جود نيوز الكندية

أميرة الوصيف تكتب شعر: الى المجنون المُلقب ”رجلاً”.

-
إلى "المجنون " المُلَقب رجلاً أنا الآن .. الآن أتحسس وجهك بأصابعي الدقيقة و أُعيرك أقرب فراشاتي و أروعها و أُدين لك بنصف "شاعريتى " وترنيمة سلام ؛ تحبو قُرب قلبي فى بلاغة ! الآن أنا أُجيد الرقص تحت المطر و التباهى بأكبر قطعة ثلجية سقطت على رأسي المُختَل ! الآن أنا أتحدث لأنف ذلك التمثال البرونزي وكأنه أنت أُلقي عليه رسالتى الألف و يقهقه بعد سماع تلك الأمنية المكتوبة في سطرها الأخير أمنيتى كانت تقول أن يُمطرك الله جنوناً مُضاعفاً فأنا أذوب حُباً في تلك المَلكَة الخارجة على كل مألوف " " أيها "المجنون " الواضح كنور تشطره قضبان النافذة تتمشى كالقشعريرة فى أوصالي يبدو وجهي أكثر بلاهه كلما فكرتُ فيك وأطفق أردد لنفسي : أحبه .. أحبه أتظننى أُبالغ ؟ أتعاطى حبوب النفاق الأكثر استهلاكاً ؟ أمدحك شِعراً كى أبدو مُدهشة وحسب " ؟! " يا سيدى عليكَ أن تعلم أنه قد بلغ بي حُبك حد الهذيان أصبحتُ أُقَدس ظِلك وجلستك وغناءك وتلك التنهيدة المُفَعمة حُباً باتت كقضائي المحتوم ! و حنينى الذى تجاوز مُخيلتى المتواضعة مُخيلتى الفقيرة جعلتنى رهناً لهواجسي تَلتَبس علي الأسماء والأرقام والشوارع ! و أصبحت الطُرقات المُبَللة وحدها .. وحدها من تقودنى اليك " . أعرف أنه من الحَمَق ألا أتدثر فى قصيدتك الليلة لكنى آثرت "أذى البرودة " على أن أُبَعثر أفكارك فى داخلي ! هاهى جارتنا ؛ تُلَملم رسالاتى كل يوم تلك التى تفترش صفحة الطريق يتزاحم بعضها ويلتصق بعضها بالآخر و يموت بعضها بين يد الآخر ! رسالاتى التى تُقبِل مع الفجر وتستدير مع الشمس أسكب بين سطورها "روحي " عن عَمَد أُسرف فيها من الشوق ما يكفي للم شمل قارات العالم الواسعة " . " فى حوزتى الآن "قلبك " ؛ لا أنوى به شيئاً سيئاً وكيف ذلك ؟ و أنا مَن اجتزتُ العُمر ركضاً كي أعثر عليه ؟! ألاطف أحزانه و أتأدب فى حضرتها و أقترض من السماء "سر السعادة " و أدسه فيه على ايقاع تلك الأنفاس "النورانية " ؛ أُعَرف نفسي على نفسي و أقفل صدري على أشعارك لحظاتى المسروقة باتت "قانونية " ! و مسالكى للهناء لم تعد أمنية " . " بالله عليك قُل لي مَن يلقاكَ دون أن يُرَتب قلبه كما يليق بتعاليم البَهجة ؟! ومَن يراكَ و لا ينفض عن كاهله كل سنينه المُتعَبة ؟ ومَن يَلفه غرامك دون أن تتآكل صحته دون أن يعلم ؟ ياسيدى خراب أنت للمنطق ! فأى منطق يُفَسر وجودك هو في الحقيقة بدون منطق . و أى بؤس هذا الذى أغرقتُ فيه نفسي بقربي منك " ؟! " يا أيها "المجنون " المُلَقب رجلاً هل لي إخبارك أن الجاذبية لا تستقيم من دونك ؟! و أن جريمة الحب لا تترك أثرها المؤلم بقلبي كلما ارتسمت على ملامحي هيئتك و أنت تحتضن "صوتى " بأعلى الأفق ؟! مجنوني الصادق يا نهمي الذى لا يرتوى يا من تَربت على كَتف الزمن كى يهدأ و يمضى ! ليتك تعلم أنك كَون ؛ ترتاح على كَتفه النجمات ليتك تعلم أن بسمتك إنتصار للفَرح وأن الجميع يركض وراءك لكى تضحك الجميع يشتاق لمُعانقة الطبيعة سيدى".