جود نيوز الكندية

تعليم مصر في خبر ”كان”

-

لا شك أن التعليم والصحة هما عماد أي وطن، والأوطان التي لا تفكر جيدا هي من تعتقد تلك إنها من الثانويات بل حتى لو اقتنعت بأهميتها فإنها لا تطبقها بالطريقة التي تستفاد منها مثلما يستفاد منها العالم كله.

ولنا في ذلك أمثلة كثر، أهمها ما حدث هذا العام من مظاهر مصورة فيديو لطلاب عقب انتهاءا امتحانات الشهادة الإعدادية يقومون بتكسير "الديسكات" التي يجلسون عليها والأبواب الخاصة بالفصول ويخلعون المراوح أو يقومون بثني أجنحتها. مظاهر بالنسبة اليّ مفزعة معبرة عن أكثر من شيء:

أولا: مدى الكراهية الشديدة لهؤلاء الطلاب للمدارس الحكومية، فنحن لا نرى مثل تلك المشاهد في المدارس الخاصة أو الدولية، وهو على المدرس دور في تنمية الانتماء لحب المدرسة وأثاثها والحفاظ عليها.

ثانيا: عدم الانتماء للوطن، فطالب الإعدادية في أخر يوم مدرسة عندما يقوم بذلك التصرف يقوم في ذاته لست متضررا من ذلك فلن اجلس في تلك المدرسة بعد الآن، "ده فلوس الحكومة" يبقوا يشتروا غيرها، "كسر يا عم ولا يهمك.. هو احنا دافعين حاجة من جيبنا" و غيرها من الأفكار التي تراود ذهنهم مع انه في حقيقة الأمر "ايوة .. هما دافعين ده من جيبهم"، فتلك أموال الضرائب، غير التبرعات من أولياء الأمور من "لحم الحي".

ثالثا: التفكير الأناني المرتكز على الذات، فهذا الطالب الذي يفعل ذلك عندما ينتقل للمرحلة الثانوية - إن كان سيذهب للمدرسة من الأساس- سيكون غير راضيا عن مستوى "الديسكات" والأبواب والأثاث المدرسي، وهو هنا يعاير ذات الأمر بمعيارين وان نتج عن شيء فانه ينتج عن عدم التأهيل المدرسي لحب الوطن والانتماء له ولمدرسته التي تمثل "مجتمعه الأصغر".

رابعا: الإحساس بالسجن أو القيد، هذا الطالب المخرب يشعر خلال العام الدراسي انه في سجن كبير اسمه "المدرسة" ويوم خلاصه والإفراج عنه هو أخر يوم امتحانات ويا حبذا لو كان أخر يوم امتحانات في مرحلة دراسية، يشعر بالحرية او كما يقولون "هم وانزاح" مع إن العلم لا ينتهي، ولكن أسلوب التدريس والمناهج الدراسية وطريقة تدريسها على الطريقة القديمة والبدائية فشلت في أن تحبب هؤلاء الطلاب في المدرسة والدراسة، رغم تغير المناهج والوعود الوزارية بالتطوير إلا أن كل ذلك يذهب هباء.

الحل يكمن في تغيير طريقة التدريس التقليدية، ألا يكون الذهاب إلى المدرسة إجباريا بل اختياريا، إلا يكون جدول المدرس مزدحما، أن يكون راتب المدرس غالبا، أن تدخل التكنولوجيا إلى المناهج التعليمية بطريقة صحيحة، وليس استلام تابلت فقط.