جود نيوز الكندية

أميرة الوصيف تكتب شعر: يحدث أن يَشيب الشيطان!

-
" أريكتى ؛ تُشبه الأفواه الجائعه تحتضن جسدي فى إعتيادية على ذلك ! وعلى مقربة مني يجلس " الشيطان " !! ؛ تنطبع على وجهه بقعة حمراء وكأن أحدهم صَفعه على وجهه ومضى ! فاجأتني نفسي حينها لم يرتعد جسدي ولم تقفز روحى من أعماقي لتطول السماء فى رهبة ! ولم أُشهر إصبعي فى وجهه الشاحب ؛ مُتَمتمة بآيات وتراتيل آثرت أن أجلس وديعة كالحَمَل أتحسس أحزاني ببطء كما أفعل كل مساء فى هذا الوقت ؛ الخارج عن النمطية الدنيوية بل الخارج عن إطار الزمن " . لم ينظر الي الشيطان بسحنته الكالحة ! كان يرمش بأهداب عينيه فى خجل !! استمرارية أهدابه فى حركتها ؛ كانت تُزَلزل من وضعية ستائر غرفتي المتواضعة ! ولكن أيخجل الشيطان ؟! هكذا كانت نفسي تُسائلنى ؛ مُزيدة الموقف بلادة وذهولاً ! كان يُدَلِك صَدغيه بسيجارته المُشتَعلة ! ثم يرقد كالميت لبضع دقائق ثم يعاود فعلته مرة أخرى ! أملتُ رأسي قليلاً للوراء وصرخت فى فضائي الداخلي : كفاني تطفلاً .. الشيطان لا يهتم لأمري .. مالي أُحَدق فيه كالجائعة الى التفاصيل ؟! وبطريقة آلية يتلفظ الشيطان بألفاظ غريبة لا صلة لها بالواقع وما يحتويه ! ودون اكتراث بالمشهد تابعتُ طريقي عبر ساحة الذاكرة وأخذتُ أُلاطف أحزاني ؛ كى تهدأ قليلاً وتنام وفجأة طفا على سطح منضدتي مُجَلد ضخم لا أعرف لصفحاته عدداً ولا أدرى كيف أراه مادياً هكذا ؟! وكأنه انبجس من باطن الأرض ! للمُجَلد صوت مُدهِش ؛ كلما قَلَب فى صفحاته "الشيطان " علا صداه , وملأ الأفق جففتُ وجهى المُبَلل عرقاً وفقدتُ للحظة كيفية التعبير عن خوفي المكتوم ! ما أحرج هذة اللحظة !! هكذا كنت أُتمتم وأُغمغم ؛ مُحاولة خنق أنفاسي "الشيطان " يواصل قراءاته للمُجَلد الضخم وبجسده كل الوثوق أثناء فعلته وكأن ما من أحد يشاركه جلسته الرتيبة على الأريكة العتيقة ! قراءاته مبتورة الأحرف عجيبة الهوى أنا لا أعرف ما حكمته فى أن يضغط على كلماتها مقطعاً مقطعاً هكذا ؟! وكأنه يتفوه بأشياء مُجدية ! وما حيلتى ى أن أفهم ! وكيف السبيل الى ذلك ؟ فأنا لا أبدو مُغرية له على الإطلاق ! يبدو أنه يرانى ورقة مُمَزقة ؛ تنام فى سلام أو ذرة هواء ما من أحد يمكنه الإحتفاظ بها ! يسكت "الشيطان" عن القراءة ويأخذ قهوتى المُثَلجة ؛ مُنقحاً منها قطرات دمعي طيلة الليل ؛ تلك العالقة بصفحة الفنجان يضعها كحلية فى رأسه ! فإذا بها تصبغ خصلاته الى اللون الأبيض!! ويصير "الشيطان " أشيب الشعر يخر "الشيطان " صريع الدَهشة أ أتفه مصائب الإنسان قادرة على قَلبه "عجوزاً " ؟؟!