جود نيوز الكندية

مجدي حنين يكتب: بديل أوروبا ”مر وعلقم”

-
من قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية كتبت مقالة بعنوان أوروبا المريضة تحتضر، وتكلمت على أن القارة العجوز ارتكبت في حق نفسها أخطاء جعلتها تمرض حتى الاحتضار، وشرحت ما هي الخطايا التي أثمت بها أوروبا حتى وصلت إلى مرحلة النهاية، وحتى يفرض عليها ذلك المصير الأسود، ولكنى اليوم أريد أن استعرض أمام ذهنك عزيزي القارئ من سيكون البديل لأوروبا بعدما تسقط وتموت؟! ولكى أوضح لك ذلك دعونا نسترجع تصريحات سمو ولى عهد المملكة العربية السعودية قبل سنتين من الآن وأثناء الترويج لمشروعه "نيوم"، قال بالحرف الواحد إننا -ويقصد بالشرق الأوسط أو بالتحديد منطقة الخليج- هي أوروبا الجديدة بما يملكون من اقتصاد جبار واستقرار وانطلاق نحو التمدن والحداثة بقوة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يرى التنين الصيني انهم بما لديهم من إمكانيات اقتصادية وبشرية والاهم تكنولوجية جبارة انهم مؤهلون ليكونوا أوروبا الجديدة. وترى روسيا إنها بعد حرب أوكرانيا وانهيار الدول الأوروبية ووقوعها في الفوضى، فإن روسيا ستكون النموذج المثالي لأوروبا الجديدة. إذن هناك على الأقل ثلاثة كيانات عظمى تعتقد إنها يمكن أن تكون بديل لأوروبا تخيل يا عزيزي القارئ أن السعودية ستكون هي بديل لأوروبا، وان بلاد القصاص ستدافع عن الحريات تخيل أن الصين هي من تقود حملات التنوير وقبول الأخر وإعلاء المواطنة والدفاع عن حرية الصحافة واحترام الرأي الأخر، أو تخيل أن روسيا سوف تكون مدافعة عمن ارتكبوا في حقها جرائم حرب كما تفعل أوروبا الآن أو تكون ملجأ للاجئين من مختلف الدول الذين قد يكونوا مختلفين معك في العرق والدين واللون. بالتأكيد لا السعودية تصلح أن تكون أوروبا لأنها ستحول كل حقيقة من المنطق وتنتهى بها إلى الدين، أما الصينيون فهم شعب قاسى جدا عانى من الفقر وفى سبيل المال يمكن أن يدوس على كل شيء، أما روسيا فإنها لا تغفر ولا تنسى ولا تستطيع أن تتصالح مع الأخر، ولكن هنالك سؤال: هل ممكن أن تتعافى أوروبا؟! هل ممكن للعنقاء أن تقوم من ترابها... نعم، نعم، نعم... فقد فعلتها قبل ذلك أيام العصور الوسطى عندما نفضت عن رأسها تراب عبودية مدعي الدين، واليوم تستطيع فقط إذا اتجهت إلى القوميين، وطردت الديمقراطيين والليبراليين الذين هما أساس خراب أوروبا وتخلصت من مشكلة اللاجئين وأعادت أوروبا إلى سكانها الأصليين المبدعين القادرين أن يصنعوا المعجزات لأوطان أجدادهم.