جود نيوز الكندية

هل لطفي لبيب وزياد رحباني دخلوا الجنة؟؟!

-

الأسطوانة المشروخة التي تدور بعد موت كل فنان، البحث المضني عن دينه، حمى وهستيريا وجدل حتى يمنحه تنابلة الفيسبوك الرحمة، هل نقول الله يرحمه أم لا؟؟!، عندما مات إبراهيم نصر صاحب أجمل برنامج "كاميرا خفية" في تاريخ الإعلام العربي، بعد الترحم عليه سرب البعض أنه مسيحي!!

تراجع البعض عن الترحم، وسحبوا منه باسبور الجنة، تتكرر الآن مع نجمين الأول مصري والثاني لبناني، الأول الفنان لطفي لبيب، الذي كان حلم حياته أن يخرج الفيلم الذي كتبه عن حرب أكتوبر ومشاركته فيها إلى النور، هذا الرجل الذي حارب من أجل مصر يأتي شوية عيال مخابيل لم يخلعوا البامبرز بعد، لينصبوا من أنفسهم آلهة تمنح وتمنع، وعندما اكتشفوا أنه مسيحي قرروا تهديد كل من يطلب له الرحمة بأن الرحمة مقصورة "اكسكلوسيف" على المسلمين، أي أن من حارب من أجل الوطن سيدخل جهنم ومن سجد لله شكراً على هزيمته سيدخل الجنة!، لأن الأول صادف أن أبوه كان يسمى لبيب وولد مسيحياً!! لطفي لبيب الذي أمتعنا بفنه ومنحنا البهجة، جرده الصعاليك من رتبة المؤمن الذي يستحق الجنة مثلما يجرد الباشوات من رتبة الباشوية!

أما الثاني الذي لحن أجمل الألحان في نصف قرن الماضي، زياد الرحباني وطور الموسيقى الشرقية بل أحدث ثورة فيها على كافة المستويات، هو ابن الأيقونة فيروز والعبقري عاصي الرحباني، مارس كتابة الشعر وهو ابن الثالثة عشر وكتب ولحن للمسرح، وغنت له فيروز وغيرها، طاقة عبقرية اجتمعت لبنان بكل طوائفها في جنازته، لكن في مصر التي أصيب وعيها الجمعي بفيروس السلفية الوهابية بعد أن تخلص منه من اخترعوها ، رفضت بإباء وشمم وأصرت على الدعبسه واللغوصة في ديانة زياد، وكانت الطامة الكبرى أنه مسيحي، بينما كان اللبنانيون ينتحبون ويغنون برقي على ألحانه في الكنيسة، كان المصريون يتشنجون على صفحات السوشيال ميديا، ويتوقعون الشوي والقلي لزياد، لأنه لا ينتمي للفرقة الناجية وخير أمة !!

السؤال ماذا حدث لعقل مصر؟ ما كل هذا الجنون؟ وهل ستستمر تلك الضلالات والهلاوس كثيراً؟؟