إنطلاق مهرجان التراث المصري وفعاليات أضخم تجمع مصري في كندا وشمال أمريكا Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا

دولا أندراوس تكتب: أهل الكهف

أحياناً أشعر أني نمت نومة أهل الكهف ثم إستيقظت بعد مئات السنين لأجد نفسي في عالم عجيب محاطة بأناس أعجب. والسبب في هذا الشعور أني أري الكثيرين من أهل هذا الزمان وقد إلتبست في أذهانهم المفاهيم فأصبحوا لا يملكون القدرة علي تكوين صورة واضحة عن القيم لدرجة أن ما كان يعتبر قبلاً خطأ أصبح في يومنا هذا صواباً مبيناً والصواب غدا خطأً مشيناً. فقديماً مثلاً -في عُرف الزمان الذي أنتمي إليه- كان الكذب جريرة أو كما يقول العامة "خيبة" وقد كنا نُعاقب إذا إقترفنا خطأ ما فإذا كذبنا لنحاول مداراته يكون العقاب أشد وأقسي. أما اليوم فقد أصبح الكذب ضرورة إجتماعية لاغني عنها من أجل كسب الإحترام أوالظهور بمظهر لائق في المجتمع أوحتي الحصول علي عمل. في زماني كان حب الله ينقي القلب من الكراهية والأحقاد ويعصم من الإثم والجريمة أما زمن اليوم فيدعو المؤمنين الي إرتكاب الجرائم والموبقات حباً في الله وسعياً لإرضائه؟؟!!!!!!! وأنا لا أنكرأن لكل زمن مقاييسه وأن متطلبات العصر تفرض نفسها أحياناً لذا نجد أنفسنا نقدم التنازلات تماشياً مع التيار،غير أني كنت آمل أننا رغم التجاوزات لازلنا ندرك أنها تجاوزات ولازلنا نستطيع التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ والميزة والعيب، كنت آمل أننا وإن كنا نتغير إلي الأسوأ فعلي أقل تقدير لازلنا نحاول أن نحفظ لمقياس القيم ثباته ورسوخه. أما أن نحاول تغيير المقياس نفسه ليوائم أهوائنا ولنبدو دائماً علي حق وعلي صواب، فذلك هو ما يشعرني بالإحباط والإغتراب. كثيراً ما خضت غمار المناقشات في محاولات عقيمة لإبداء رأي أو لتصحيح مفهوم ما لدي محدثي ثم أخرج منها بإحساس أني إما مصابة بعته أو أني أقبلت لتوي من كوكب آخر. لهذا وعملاً بمقولة إذا كنت في روما فإفعل كما يفعل الرومان، ونظراً لأن وضع العاقل بين المجانين لايختلف كثيراً عن وضع المجنون بين العقلاء، فقد قر قراري علي أن أغض النظر عن مناقشة كثير من الأمور التي كنت قبلاً أتحمس لمناقشتها وأبذل مجهوداً جباراً في محاولة إقناع محدثي بها. غير أن بعض الموضوعات تستفزني أحيانا لدرجة أني أحيد عن هذا القرار ثم أعود فأندم بعدها للمرة الألف. في محيط معارفنا شاب يريد الزواج وتبحث له والدته عن عروس. قابلتهما صدفة عند بعض الأقارب وكان هو يحكي للموجودين عن آخر فتاة تعرف إليها، ولم يكن الموضوع يجذب إنتباهي في شئ إلي أن وجدته يقول بلهجة آسفة: "البنت ممتازة في كل شئ ..عيبها الوحيد أن شخصيتها قوية!!". لا حول الله ..ماهذا الخلط والتخبط.. لم يخبرني أحد ولا أنا عرفت قبل اليوم أن الشخصية القوية أصبحت عيباً في هذه الأيام؟! فآخر ما بلغني أن الشخصية القوية شئ حميد ..ذلك لأنها صاحبة رؤية وتتسم برجاحة العقل والثقة بالنفس.. أما متي وكيف أصبحت هذه الصفات عيوباً فعلم ذلك عند علام الغيوب. لم أستطع أن أتمالك نفسي وأخذت أسأله كافة أنواع الأسئلة حتي أدركت أن مفهوم الشخصية القوية لديه –ولدي أمه التي كانت تؤيده بشدة وتري أن زواجه من فتاة صاحبة شخصية قوية هو بمثابة كارثة- أدركت أن مفهوم الشخصية القوية لديهما هو التسلط والتحكم. وعبثاً حاولت إقناعهما أن هذا يختلف عن ذاك وأننا ينبغي أن نسمي الأشياء بمسمياتها.. وأن التدقيق واجب عند اختيارنا للألفاظ والتعبيرات، لأن الخلط في التعريف يؤدي إلي خلط في المفاهيم وبالتالي إلي تخبط في السلوكيات والأفعال..ولكن هيهات ..ولا حياة لمن تنادي. هكذا إنتهت بي الأمسية وعدت إلي قواعدي سالمة أحلف بأغلظ الإيمان أنني سأحفظ لساني المرة القادمة ولن أعود لمناقشة تلك الموضوعات العقيمة ثانية