العثور على 41 قبراً لأطفال السكان الأصليين في مدرسة داخلية سابقة في بريتش كولومبيا

أعلنت أمة الشيشاله للسكان الأصليين في مدينة سيشيلت بمقاطعة بريتيش كولومبيا، عن اكتشاف 41 قبراً إضافياً غير مميز في محيط موقع مدرسة سانت أوغستين الداخلية السابقة، وذلك بعد تحقيق استمر 18 شهراً باستخدام أجهزة رادار لاختراق التربة.
وقالت الأمة في بيانها الصادر مؤخرا إن هذا الاكتشاف يرفع عدد القبور المشتبه بوجودها في الموقع إلى 81 قبراً، بعد أن كانت قد كشفت في عام 2023 عن العثور على نحو 40 قبراً أولياً.
وأكدت الرئيسة لينورا جو في كلمة مصورة أن هذه النتائج جاءت استناداً إلى روايات الناجين وشهادات الشيوخ والأسر، مضيفة: “اليوم هو يوم حزن وخسارة لمجتمعنا وعائلاتنا. لقد حمل الناجون هذه الحقائق والآلام بصبر وقوة لسنوات طويلة”.
وعقب الإعلان، أعلنت الجمعية التشريعية في بريتيش كولومبيا أن العلم الكندي سيُنكس حتى غروب شمس الاحد، تكريماً لأمة الشيشاله والناجين والعائلات المتأثرة بمآسي المدرسة السابقة.
وكانت أمة الشيشاله قد أعلنت في أبريل 2023 العثور على نحو 40 موقعاً لقبور غير مميزة، لكنها حذرت آنذاك من أن الاعتماد على بيانات الرادار فقط قد يكون غير دقيق بسبب موقع المدرسة في قلب مدينة سيشيلت وما تعرض له من تغييرات عمرانية عبر السنين.
وأشارت الرئيسة جو في بيانها الجديد إلى أن الأطفال المنتمين لمجتمعها، إضافة إلى أطفال من 53 أمة أخرى من أقاصي ساسكاتشوان، كانوا قد التحقوا بالمدرسة الداخلية، مؤكدة أن الأمة فضلت عدم تقديم مقابلات إعلامية لإعطاء المجتمع “مساحة وخصوصية” للتعامل مع وقع هذه النتائج.
وأضافت: “نحن لا نتحمل مسؤولية هذا الألم، فقد فُرض علينا، لكننا نتحمل مسؤولية شفائنا ورسالتنا ومستقبلنا”.
وتعود هذه التطورات إلى سلسلة من الاكتشافات المماثلة في مقاطعات كندية عدة، بعد أن أعلنت أمة تكاملوبس تي سكويبيمك في مدينة كاملوبس عام 2021 عن رصد أكثر من 200 قبر محتمل في موقع مدرسة داخلية أخرى.
وتقول الرئيسة جو إن النتائج الأخيرة لم تفاجئ المجتمع، إذ لطالما أكد الناجون أن المدرسة لم تكن مكاناً للتعليم، بل موقعاً اختُطف إليه الأطفال. وأضافت: “لم نكن بحاجة إلى أجهزة الرادار لإثبات ما حدث، فقد كانت لدينا دائماً أدلة كافية لمعرفة الحقيقة”.
وبحسب المركز الوطني للحقيقة والمصالحة بجامعة مانيتوبا، فإن مدرسة سانت أوغستين شُيدت عام 1904 وأُديرت من قبل الكنيسة الكاثوليكية بتمويل حكومي حتى إغلاقها عام 1975.
وقد احترق المبنى الأول عام 1917، ثم شُيد مبنى جديد عام 1922 قبل أن يدمره حريق آخر عام 1975 بعد أشهر من إغلاق المدرسة.
ووثق المركز احتجاجات أهالي الطلاب عام 1923 على سوء التغذية وضعف التعليم والعقوبات القاسية، ما دفعهم إلى سحب أبنائهم من المدرسة. كما تحدث ناجون عن اختفاء أطفال أُخذوا ليلاً إلى الغابات المحيطة على يد الموظفين ولم يعودوا مطلقاً.