جود نيوز الكندية

ترامب: المسيحية تواجه أكبر تحديات الاضطهاد على مستوى العالم (2)

-

تحقيق: إيهاب أدونيا

على مر العصور و عانت الديانة المسيحية من الاضطهاد و التهجير والقتل على الهوية بدءا من اسطفانوس رئيس الشمامسة واول الشهداء مرورا بالعصر الذى يعرف بعصر الاستشهاد ايبان حكم الملك دقلديانوس و ما سبقه وما تلاه من حكام، وغيره كثير من العصور التى عانى فيه المسيحيون في كافة انحاء العالم من اضطهاد و نحن لسنا بصدد لسرد ما مضى من تاريخ لا ينسى مكتوب بدم الشهداء و لكننا سنتحدث عن تحديات الاضطهاد في العصر الحالى الذى نعيشه و الذى قد يتوقع القاريء انى اتحدث عن بعض الاحداث في الدول الاسلامية مثل افغانستان و ايران و لكن المفاجاة ان تلك الاحداص ايضا امتدت الى اوروبا و افريقيا بالكاد لا تخلو قارة من حالات الاضطهاد سواء الفردي او الجماعي بدءا بالتحجيم مرورا بالتهجير وانتهاءا بعمليات القتل على الهوية الدينية.

تمثال ديني مقطوع الرأس في الكاتدرائية بالمانيا

في كاتدرائية ترير، قُطع رأس تمثال لأحد رسل عصر النهضة وسُرق. أثارت هذه الحادثة تحقيقًا وقلقًا بشأن الحفاظ على التراث الديني.

بين مساء 30 أغسطس وظهر 31 أغسطس 2025، اقتحم مجهولون كاتدرائية ترير، وسرقوا بالقوة رأسًا حجريًا لتمثال رسول من عصر النهضة من درج المنبر. واكتشف أحد أمناء الكاتدرائية السرقة أثناء تفتيش روتيني. وكان الرأس المسروق، الذي يقارب حجم قبضة اليد، جزءًا من مجموعة أثرية عمرها قرون تُصوّر الرسل وهم يستمعون إلى يسوع، ويُعتبر عملاً لا يُعوض تاريخيًا وفنيًا.

أعرب رئيس كاتدرائية القديس ميخائيل يورغ بيترز عن قلقه العميق قائلاً: "إن الأمر لا يتعلق بالأضرار المادية فحسب، بل يتعلق أيضًا بخسارة قطعة فريدة ذات أهمية تاريخية".

رغم خطورة هذا العمل، لا تخطط الكاتدرائية لتركيب حواجز أمنية إضافية، مؤكدةً على دورها كمكان للإيمان لا كمتحف. كاميرات المراقبة منتشرة في مناطق مختارة، ويساعد المتطوعون في مراقبة الموقع. وأشار بيترز إلى أن أعمال التخريب في الكاتدرائية نادرة، وحثّ الجناة على إعادة الرأس المسروق.

وتقوم الشرطة بالتحقيق والبحث عن شهود، في حين تأمل الأبرشية في تكليف نحات حجري بإعادة إنشاء القطعة المفقودة في الأشهر المقبلة.

رجل مسلح بسكين يهاجم كنيستين ويعطل القداس

قام رجل يشتبه في أنه مدمن مخدرات مسلح بسكين الجيش السويسري بتدنيس كنيستين بالقرب من باريس، مما أثار رعب المصلين وقاوم الاعتقال.

في ١٦ أغسطس ٢٠٢٥، تعرضت كنيستان في سين سان دوني - سانت مارت في بانتان وسان إيف في لا كورنوف - للتخريب على يد رجل قيل إنه كان تحت تأثير الكوكايين. وُصف المهاجم بأنه حافي القدمين ويرتدي قبعة صفراء، وقام بقلب المقاعد وتحطيم التماثيل واللوحات الدينية، وتعطيل القداس.

هدد الشرطة بسكين، صارخًا: "اقتربوا، سأقتلكم!"، قبل أن تسيطر عليه فرقة مكافحة الجريمة بعد مواجهة متوترة. تشتبه السلطات في إصابته باضطراب نفسي، ويجري التحقيق لتحديد دوافعه. لم تُبلغ عن أي إصابات، لكن الحادثة أثارت قلقًا متجددًا بشأن سلامة أماكن العبادة في فرنسا.

شعارات معادية للمسيحية ورموز شيطانية على كنيسة في بيسارو

خلال عطلة نهاية الأسبوع في 27 يوليو، تم تشويه واجهة كنيسة مادالينا في بيسارو بعبارة "كنائس نظيفة، أناس صامتون"، إلى جانب نجمة خماسية، والتي تستخدم عادة كرمز شيطاني، ورسومات طلاء أسود تشبه الأجنة.

شهدت نهاية الأسبوع 27 يوليو سلسلة من أعمال التخريب بالكتابات الجرافيتية. ويبدو أن تخريب الكنيسة منفصل عن تخريب نفق تومباتشيا. وقد أُبلغ عن أعمال التخريب التي تعرضت لها الكنيسة، والتي أثارت غضبًا عارمًا بين الناس. وأصدر رئيس البلدية بيانًا وصف فيه هذا العمل بأنه تشويه حقيقي، مؤكدًا أن من يُضبط سيواجه عواقب وخيمة على فظاظته.

نيجيريا: تصاعد العنف ضد المسيحيين على يد جماعات متطرفة ومليشيات رعوية

تشهد نيجيريا تصاعدًا مقلقًا في وتيرة العنف ضد المسيحيين، حيث تتعرض الكنائس لهجمات متكررة ويُقتل العشرات يوميًا على أيدي جماعات مسلحة. تقرير حديث كشف عن واقع مأساوي يضع البلاد ضمن أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمسيحيين، وسط اتهامات للحكومة بالعجز عن توفير الحماية اللازمة وتزايد الدعوات الدولية للتدخل.

كشف تقرير حديث أن المسيحيين في نيجيريا ما زالوا يواجهون مستويات خطيرة من الاضطهاد والعنف، إذ تتعرض الكنائس لهجمات متكررة، فيما يُقتل العشرات يوميًا على أيدي جماعات مسلحة. ووفقًا للتقرير، تُسجَّل نحو 100 هجمة على كنائس كل شهر، إضافة إلى مقتل ما يقارب 32 مسيحيًا يوميًا في مناطق مختلفة من البلاد.

وتحمّل منظمات حقوقية ودينية مسؤولية هذه الاعتداءات بالأساس إلى جماعة "بوكو حرام" الإرهابية وتنظيم "داعش – ولاية غرب إفريقيا"، إلى جانب مليشيات الرعاة الفولاني التي تورطت في هجمات دموية متكررة ضد قرى مسيحية في ولايات الشمال والوسط.

وأشار قادة كنسيون إلى أن الحكومة النيجيرية فشلت حتى الآن في توفير الحماية للمواطنين المسيحيين، وسط اتساع الخوف من تصاعد موجات النزوح والتهجير القسري من القرى المتضررة.

وطالب الأساقفة المحليون المجتمع الدولي بزيادة الضغط على السلطات النيجيرية لاتخاذ إجراءات جادة لوقف نزيف الدم، وحماية الحريات الدينية التي ينص عليها الدستور.

تجدر الإشارة إلى أن نيجيريا تُعد من أخطر الدول في العالم بالنسبة للمسيحيين، بحسب تصنيفات منظمات دولية متخصصة برصد الاضطهاد الديني.

إيران: المحكمة العليا تؤيد حكمًا بالسجن لأكثر من عشر سنوات بحق مسيحي بسبب ايمانه

أيدت المحكمة العليا في إيران حكمًا بالسجن لأكثر من عشر سنوات بحق المسيحي مهران شملوي بسبب مشاركته في كنيسة منزلية، في خطوة أثارت قلق المنظمات الحقوقية بشأن أوضاع حرية الدين في البلاد.

أكّدت المحكمة العليا في إيران حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات وثمانية أشهر بحق المواطن المسيحي مهران شملوي، وذلك على خلفية مشاركته في كنيسة منزلية وممارسته لأنشطة دينية اعتبرتها السلطات مخالفة للقانون.

وبحسب منظمة International Christian Concern، وُجّهت لشملوي عدة تهم، من بينها "الدعاية التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية" و"العضوية في جماعات تهدف إلى تقويض الأمن القومي". وقد رُفضت استئنافات الدفاع، ما يجعل الحكم نهائيًا وواجب التنفيذ.

القرار أثار قلقًا متجدداً لدى منظمات حقوق الإنسان، التي تؤكد أن مثل هذه القضايا تكشف استمرار المضايقات التي يتعرض لها المسيحيون من خلفيات غير تقليدية في إيران، خاصة أولئك الذين يعتنقون المسيحية حديثاً ويجتمعون في كنائس منزلية بعيدًا عن الإطار الرسمي.

وتشير تقديرات منظمات دولية إلى أن المسيحيين في إيران يواجهون مستويات عالية من التقييد على حرية العبادة، إذ يُسمح للطوائف التقليدية المعترف بها مثل الأرمن والآشوريين بممارسة شعائرهم، بينما يُجرَّم النشاط الكنسي لغيرهم ويُعتبر تهديدًا للأمن القومي.

من جانبها، طالبت جهات حقوقية دولية مرارًا الحكومة الإيرانية باحترام التزاماتها بموجب المواثيق الدولية المتعلقة بحرية الدين والمعتقد، معتبرة أن مثل هذه الأحكام تقوّض الحقوق الأساسية للأقليات الدينية.

تهجير قسري لعشرات العائلات المسيحية في ولاية بالهند

تعرضت أكثر من 70 عائلة مسيحية في ولاية تشاتيسغاره الهندية للتهجير القسري بعد اعتداءات ومقاطعة اجتماعية نفذها متطرفون هندوس، في أحدث موجة اضطهاد تستهدف المجتمع المسيحي هناك.

أفاد تقرير صادر عن منظمة International Christian Concern (ICC) أنّ أكثر من 70 عائلة مسيحية تعرّضت للتهجير القسري من قراها في ولاية تشهاتيسجاره الهندية خلال الأشهر الماضية، في ظل تزايد الاعتداءات والضغوط التي يقودها متطرفون هندوس ضد المجتمع المسيحي المحلي.

التقرير أوضح أن هؤلاء المتطرفين مارسوا سلسلة من التهديدات والاعتداءات الجسدية ضد العائلات المسيحية، وفرضوا عليهم مقاطعة اجتماعية واقتصادية شاملة، شملت منعهم من استخدام المقابر والآبار، وحرمانهم من المشاركة في الأنشطة المجتمعية، إضافة إلى الضغط عليهم للتخلي عن إيمانهم والعودة إلى الهندوسية.

العديد من العائلات أُجبرت على مغادرة قراها بعد أن أُحرقت ممتلكاتهم أو صودرت أراضيهم الزراعية، فيما لجأ بعضهم إلى بلدات قريبة أو إلى أقارب في ولايات مجاورة، لكنهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، بلا مأوى مستقر أو دخل ثابت.

ناشطون حقوقيون ومؤسسات كنسية محلية أكدوا أن ما يحدث في تشاتيسغاره هو جزء من نمط واسع من الاضطهاد يواجهه المسيحيون في الهند، إذ غالبًا ما يُستهدفون بحملات عنف من جماعات هندوسية قومية متشددة، تتذرع بـ"مكافحة التحول الديني".

ورغم أنّ الدستور الهندي يضمن حرية العبادة، فإنّ السلطات المحلية في بعض المناطق تغضّ الطرف عن هذه الانتهاكات، وهو ما اعتبرته المنظمات الحقوقية تواطؤًا خطيرًا يعرّض حياة آلاف المسيحيين للخطر.