جود نيوز الكندية

إيمان صريح

-

اقرن بولس الرسول الإيمان بالضمير الصريح العديد من المرات في تعليمه برسالته لتلميذه تيموثاوس. فكل إنسان له ضمير مولود معه يعرفه بالفطرة الصح والخطأ ويشعره بالذنب مرات كثيرة حين يفكر او يتفوه او يفعل شيء يخجل؛ انه كما أطلق عليه "الترمومتر أو الترموستات" الذي يتحكم في المشاعر والانفعالات التي تصادفنا في تعاملاتنا اليومية وأفكارنا تجاه الآخرين.

فالضمير عادة ما يتصل بالنفحة الإلهية التي نفخ بها الرب الاله في أنف آدم حين خلقه فصار آدم نفسا حية قادرًا على التمييز بين الخير والشر. ولكن عندما يخمد الإنسان ضميره فإنه يفعل الشر كما يقولون بدم بارد وضمير مخدر أو معدوم أو ميت. فكما لخص بولس الوصية المسيحية في بضعة كلمات بقوله: وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح، وايمان بلا رياء"(١ تيموثاوس ١:٢).

إن ما يريده بولس بهذه الكلمات إنه عندما يملك المسيح يسوع على قلبك وحياتك ومشاعرك وجسدك، فإن ضميرك يصبح حي فعال قادر علي التمييز بين الخير والشر، ما يليق وما لا يليق، ما يفرح قلب الآب وما قد يتسبب في حزن الرب الروح القدس الساكن في داخلك منذ لحظة إيمانك بعمل فداء الرب يسوع المسيح الكفاري على الصليب، وهنا يظهر عمل الإيمان الصريح الذي بلا رياء او نفاق، إيمان يشهد بصنع الفادي ويخبر ويعلن عن هذا العمل الذي نقبله في قلوبنا وعقولنا ويتحكم في ضمائرنا ونفسياتنا.

فكما عرف كاتب العبرانيين في إصحاح الإيمان ١١ "الإيمان" بقوله انه هو الثقة بما يرجي والايقان بأمور لا ترى، ووصف في موضع اخر إنه الإيمان العامل بالمحبة مؤكدا إن ما يثبت هو الإيمان والرجاء والمحبة موضحا إنه بدون إيمان لا يمكن ارضاء الرب الإله الذي يجازي من يسمعونه ويحفظ أولاده في زمن التجربة والضيقات والمصاعب، إيمان بسيط مثل حبة الخردل لكنه قادر ان ينقل الجبال ويزعزع الممالك، إيمان بقوة وفاعلية عمل الفداء وغفران الخطايا، إيمان يصنع المعجزات ويثق في اله المستحيلات، وهذا ما قد اثني بولس به علي تيموثاوس عندما وصف إيمانه بانه صريح اي حقيقي واضح بلا تجميل او تحسين لصورته، إيمان لا يمكن الشك في مصداقيته ولا يمكن التشكيك في عمله وفعاليته.

فالإيمان يجب أن يكون عامل بالمحبة، والإيمان والمحبة هما إحدى ثمر الروح القدس الذي لا يمكن ان يفتعلا ويجب ان يكونا نابعين من قلب طاهر غير نجس او خبيث مخادع. ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع المسيح، الذي من اجل السرور الموضوع امامه، احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الرب الاله (عبرانيين 12: 2). وهذا أيضا ما أشاد به الرسول بولس الي صديقه العزيز فليمون شاهدا بصراحة ايمانه اذ قال له:" سامعا بمحبتك، والايمان الذي لك نحو الرب يسوع، ولجميع القديسين (فليمون 1: 5)

عزيزي هل تمتعت بهذا الإيمان الذي يمكن ان يكون صريحا وظاهرا للناس من حولك فيشهد عن إله المستحيلات والعجائب وصنيعه في حياتك؟ هل عندك غاية الوصية التي هي محبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وايمان بلا رياء؟ هل عندك الرب يسوع المسيح سيد على حياتك وعقلك ونفسك وروحك؟ إن كنت فإنك مستمتع ببنيان الرب الإله الذي في الإيمان، ذلك الإيمان الصريح عديم الرياء؛ هنا صبر القديسين. هنا الذين يحفظون وصايا الرب الاله وايمان يسوع المسيح (رؤية يوحنا اللاهوتي 14: 12). لأنه كما الرب الروح القدس يقول صريحا: إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان، تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين (1 تيموثاوس 4: 1). ليحفظنا الرب ليكون لنا الإيمان الصريح الحقيقي الذي بلا رياء إلى يوم مجيء يسوع المسيح. امين.