جود نيوز الكندية

تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب

-

تشارلي كيرك كان شابًا مؤمنًا بالمسيح، لامع الفكر، قوي الحجة، ومحاورًا من الطراز الأول. حمل همّ الشباب الجامعي، فناقش قضايا العصر مثل المثلية، والعنصرية، والإيمان المسيحي بجرأة نادرة. لم يخشَ مواجهة التيارات الفكرية السائدة، بل أضاء بنور الحق وسط الظلام. أبغضه الليبراليون واليساريون.

وبينما كان في لقاء مع طلاب الجامعة، امتدت يد الغدر إليه وأُطلق عليه النار. لكنه لم يُهزم، بل خلد اسمه إلى الأبد كشهيد للكلمة وحرية الراي والتعبير و"فرج فودة" الغرب، مضى ولكن بقي صوته شاهدًا أن الرأي والفكر لا يُسكت. وان كان لابد من محاربة الفكر فيكون بالفكر وليس بالقتل والاغتيال.

لن أخفيكم سرا، لقد كانت المرة الأولى التي اسمع بها عن "تشارلي كيرك" ليس لأنه مؤثر غير معروف ولكنى لا اهتم بمتابعة المؤثرين الغربيين، وهو امر اندم عليه اشد الندم الآن. فحينما علمت بحادث الاغتيال أثارني الفضول لمعرفة من هذا الشخص ولماذا قتل من اجل الكلمة ومن اجل حرية التعبير، فسمعت له عدد من الفيديوهات لأجد إنسانا مثقفا مؤثرا بالفعل في ملايين المتابعين له سواء في الواقع الافتراضي أو في الندوات و اللقاءات الحية، وان له فكر وآراء تختلف معه أو تتفق ولكنه دوما عندما يعرض أفكاره تشعر بإيمانه بتلك الأفكار، وهو لأمر هام للغاية أن تؤمن بما تقول، وليس أن تردد مثل الببغاوات كلاما من اجل أن تركب "الترند" أو تحصل على مشاهدات أو تثير الجدل أو الراي العام، لم يفعل تشارلى ذلك فقد كان مقتنعا بأفكاره للغاية و يظهر ذلك من نبرة صوته وحركات الجسد وطريقة التفكير و العرض الشيق.

عندما قرات سيرته الذاتية وجدت انه ولد عام 1993، في شيكاغو، صعد بسرعة كوجه بارز لليمين المحافظ بعد تأسيسه منظمة "Turning Point USA". اعتمد على استقطاب طلاب الجامعات وبناء خطاب معادٍ لليسار الثقافي. شخصيته المثيرة للجدل جعلته هدفا للنقد والاحتجاجات منذ سنوات. يتابعه أكثر من ٥ مليون علي منصة اكس و 7 مليون على الفيسبوك

أيديولوجيًا، يراه الأغلبية انه يمثل كيرك المزج بين القومية الأميركية والمرجعية المسيحية المحافظة. هو من أشد معارضي التعليم الليبرالي، وركّز على الهجوم ضد "اليسار الأكاديمي" و"النخب الإعلامية". يرى أن مهمة جيله إعادة تعريف الهوية الأميركية وفق قيم يمينية صارمة.

من أفكاره الأساسية التشديد على الاقتصاد الحر، ورفض سياسات المناخ، والترويج لقيم الأسرة التقليدية. يعارض ما يسميه "التطرف في قضايا الجندر والعرق". ويعتبر أن الجامعات الأميركية أصبحت خاضعة لهيمنة يسارية تهدد المجتمع.

خصومه كثيرون، بدءًا من الحركات الطلابية التقدمية التي تتهمه بإذكاء العنصرية، وصولًا إلى وسائل إعلام ليبرالية تنتقد خطابه كوقود للاستقطاب. كثير من الأساتذة الجامعيين وضعوه ضمن "قوائم الخطر" على المناخ الأكاديمي. وحتى بعض الجمهوريين التقليديين يتحفظون على نبرته الحادة.

بعد اغتياله، ترددت عبارة قالها أمام أنصاره: "لن تُسكتني رصاصة". هذه الكلمات تحولت بسرعة إلى هاشتاج انتشر على تويتر وفيسبوك. وأعاد المحافظون نشرها كدليل على أن كيرك أصبح رمزا للصمود.

كذلك الكونجرس الأمريكي وقف دقيقة صمت بعد الحادث. زعماء من الحزبين أعربوا عن إدانتهم للعنف السياسي. لكن البيانات نفسها كشفت انقسامًا في تفسير الحدث: الديمقراطيون ربطوه بتطرف الخطاب المحافظ، والجمهوريون قدّموه كدليل على غياب الأمن.

هذا الحادث الأثيم يصور لنا كيف اقتحمت الاغتيالات الفكرية الغرب مثلما يحدث عندنا في الشرق الأوسط والأمثلة كثر: ولكن الأهم والأشهر حادثة اغتيال المفكر المصري فرج فودة على يد الجماعات الإرهابية. فالإرهاب واحد رغم اختلاف اللغة والأرض، ووسيلته واحدة وهي القتل والاغتيال، وهدفه واحد وهو الإقصاء وكتم الآراء التي لا تتفق معه.