جود نيوز الكندية

اللى تعوزه ”مصر” يحرم على ”غزة”

-

سمعنا جميعا عن اتفاقية السلام التي قامت على ارض مصر، ارض السلام والحضارة، ولكم كان فخرنا ببلدنا آنذاك وهي تحقق السلام بين إسرائيل وفلسطين وتقطع الذيول الأخيرة من حركة حماس.

كان ذلك شيء عظيم يوحى بالحماسة والقدرة المصرية على التعامل مع المعطيات بأساليب مخابراتية ودبلوماسية بارعة، إلى هنا والأمر كان يسير بسلام.

أما ما حدثنا به الرئيس السيسي عن مبادرة لإعادة إعمار غزة، هنا لنا كل حق "الاعتراض"، فكيف اعمر بيت جارى وبيتي انا خرب، كيف أطعم جاري ومازلت جائعا، كيف اشترى لجارى ما انا في حاجة اليه، كيف تتركوني أموت من المرض وتبتاع الدواء لهم، كيف، وكيف، وكيف.

مصر قدمت الكثير والكثير لشعب غزة، وهذا يكفي للغاية فمنذ عقود كثيرة ومصر تقدم المساعدات المالية والطبية واللوجستية لشعب فلسطين ولخدمة ما تسمى "القصية الفلسطينية". ولم يكن هناك أي عائدا أو فائدة على مصر، للدرجة التي استدرج بها الإخوان المصريين للدفاع عن القضية في وقت من الأوقات ومازالوا يلعبون على وتر "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" أو على وتر "انا وابن عمى على الغريب"، يلعبون على وتر "القومية العربية" وما إلى خلاف ذلك من المسميات التي تهدف إلى دعم القضية ولو على حساب مصر والمصريين، للدرجة التي رأينا فيها بعض المصريين في المظاهرات الداعمة للقضية يغنون "انا دمي فلسطيني".

فبدلا من التبرع لإعمار غزة، علينا أولا بناء المدارس الكافية لأطفالنا وتعيين المدرسين ليسدوا العجز، رفع رواتب الأطباء في محاولة للإبقاء عليهم داخل الوطن بدلا من هروبهم للخارج لان رواتب الداخل لا تكفي عيش حاف، تزويد المستشفيات بالأجهزة الطبية المتطورة، تخفيض أسعار السلع الغذائية والتموينية، تمويل الفنون وعلوم الثقافة.... الخ.

هناك العديد من الأنشطة والمهام الداخلية التي تحتاج إلى أموال المصريين، وعندما نكفي كل تلك الاحتياجات، وقتها ووقتها فقط، يمكن أن ننظر إلى إعمار غزة من جيوبنا، ولكن طالما مصر تحتاج إلى تبرعنا فاللى تعوزه "مصر" يحرم على غزة".