جود نيوز الكندية

الشاعرة أميرة الوصيف تكتب: الى الله أكتب وأبكى ..

-
" تَمهَل قليلاً يا الله أريد أن أسكب دمع هاتين اليتيمتين فى فنجان "صاحب السعادة " ! أريد أن ألقى بذاتى من النافذة كى أقفز على رأس هذا الرجل صاحب الكرش المُنتفخ الذى قال لي صديقى ذات يوم أن به أقوات المساكين " أريد أن أنظر لمرآتي فى وضعها المعكوس ربما أرى شيئاً لم أره من قبل . تَمهَل قليلاً ياالله فأنا أرغب فى تصفيف شعرى على شكل "كعكه " لأُدفن رأسي فى جريدتنا المترهلة واضعة نظارتى على أرنبة أنفي ؛ محاولة تسجيل احتجاجي لتصريحات هؤلاء ممن تركوا القلم و أمسكوا بالطبلة ! تَمهَل قليلاً يا الله امنحنى مسافة من الوقت ؛ كى أحيا أريدُ أن أرجم طُغاه ؛ لا يحسون الظلم ويجهرون بالإدعاءات على طريقتهم "الرنانة " ! امنحنى حق الإصغاء لأنين طير ؛ يعض على شفتيه من الألم وينوح فى وجه شجرته تلك التى هى مسكنه . يا الهى أطلق "كَرمَك " فى عروقي تعساً لها مشاعر البشر يكتسيها البُخل ! وتزداد قتامتها كل يوم " " على عَتبة الأيام ؛ أُسَدد نفقات جنازتى مُقدماً ليس هناك داع للعجلة للعمر شعر مُستَرسَل ؛ يغزوه خيط عريض من اللون الرمادي ونحن الآدميون أبناء الدنيا بحاجة إلى رثاء بعضنا أحياناً ! نحن الآدميون بحاجة إلى شذوذ هندامنا أحياناً ! وتدخين أشعارنا بين الوجبات . " تَمهَل قليلاً ياالله امنحنى زمناً إضافياً فأنا الآن وعلى مقربة من كهفين و بيت رملي ؛ أتحسس أشلاء طفل مزقته الحرب و احتضنه الموت فى غير رحمة ! اتركنى قليلاً ؛ كى أبتسم فى وجه سمراء تُطل قارتها من عينيها . و أقرأ الأسف جيداً بوجهها المنحوت . " يد عجوز ترتعش فى غرابه مُلقاه على كَتف صبية عشرينية ؛ أدنو من لمعتها الظاهرة فأجدها دمع جسد ؛ أغفله الرخاء وتزوجته الوحشة . أقرضنى عمراً أبيضاً ياالله كى أدلل رغبتها فى العيش أو حتى أشاطرها العزاء " .