جود نيوز الكندية

الرجل الذي جعل من الــــ ”ايمبوسيبول” ”آي بوسيبول”!!

-

لا أعلم سر الحملة الممنهجة على السيد كامل الوزير المحترم، المجتهد، المتفاني، المخلص... للرئيس!!

الرجل الذي أتى في وقت حساس وظروف طارئة ومرحلة حرجة يمر بها الوطن حتى تخرج مصر من عنق الزجاجة على يد أمثاله من أبناءها المخلصين..

صحيح الكلام ده مكرر وبنسمعه بقالنا سبعة عقود وأكثر، بس وماله! التكرار بيعلم الشطار، والمشكلة تكمن في عنق الزجاجة.. ضيق.. ضيق أوي وكابس على أنفاس المصريين، وأصبح مرشح في أي لحظة للانفجار بسبب تصرفاتنا وممارساتنا احنا كشعب، أو من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا..

إنما سيادة اللواء!! عفوا سيادة الفريق اللي استأذنه سيادة الرئيس يرقيه، وهو بكل خجل وتواضع قبل الترقية ..

ده راجل مقاتل لم ولن يترك ميدان المعركة، حتى لو كانت وجهة نظر ملايين فيه أنه فشل في مهمته أو أهمل، أو صرف مليارات الدولارات على طرق وإنشاءات لزوم اللقطة والشو، لكنها تفتقر لأدنى معايير الجودة والسلامة المرورية والصيانة والتشغيل والخدمات والإضاءة والإسعافات والنظام الصارم في تحليل المخدرات وخلافه..

كل دي اتهامات لا تصدر إلا من أهل الشر وينساق إليها العوام، وعلى الجميع الاعتذار لهذا الرجل، سواء من آلاف الضحايا على الطرق منذ استلامه المهمة، أو حتى ممن حالفهم الحظ ولسه عايشين بأعجوبة لحد دلوقتي في انتظار دورهم في حادثة جديدة قضاء وقدر أو غباء منهم أو من الآخرين..

فلنعتذر جميعا لسيادة الفريق الذي لا يكف عن تذكيرنا بأنه مقاتل.. مقاتل يا اخوانا..يعني مش سياسي بتاع الكلام مثلما قال سيادة الرئيس سابقا..

ولا مجال للحديث الآن عن أن الوزارة هي منصب سياسي، والوزير موظف حكومي يصيب ويخطئ، يُحاسب ويُسائل بل ويُحاكم .. يُقال أو يستقيل.. مش مطلوب منه يبقى قائد عسكري قاعد يدي في أوامر، لكنه مسئول سياسي عنده مهارات التواصل والتحاور، ويحترم التخصصات، ويشتغل بالمبدأ السياسي وهو فن الممكن، ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب..

لا يا عزيزي.. نحن أمام مقاتل يا اخوانا ، والمنصب ده ثكنة عسكرية بالنسبة له ، والدبابير اللي على أكتافه هي أوراق اعتماده، ودليل كفاءته وعبقريته ولو مش مصدقين روحوا اسألوا أساتذته في الكلية العسكرية .. مش مهم أنهم اكيد دلوقتي في القبور، اسألوهم وخلاص، أو انتظروا دوركم على الدائري، ساعتها هتروحوا تسألوهم بكل سهولة ..

ويعملكم ايه الراجل اكتر من أنه قطع سفريته ورجع ..واستقطع من شيفت وزارة الصناعة اللي في رقبته هو برضه ، بعد ما قطع وعد أمام الشاشات ، إن مصر هتصنَّع الدولار ، وراح بنفسه لموقع الحادث..

صحيح هو سم بدننا بكلامه، وصب بنزين على نار الغضب والحزن على ضحايا لقمة العيش، وظهر كشخص مستفز، معزول عن الواقع، متفرغ للتبرير القمئ والانسلاخ الكامل من اي شعور بالمسئولية، ومقالش كلمة توحد ربنا فيها ريحة اعتذار أو أسف أو شعور بحجم الألم اللي بيعتصر قلوب أهالي الضحايا ولو من ورا قلبه .. بس رفقا بالرجل والضغوط اللي عليه يا جماعة.. هو أكيد انسان وبيحس وعنده مشاعر مرهفة، وبيبكي زينا، والريس بنفسه قدم الدليل لما حلف وقال له وحياة دموعك يا كامل..

اخيرا.. حكموا عقلكم يا جماعة.. وراقبوا ضمائركم قبل ما يقع المحظور والفارس النبيل ده يزهق مننا ويترجل من فوق حصانه، ويسيب الوزارة بجد.. ارحموا الوطن من المصير المجهول، من فقر ومرض وحوادث وغلاء وتضخم وانهيار لقيمة العملة والعياذ بالله، لو لا قدر الله استجاب كل مقاتل للضغوط، وقرروا يتخلوا عننا في تلك المرحلة الحرجة، ويفسحوا المجال للخبراء والمتخصصين والعقول المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية تحكم البلد .. رددوا ورايا لو سمحتم ..فال الله ولا فالك يا شيخ