إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

هاني صبحي يكتب: على قهوة في شبرا.. قهوة محيي!!

قهوة محيي ...قاعة مؤتمرات الغلابة، ملح الأرض، مكتبك اللي بتعمل فيه لقاءاتك المهمة مع الضيوف أو اجتماع عاجل ..أي عاجل، سواء موعد عمل، اتفاقيات، صفقات، جلسات صلح، تجميع فرقتك الخماسي لكرة القدم، انتظارك ولهفتك على طلة لفتاتك من ورا شباكها ..أنت لو غريب عنها فلقبك فيها الباشا، سواء داخل عليها بالبدلة أو بالشبشب أو حتى بالبيچاما 

لو من روادها فأنت حرفيا صاحب القهوة.. لا غضاضة على الإطلاق من وقفتك على النصبة تعمل لنفسك كوباية الشاي، اللي ممكن تقعد بالساعات متشربش غيرها، محدش هيحوم حواليك بابتسامة مصطنعة متكلفة، الترابيزات كلها بتاعتك طالما فاضية، هي الملاذ لو قرفان لأنك لسبب أو لآخر عليها وسط الناس هتتبسط، هتصاب بعدوى بهجة الوشوش اللي رمت همومها ومشاكلها على بابها، ولحظات السعادة بالنسبة لهم قرار، مش هتقدر تحدد بسهولة اتجاهات وميول زبائنها، مين مسيحي ومين مسلم.

محدش هيحاسبك بلزوجة وهو بيتصنع توديعك بمودة زائفة طمعاً في البقشيش، لأنه مش عايز منك بقشيش، ولو كنت زبون معتاد فأنت صاحب المكان ولو مفيش فلوس ..النوتة موجودة دون ضجر أو إحراج، ما أنت راجع مهما غبت ..قعدتك ممكن تيجي جنب مهندس، محامي، عواطلي، طالب، صنايعي، كله سواسية ومفيش طريقة معاملة يمتاز بها شخص عن آخر... الكل بيشرب من الكوبايات اللي مش شرط تحس انها نظيفة بالقدر الكافي ..مفيش مشكلة خالص، أصلك قاعد على قهوة "محيي"، حيث لا زجاجات مياه معدنية، لا شاليموه  لا مناديل.

دستور قهوة محيي الشعبي مستقل بذاته عن كافيهات الاحياء الراقية.. دوشة غالباً... لأ  .. دوشة دائماً.. هتسمع نقاشات سياسية بأبعاد فلسفية ميتافيزيقية شعبية فريدة بين الفرارجي والنقاش، يتخللها رؤى عميقة، ومجموعة من الأسئلة الوجودية اللي دايما لها إجابات حاسمة، مع عقد مقارنات لا يقوى عليها موليير نفسه في علم المنطق، في الجمع بين قانون الذاتية وارتفاع سعر الفراخ في سوق الجمعة.

هتلاقي في وسط كل ده راديو، شغال عليه برنامج أو اغنية، أو كاسيت عليه آخر ألبوم لكتكوت الأمير أو شفيقة.. أو تليفزيون عارض برنامج علمي أو مسلسل مجهول الهوية..لا أحد يكترث للي معروض، المهم الدوشة.. دوشة صبي وهو بينادي على الطلبات بلغتهم ومفرداتهم الخاصة، طرقعة المعالق والكوبايات، صرخات الفائز في عشرة طاولة ولمعة عينه وفرحته بلذة الانتصار الصغير، والانجاز اللي هيظبط له يومه ومزاجه، على وقع خبط قطع الدومينو على الترابيزة المجاورة.. دوشة .. لكنها متناغمة ومتجانسة وغير مزعجة على الإطلاق، لدرجة إنك ممكن تلاقي اللي بيقرا كتاب أو جريدة، أو اللي بيراجع المراجعة النهائية قبل ما يقوم على الامتحان.. على القهوة دي اتحلت مشاكل وقضايا واتصالح خصوم في قعدات عرب ..بتحتويك في كل حالاتك، ومستنياك مهما غبت.. كرسيك فيها دايما موجود، ومكانك طالما قصدتها ولو بعد سنين دايما محجوز .. وللحديث بقية ..

ملاحظة: تلك كانت "مقدمة رواية على قهوة في شبرا _ يناير 2020 " لدار الفؤاد للنشر والتوزيع 

علي قهوة في شبرا