إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: أزمة العقل العربي

يقول أينشتين أن الهدف من التعليم ليس حشو العقل بالمعلومات وانما تعويده على التفكير. وفي هذا القول تتلخص أزمة العقل العربي المشبع حدَّ التخمة برواسبٍ لا حصر لها من الخرافات والأساطير والتحزبات والتابوهات، والذي ينبذ في الوقت نفسه أية محاولة للتفكير طالما أنها ستضطره إلى إعادة فحص الأفكار البالية التي تسللت إليه من موروثات الماضي، والتي اكتسبت لديه رسوخاً يقينياً لمجرد أنها من المسلمات التي رددها السلف. هذا الرفض التام لفحص الأفكار وتنقيتها، وهذا التعامي الكلي عن إحتمالية الخطأ في المعتقدات والمسلمات، هو أصل الكارثة التي أوقعت بمجتمعاتنا العربية في براثن الانهيار الحضاري وادخلتها في دائرةٍ عقيمةٍ مدمرة من إعادة إنتاج الأخطاء. ولا عَجب فيما نراه اليوم من تراجعٍ وتدهورٍ في الحالة الفكرية والثقافية للأمة العربية بالقياس إلى ما كانت عليه فيما مضى.. فعبر قرون فائتة، عاش عمالقةٌ في الفكر والفن والفلسفة يبدعون وينشرون أفكارهم التي تنادي بحقوق العقل ضد إدعاءات العادات والتقاليد والهيمنة الدينية. أما اليوم فقد ازددنا انغماسًا في حمأة الجهل والتخلف بعد أن فقد العقل العربي اهتمامه بمسيرة التطور الإنساني، ولم يعد يعبأ بإثراء البنية الفكرية الاجتماعية أو بتحسين آليات النهوض الحضاري لمجتمعاته، وانما إكتفى بإحاطة نفسه باسوار شائكة من التابوهات والمحرمات معتبراً أن أية محاولة لاختراقها أو التمرد عليها هي جريمة تستحق أن تهدر من أجلها الدماء. والمفارقة الخطيرة المزعجة في هذا الاتجاه الذهني هي أن قداسة الإنسان قد تقلَّصت، بل تهاوت، أمام المقدسات الاخري. واعتلت الأوطان والشرائع والقوانين والأعراف مرتبة أسمي من مرتبة الإنسان نفسه، وهو الذي أوجَدَها في الأساس من أجل تحقيق حاجاتِه وحمايتِه، فإذا بها مع مرور الزمن تصبحُ وبالاً عليه وسبباً في تدميره إلى درجة أن رخُصت حيواتُ الناس في نظر انفسهم واصبحوا يضحّون بها مقابل شعارات وهميةٍ زائفة عن الوطنية والقومية والجهاد الديني وحماية المقدَّسات. نعم إن الشرائعََ ألقتْ بيننا إحناً وأودعتنا أفانين العداوات كقول المعرّي.. ولعلنا لا نُغالي إذا قلنا أن رَفع القداسةِ عن الأفكار والشرائع وإعتبار الانسان هو المقدَّس الوحيد الذي يجب أن تتهاوى أمامه كل التابوهات والمقدسات الوضعية والدينية على حدٍّ سواء، هو الوسيلة الناجعة لتحريك البنية الفكرية الثقافية في مجتمعاتنا وأول خطوة علي طريق النهوض من عثرتنا واللحاق برَكب الحضارة الإنسانية الذي سبقنا بعقود.