جود نيوز الكندية

معا لإلغاء وزارة ”التربية والتعليم”

-

الكلام والانتقادات والمقترحات لوزارة التربية والتعليم في مصر لا تحتاج إلى مقال بل إلى كتب عدة، فمنذ أن تكلف د. محمد عبد اللطيف بالوزارة وهي من سيء إلى أسوء.

ولعدم الظلم فالوزارة انخلعت من أكتافها "التربية" فلم تعد تركز عليها ولم تعد من اهتماماتها وذلك منذ عقود وليس في عهد الوزير الحالي، ولكنها حفظا لماء الوجه لم تستطع حذف "التربية" من اسمها ربما على امل أن تعيد التربية لاهتماماتها او ربما خشية الاعتراف بالحقيقة وأنها لا تركز على "التربية" في الوقت الراهن.

فلأول مرة نرى كمية الكراهية من المنظومة حيث عبر الطلاب عن كرههم وبغضتهم عن نظام لا يعبر عنهم، وهو أن يدمروا المقاعد والديسكات ويخلعون الأبواب، يهدمون المنظومة في صورة أثاثها، يعبرون عن غضبهم الذي لا يسمعه أحد، فهم جيل مختلف يرى أنه لابد أن يتعلم بشكل مختلف، ولا أقول ذلك تعاطفا معهم فالعنف والهدم والتدمير لأصول الدولة وإهدار المال العام شيء غير مقبول ولا يوافق عليه أحد.

هذا من جهة الجزء الأول من اسمها، من جهة الجزء الأخر وهو "التعليم" فأي تعليم هذا لا يكافئ المراقبين الذين يمنعون الغش، أي تعليم هذا يسمح بالغش، فحتى وسائل الغش قد تطورت وتغيرت ومازالت الوزارة في جمودها سواء في موادها أو نظام التدريس أو حتى طرق الامتحانات أو مواجهة الغش، فالغش اصبح الآن بالسماعات الدقيقة داخل الأذن، أفيعقل أن الوزارة لم يخطر ببالها أن تقدم طلبا إلى الداخلية للدفع بعربيات التشويش على شبكات المحمول، فتمنع الغش الإلكتروني، وأفيعقل انك تستطيع منع المراقب من استخدام المحمول ولا تستطيع أن تمنعه من الطالب؟!

أما من الجهة الأخرى وهو العودة لعهود وعصور عفا عليها الزمن فموضوع "الكتاتيب" في المساجد، وهو امر مستهجن إلى اقصى حد، وللأسف يتم تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، والأمر من ذلك هو أن وزير الأوقاف سينقل المنهج شخصيا للبابا تواضروس لتعليمه لأطفال الكنيسة، حتى التعليم المسيحي يتدخلون بأنوفهم فيه ليفسدوه.

ما لا يخفى على الجميع للأسف أن مصر ترسي قواعد الدولة الدينية، نسير في نفس الطريق الذي دمر بلاد حولنا؟؟ وما دخل وزير الأوقاف بما يدرس لأطفال مصر؟! أين وزاره التربية والتعليم؟! ... أين البرمجة؟ أين الذكاء الاصطناعي؟

إن أردنا فصل الدين عن الدولة لتحقيق الدولة المدنية، فأول خطوة هي فصل الدين عن التعليم، وإلا فالقادم مرعب.