جود نيوز الكندية

ما حقيقة قبول جنوب السودان بخطة ترحيل الغزيين إليه؟

-

تسود حالة من الجدل الأوساط السياسية والإعلامية في جنوب السودان إثر تقارير إعلامية تحدثت عن تفاهم محتمل مع إسرائيل لترحيل فلسطينيين من قطاع غزة إلى جوبا، وبينما سارعت وزارة الخارجية إلى نفي هذه الأنباء جملة وتفصيلا ووصفتها بأنها "عارية تماما من الصحة"، لا تزال التساؤلات تتزايد حول طبيعة الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

ويأتي نفي جوبا ردا على تقارير افادت بأن إسرائيل تجري مفاوضات مع 5 دول، من بينها جنوب السودان، لاستقبال نازحين من قطاع غزة في إطار ما تُسميها "الهجرة الطوعية".

وتعزز هذه التقارير الشكوك القائمة بعد الزيارة الغامضة لوزير خارجية جنوب السودان منداي سيمايا كومبا إلى تل أبيب، والتي تلتها زيارة شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى جوبا، وقد أعادت هذه التحركات إلى الأذهان طريقة تعامل الحكومة مع ملف ترحيل مجرمين من الولايات المتحدة قبل أشهر

وأثارت هذه التطورات جدلا واسعا في البلاد، خاصة وأنها جاءت عقب زيارة هاسكل غير المعلنة إلى جوبا، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين.

رغم أهمية الزيارة، فإن غياب الإفصاح عن تفاصيل المذكرة الموقعة قد أثار حفيظة مراقبين ونشطاء اعتبروا هذا الغموض محركا أساسيا للتكهنات حول ما إذا كانت تتصل بملف بهذا الحجم من الحساسية.

وفي محاولة لتبديد الشكوك، سارعت المسؤولة الإسرائيلية إلى نفي تلك التقارير بعد موجة غضب عمت وسائل التواصل الاجتماعي في جنوب السودان ضد الخطة المزعومة.

وقالت في تصريحات للصحفيين بجوبا إن هذا الموضوع "لم يكن مطروحا على جدول أعمال زيارتنا، ولم تجرِ أي محادثات حوله بين وزارتنا ومسؤولين في حكومة جنوب السودان".

ولا يستبعد مراقبون صحة التقارير التي تحدثت عن خطة لترحيل فلسطينيين إلى جوبا، معتبرين أن الحكومة قد تسعى من وراء ذلك للحصول على مساعدات مالية ورفع العقوبات المفروضة عليها، كما يرون أنها تحاول من خلال هذه التفاهمات إدارة أزمتها مع المعارضة، والبحث عن شرعية انتخابية خلال المرحلة المقبلة، في مسعى للخروج من حالة العزلة والجمود والتيه الاقتصادي الذي تعانيه البلاد.

وترى إسرائيل في جنوب السودان شريكا إستراتيجيا لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، مستغلة موقعه الحيوي وحاجته للدعم. في وقت تنظر فيه جوبا إلى تل أبيب كبوابة آمنة للعبور إلى واشنطن، مما يجعلها أكثر انفتاحا لقبول ربط المساعدات بملف ترحيل الفلسطينيين، خاصة في ظل ضعفها السياسي والدبلوماسي ومحدودية خياراتها في الوقت الحالي