جود نيوز الكندية

ماركو ماريولينى.. صيّاد المصابات بفقدان الشهية

-

في إيطاليا أواخر القرن العشرين، كان هناك رجل اسمه ماركو ماريوليني، بدا في أعين الآخرين شخصًا عاديًا، لكنه كان يخفي هوسًا مرضيًا جعل اسمه محفورًا في صفحات الجرائم الأكثر رعبًا.

أطلقوا عليه لاحقًا لقب "صيّاد المصابات بفقدان الشهية"، لأنه لم يكن يبحث عن الجمال أو الحب، بل كان يطارد النساء حتى يُنهكهن جوعًا، ويمتلكهن بجوعهن وضعفهن.

زوجته الأولى، لوتشيا، عاشت الكابوس الأول. تحت سيطرته، تحولت حياتها إلى رحلة مؤلمة من الحرمان، حتى انخفض وزنها إلى 33 كيلوجرامًا فقط. جسدها صار مجرد هيكل هش، ومع ذلك كان يراها "مثالية". لكن الحمل أنقذها، فاستجمعت شجاعتها وتركت الرجل الذي كان يحوّلها إلى شبح.

بعدها، ظهرت مونيكا كاليبي، الشابة التي لم تكن تدري أنها تدخل في شبكة عنكبوتية من السيطرة والإذلال. ماريوليني عاملها كدمية. أجبرها على تجويع نفسها، حرَمها من الطعام، ومع ذلك كان يجرها إلى المطاعم ليتلذذ بالأكل أمامها، فيما هي تنظر إليه بعيون يائسة.

وذات يوم، لم تحتمل الجوع. تسللت إلى مطبخ وأكلت طبقًا من النيوكي، طعام بسيط لكنه بالنسبة لها كان خلاصًا مؤقتًا. عندما اكتشف، لم يغفر. صفعها أمام الناس بلا رحمة، مؤكّدًا أن لا حدود لقسوته. وفي البيت كان أشد قسوة، يجبرها على الجلوس عارية على الأرض الباردة، ويضربها في بطنها إذا أكلت أكثر مما يسمح به، كأنها لم تكن إنسانة بل ملكية خاصة.

حين وصل الألم إلى أقصى مداه، حملت مونيكا مطرقة وحاولت إنهاء عذابه. لم تنجح. سلّمت نفسها، لكن بدلاً من أن تحميها السلطات، وُضعت تحت الإقامة الجبرية، بينما تركوا ماريوليني حرًّا يكتب كتابًا بعنوان "صيّاد المصابات بالأنوريكسيا"، وكأنه يفاخر بجريمته قبل وقوعها.

في عام 2001، تحققت نبوءته المرعبة. التقى مونيكا مرة أخرى، ومع كل غضب مكبوت، انهال عليها بطعنات وحشية — 22 طعنة قاتلة أنهت حياتها.

هذه الجريمة لم تصدم إيطاليا فقط، بل فضحت تقصير السلطات التي تجاهلت علامات الخطر الواضحة. ماريوليني أُدين بالقتل، لكنه بفضل تخفيف العقوبة خرج من السجن عام 2021، ليظل اسمه شاهدًا على حقيقة مرعبة: أن الوحوش قد ترتدي وجوهًا عادية، وتعيش بيننا بلا أن نشعر.