خدعة منزلية أم حقيقة علمية؟
تجميد الخبز ثم تحميصه قبل تناوله يخفض سكر الدم

انتشرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تدّعي أن تجميد الكربوهيدرات قبل تناولها، مثل الخبز أو الأرز أو المعكرونة، يجعلها أسهل في الهضم وأفضل لمستويات السكر في الدم. لكن، هل هذه الحيلة المنزلية فعلاً فعّالة؟ إليك ما يقوله العلم.
تداول بعض الأطباء والمختصين على تيك توك وإنستغرام فكرة أن شريحة الخبز بعد تجميدها تصبح "صحية عشر مرات أكثر"، وهو ادعاء وصفه خبراء التغذية بأنه مبالغ فيه.
ورغم ذلك، يشير الخبراء إلى أن هناك أساساً علمياً جزئياً وراء هذه الفكرة، إذ يمكن أن يساعد التجميد ثم إعادة التسخين على تقليل استجابة سكر الدم بعد الوجبة، بحسب ما نقل موقع فوكس نيوز.
وفقاً لدراسة نُشرت عام 2008 في مجلة European Journal of Clinical Nutrition، تمت مقارنة أربع طرق لتناول الخبز: طازج، ومجمّد، ومحمّص، ومجمّد ثم محمّص، وكانت النتيجة كانت لافتة: الخبز الذي جُمّد ثم حُمّص خفّض ارتفاع سكر الدم بنسبة 40% مقارنة بالخبز الطازج.
يُفسَّر هذا التأثير بظاهرة تحوّل جزء من النشويات إلى ما يُعرف بـ "النشا المقاوم" خلال عمليتَي التجميد والتسخين.
هذا النوع من النشا يقاوم الهضم في الأمعاء الدقيقة ويصل إلى القولون، حيث يتخمّر بواسطة بكتيريا الأمعاء المفيدة، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي وقد يقلّل من الالتهابات.
وينطبق المبدأ نفسه على الأرز والمعكرونة والبطاطا بعد طهيها ثم تبريدها وإعادة تسخينها، وفقًا لتقرير ناشيونال جيوغرافيك.
ومع ذلك، يحذّر الخبراء من تجميد الأطعمة الساخنة مباشرة، وينصحون بتركها تبرد أولًا وتخزينها في أوعية محكمة الإغلاق.
عاشت ماريا برانياس موريرا حياةً استثنائية امتدت 117 عاماً قبل وفاتها عام 2024، لكن إرثها الطبي لا يزال حياً. فقد أظهرت دراسة علمية حديثة أن السر وراء طول عمرها قد يكمن في تنوع ميكروبيوم أمعائها، الذي يشبه تنوعه لدى أشخاص أصغر منها بكثير.
توضح اختصاصية التغذية الكندية هيلين تيو أن التجميد قد يزيد من محتوى النشا المقاوم، لكنه ليس العامل الحاسم في التحكم بمستويات السكر.
وتضيف: "نوع الخبز، وحجم الحصة، وما يُؤكل معها أهم بكثير من طريقة التجميد".
وتشير إلى أن الخبز الكامل أو المخمّر مع البروتين والخضروات أكثر فائدة في ضبط سكر الدم من الخبز الأبيض، مهما كانت طريقة تخزينه.
يؤكد الخبراء أن تجميد الخبز لا يؤثر على الألياف أو البروتين أو الفيتامينات، لكنه يغيّر الملمس ويقلّل من الطزاجة.
وتلفت تيو إلى أن معظم الدراسات حول هذا الموضوع قصيرة المدى وتُجرى على أشخاص أصحاء.
وتختم قائلة: "لفهم ما إذا كانت هذه الطريقة مفيدة حقاً لمرضى السكري، نحتاج إلى دراسات أطول وأوسع تقيس مؤشرات مثل تحسّن حساسية الإنسولين أو انخفاض الحاجة للأدوية".

