التى هربت من ظلم المتطرفين الإسلاميين في جنوب العراق، وكون المسيحيون مناطق تجمع خاصة بهم مثل حي عكيناوة الأنيق في أربيل، وسمحت سلطات كردستان للمسحيين بممارسة عبادتهم وبناء كنائسهم بدون تعقيدان بعكس بلاد عربية صدعتنا بكلام عن وحدة عنصريى الأمة والنسيح الواحد بينما تغرق في التطرف والتمييز وثقافة الكراهية.

فتحت كردستان أيضا أذرعها للاجئين السوريين، وبعكس دول مثل الأردن أو لبنان حيث يسكن معظم اللاجئين في مخيمات لاجئين كئيبة، سمحت كردستان للسوريين بالإندماج في المجتمع، وأعطت السوريين تصاريح عمل. وبسهولة تجد تجمعات ومتاجر خاصة بالسوريين كما تجد لافتتات لأطباء أو مهندسين سوريين تملأ شوارع أربيل. وأذكر أننى تناولت الغذاء مع أصدقاء وزملاء عمل في مطعم سوري فخم بديكورات سورية وعربية وعلى أنغام العود لعازف سورى عجوز.

كردستان كانت على أعتاب إنطلاقة إقتصادية وإجتماعية مستحقة بعد أجيال من الإضطهاد والحصار، كردستان التى فتحت أذرعها للجميع، تواجه الأن إرهاب عصابة إسلامية أعضاءها أسوأ وأقذر وأحط ما أنجبت البشرية. الغريب، إن دول “الكفر ” هي اللي تمد إيديها الأن لكردستان السنية حتى تظل في أمان من عصابة داعش الإسلامية في الوقت الذي تساند فيه دول عربية وخليجية داعش فكرياً ومادياً.

صلوا من أجل كردستان.

© 2013 Developed by URHosted

الصعود لأعلى