دردشة…بالعربي الفصيح:
أنا حمار...

حمارٌ نشأ بين أحصنة، وحصانٌ نشأ بين حمير، وقد وُضعا مؤخرًا في حظيرة واحدة.
الحمار: يا أخي... يا حصان...
الحصان: (ينظر حوله)
الحمار: أنت... أنتَ!
الحصان: أنا؟!
الحمار: نعم أنتَ! و هل يوجد هنا في الحظيرة غيرنا؟!
الحصان: (يضحك) و هل أنا حصان؟! العتبُ على البصر... أنا لستُ حصانًا!
الحمار: كيف لستَ حصانًا؟!
الحصان: كما ترى... أنا حمار!
الحمار: هههه... دمُكَ خفيفٌ حقًا.
الحصان: هذه ليست مزحة... أنا حمارٌ مثلُكَ تمامًا!
الحمار: لا، احترم نفسكَ...حمارٌ مثلي؟! ألا تراني جيدًا؟!
الحصان: بلى، أراكَ.
الحمار: وماذا ترى؟
الحصان: أرى حمارًا!
الحمار: إذًا أنتَ حصانٌ أعمى بحق... أكلُّ هذا (يشير الى نفسه) وتدعوني حماراً؟!
الحصان: أيُّ كل هذا؟... أنا لا أرى أمامي إلا حمارًا! و"حصاوي" أيضًا!
الحمار: لا، اعذرني... بل أنتَ هو الحمار!
الحصان: هذا ما أقوله لكَ منذ الصباح... وأنتَ حمارٌ أحمق لا تفهم!
الحمار: أنتَ حمارٌ لأنكَ تظنُّني حمارًا!
الحصان: إذًا ماذا تكون؟!
الحمار: أنا حصانٌ مثلُكَ أيها الحمار!
الحصان: هههههههههه... تصر انني حصانٌ وتدعوني حماراً في نفس الوقت! فكيف هذا؟!
الحمار: لأنك تراني حمارًا! فكيف تريدُني أن أدعوك؟!
الحصان: ولكنكَ حمار بالفعل!
الحمار: بل أنتَ هو الحمار!
الحصان: (يستفهم) معذرة... هل أنت الآن تناديني أم تسبني؟
الحمار: أسبك!
الحصان: لا، احفظ حدودك... أنا حمارٌ فعلاً... ولكنني لستُ بحمارٍ يا حمار!
الحمار: يا بني أنتَ حصانٌ... حصانٌ! لستَ حمارًا!
يدخل سائسُ العربة إلى الحظيرة...
السائس: (يتساءل بصوت عالي) أين الحصان؟! ها هو ذا. (يمسك الحصان)
الحصان: أنا حمارٌ يا عم! سلامةُ البصر! ما بال عيونكم في هذه الحظيرة؟!
السائس: من قال إنكَ حمار؟ أنتَ حصان!
الحصان: (مصدومًا) حصانٌ؟! لا، أنا حمار!
الحمار: (للسائس) دعكَ منه وخذني أنا...
السائس: (للحمار) ولكنكَ حمار!
الحصان: (للحمار) أرأيتَ؟! هل صدقتَ أنكَ حمار؟!
الحمار: (مصدومًا) هذا مستحيل يا قوم! أنا حصان حصان!
يغادر السائسُ الحظيرةَ دون أن يأخذ أيا منهما.
الحصان: أين ذهبَ الرجلُ؟!
الحمار: دعكَ منه... لقد كانَ هو أيضًا حمارًا...ولا يعرفُ من نحن!
خارج الحظيرة
زميل السائس: (للسائس) ماذا؟ لما لم تُخرِج الحصانَ؟!
السائس: وأين هو الحصان؟! لم أجدْ غيرَ زوجٍ من الحمير! واحدٌ حمارٌ لأنه لا يعلمُ أنه ليس حمارًا، والآخرُ حمارٌ لأنه لا يعلمُ أنه حمار!