جود نيوز الكندية

نورا فينسنت.. الكاتبة التي قررت أن تعيش كرجل

-

(Norah Vincent) كاتبة وصحفية أمريكية لم تكن تبحث عن الإثارة أو الشهرة بل عن الحقيقة. كانت ترى أن المجتمع يعامل الرجال بشكل مميز ويمنحهم امتيازات على حساب النساء. أرادت أن تُثبت أن حياة الرجل أسهل فقررت أن تتنكر على هيئة رجل وتخوض التجربة بنفسها. القرار الجريء: التحول إلى " نيد "

في بداية الألفينات قررت نورا أن تنفذ مشروعاً صحفياً غير مسبوق. تحولت إلى رجل يُدعى "نيد " (Ned) عبر تقنيات مكياج احترافية وتعلمت كيف تمشي، تتكلم، وتتصرف كرجل. استعانت بمدرب صوت وارتدت صدريات ضاغطة وحلاقة قصيرة وحتى عدسات ذكورية.

الهدف؟ أن تعيش كأنها رجل حقيقي لمدة 18 شهر لتكتب بعدها عن تجربتها في كتاب بعنوان "Self-Made Man”. الانغماس في عالم الرجال.

خلال تلك الفترة خاضت نورا مجموعة من التجارب:

انضمت إلى فريق بولينغ للرجال:

أرادت أن ترى كيف يتعامل الرجال مع بعضهم في بيئة تنافسية ووجدت أن هناك الكثير من العدوان المكبوت والضغوط لإثبات الذات وقليل جداً من التعبير عن المشاعر.

عملت في وظائف مختلفة كـ"ذكر" :

من مندوب مبيعات إلى عامل يدوي لتكتشف كم التوقعات الضخمة من الرجال في العمل وكيف يُنتظر منهم دائماً أن يكونوا الأقوى والأكفأ دون أعذار.

دخلت عالم المواعدة كــ"رجل" :

واجهت رفضاً قاسياً من النساء وشعرت بالإهانة والاحتقار في مواقف متعددة رغم أنها كانت تتوقع ترحيباً أكبر. أدركت أن الكثير من الرجال يمرون بتجارب عاطفية قاسية ومؤلمة ولكن لا يُسمح لهم بالحديث عنها.

زارت الأديرة والمجموعات الروحية للرجال فقط:

في محاولة لفهم أعماقهم النفسية صُدمت بكم المعاناة والصمت الذي يعيشه الرجال وحاجتهم للدعم النفسي والعاطفي دون أن يجدوا مكاناً مناسباً لذلك.

النتيجة: الانهيار النفسي: بعد انتهاء التجربة لم تعد نورا كما كانت. أصيبت باكتئاب حاد وشعرت أنها لا تستطيع العودة إلى حياتها الطبيعية بسهولة. دخلت مستشفى نفسيًا لتلقي العلاج حيث وصفت التجربة بأنها مُد*مّرة عاطفياً.

قالت في مقابلة تلفزيونية: لم أكن أعلم أن حياة الرجال بهذا القدر من الألم. كنت أظنها مليئة بالامتيازات. لكن ما رأيته كان وحدة، ضغطاً نفسياً هائلاً وكبت دائم "

الكتاب والرسالة:

أصدرت نورا كتابها الشهير Self-Made Man " : One Woman’s Year Disguised as a Man " الذي لاقى اهتمام واسع حول العالم . في الكتاب لم تُهاجم الرجال بل دافعت عنهم وكشفت النقاب عن معاناتهم اليومية التي لا تُرى ولا تُسمع.

وفي 2022 توفيت نورا فينسنت بعد صراع طويل مع الاكتئاب. وفاتها كانت صدمة للعديد من القراء والمهتمين بقضايا النوع الاجتماعي وأصبحت قصتها مرجع إنساني واجتماعي لفهم تعقيدات الحياة النفسية بين الجنسين.

قصة نورا فينسنت ليست مجرد تجربة صحفية بل صرخة من الأعماق تقول: " لا تظن أن ما لا يظهر لا يؤلم. فخلف قناع الرجولة هناك قلوب تنزف بصمت "